رام الله سما كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة "سما" ان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز اتصل هاتفيا الاسبوع الماضي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس طالبا منه الموافقة على نقل مباراة المنتخب السعودي والفلسطيني الى خارج مناطق السلطة الفلسطينية لما لهذا الموضوع من احراج للملكة التي لا تريد لاحد اتهامها بالتطبيع في هذا الوقت التي تعرض فيه السعودية الى ضغوط كبيرة اقليمية ودولية.
وقالت المصادر ان الرئيس عباس جمع الاسرة الرياضية الفلسطينية وابلغها بالاتصال وبنيته الموافقة على الطلب السعودي قائلا ان "السعودية خط احمر" وان لا مجال لرفض الطلب السعودي وتم ابلاغ المملكة بالموافقة الفلسطينية رسميا.
وتابع المصدر "السلطة انتظرت موقف الفيفا لعله يوافق على نقل المباراة وحفظ ماء الوجه الا ان قرار الفيفا امس كان مفاجئا واعاد خلط الاوراق مرة اخرى" .
من جهتها رحبت حركة حماس اليوم الجمعة بموقف الاتحاد السعودي الذي انسحب من مباراة منتخبه على أرض فلسطين ضمن تصفيات كأس العالم.
وقال سامي ابو زهري الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي:" إن حماس تعرب عن تقديرها لهذا الموقف الرافض للتطبيع مع الاحتلال".
وأضاف أن الحركة تعبر عن أسفها لموقف بعض الجهات الفلسطينية التي مارست ضغوطاً ضد الموقف السعودي.
و أكد اللواء الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على التزام مجلس الاتحاد بالقرار الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم بتحديد استاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس مسرحاً لمواجهة الفدائي وشقيقه المنتخب السعودي، رافضاً التنازل عن حق الملعب البيتي الذي يعتبر أحد رموز السيادة الوطنية.
وأشار الرجوب في مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس في مقر أكاديمية جوزيف بلاتر بالبيرة، بحضور عدد كبير من الصحفيين والأسرة الرياضية الفلسطينية أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان من الإحتلال الإسرائيلي يُحتم على الجميع مواجهته على كافة المستويات بما فيها المستوى الرياضي.
وأضاف الرجوب: «جزء منا قدره أن يدير ملف حساس وحيوي في المسار النضالي الوطني الفلسطيني وهو الحركة الرياضية بتداعياتها ومضامينها الإيجابية على قضيتنا الوطنية، لدرجة أصبحت الرياضة أحد الوسائل والمنابر المهمة والأساسية لمواجهة هذا الإحتلال»، مشدداً على أهمية قضية مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم وشقيقه السعودي باعتبارها أصبحت قضية رأي عام على جدول أعمال العالم، متمنياً أن يُسحب هذا الملف من التداول بعد هذا المؤتمر الصحفي.
وقال الرجوب: «سعينا لإدارة هذا الملف بروح ومنطق وقانون الرياضة بعيداً عن التجاذبات والحساسيات وتعاملنا بإيجابية مع عناصر القلق للأشقاء السعوديين، وقدمنا تنازلات وحلولاً باستبدال مباراتي الذهاب والإياب بناءً على العلاقات الفلسطينية السعودية، ودور الممكلة تجاه القضية الفلسطينية، علاوةً على ضرورة التزام الطرفين بقرار (الفيفا) النهائي، وبعد صدور القرار نحن بحاجة لزحف رياضي وغير رياضي إلى فلسطين.
وأكد الرجوب أن خشية الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم من نقل المباراة لملعب محايد نابعة من خشيته خسارة حقه في الملعب البيتي وعضويته في الإتحاد الدولي للعبة، منوهاً إلى أن الإتحاد السعودي رفض إرسال رسالة مشتركة من الطرفين لضمان هذه الحقوق وقد طالب الإتحاد الفلسطيني بإرسال رسالة فردية وهو ما سيضع الإتحاد الفلسطيني تحت مقصلة خسارة الملعب البيتي، خاصة أن الإمارات وماليزيا توجهوا برسائل للفيفا على قاعدة تكافؤ الفرص.
وأوضح الرجوب أن موقف أعضاء مجلس الإتحاد الفلسطيني كان منقسماً خاصة أن بعضاً منهم هددوا بالإستقالة في حالة نقل المباراة لأرض محايدة، وعدد قليل طالب بإيجاد حل ودي، لكن أياً منهم لم يتطرق لتحمله المسؤولية كاملة للتنازل عن الملعب البيتي.
وحول تقدم السعودية باستئناف ضد قرار (الفيفا) المُلزم بإقامة المباراة على استاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس في الخامس من الشهر المُقبل، أكد الرجوب على التزام الإتحاد الفلسطيني بقرار (الفيفا) النهائي ولكن دون أية ضغوط، مضيفاً أن ما قدمه الإتحاد من مرونة وما تحمله في الفترة الماضية تئن له الجبال.
وفي نهاية حديثه شدد الرجوب على أن معركة الفلسطينيين فقط ضد الإحتلال والكيان الرياضي الفلسطيني هو مسؤولية وطنية وقومية عربية إسلامية ومسيحية.
يشار إلى أن مجلس الاتحاد كان قد عقد اجتماعاً قبيل انعقاد المؤتمر الصحفي، بحث خلاله آخر المُستجدات الرياضية المتعلقة بمباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم المؤجلة مع شقيقه السعودي ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة.


