القاهرة وكالات
خبراء أمن: الأمر حدث بالفعل وهناك انزعاج لدى بديع والشاطر
جهادي بالجماعة الإسلامية : أجهزة الأمن رصدت عدم تورط بعض العناصر في الإرهاب وارسلت لهم الاستمارات
«مراجعات فكرية.. ثورة تمرد ضد الاخوان .. طوق نجاة من الجرائم» .. عبارات تعبر عما اثير في الصحف ووسائل الإعلام عن توقيع عدد من قيادات الاخوان المحتجزين داخل السجون على ما يسمى باستمارات التوبة واعتزال الحياة السياسية مقابل مطالبة قيادات وزارة الداخلية بالإفراج عنهم على غرار المراجعات الفكرية مع قيادات الجهاد في التسعينات.
«الشروق»، حاولت أن تتقصى الحقائق من خلال نخبة من خبراء الأمن وقيادات سابقة من وزارة الداخلية وكذلك جهاديين سابقين بالجماعات الإسلامية.
قال اللواء فؤاد علام وكيل جهاز امن الدولة الأسبق، إن ما أثير في الصحف عن توقيع عدد من أعضاء جماعة الاخوان المحتجزين داخل السجون على أوراق اعتزال السياسة مقابل الإفراج عنهم على غرار المراجعات الفكرية مع قيادات الجهاد، أمر غير منطقى.
وأوضح علام في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، اليوم السبت، أن قيادات جماعة الإخوان الذين تواجدوا في رابعة العدوية بعد ثورة 30 يونيو وشجعوا على مزيد من العنف والتصعيد من خلال العمليات الإرهابية ضد الدولة المصرية على صعيد قوات الجيش والشرطة والمواطنين البسطاء لا يمكن أن يتراجعوا عن أفكارهم ، مؤكدا أنها مجرد ثرثرة إعلامية.
وأشار الخبير الأمني إلى أن الحديث عن توقيع عدد من أعضاء الجماعة على استمارة تحت اسم «التوبة داحل السجون»، بهدف تقديمها لجهات أمنية مقابل الإفراج عنهم هو مجرد ثرثرة، موضحا أن الموقف يختلف كثيرا عما حدث مع جماعة الجهاد والمراجعات الفكرية التي قاموا بها، لأن الجماعات الاسلامية تتحرك داخل إطار محدود وجذورها معروفة لدى الجهات الأمنية اما جماعة الاخوان فهي عبارة عن شبكة من العلاقات الدولية
الأمر حدث بالفعل وهناك انزعاج لدى بديع والشاطر
من جهة أخرى، قال الخبير الأمني خالد عكاشة إن المعلومات المتواترة بشان توقيع قيادات إخوانية على استمارة للتوبة هي معلومة غير دقيقة، مضيفا أن المعلومة الصحيحة والمؤكدة هو قيام عدد من العناصر الصغيرة أو ما يطلق عليه بقيادات الصف الثاني والصف الثالث من جماعة الإخوان الذين تم الزج بهم داخل اعتصام رابعة العدوية والنهضة بالتوقيع بشكل فعلي على تلك الأوراق داخل السجون باعتبارها طوق نجاة بالنسبة لهم.
وأضاف عكاشة في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن القيادات الإخوانية الكبرى على غرار مرشد الإخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والبلتاجي وغيرهم منزعجون للغاية من هذا الأمر، واعتبروا أن ما حدث من توقيع بعض العناصر الشبابية من الاخوان المحتجزين داخل السجون على تلك الاستمارات هي محاولة لتشتيت الشمل وإحداث انشقاق حقيقي داخل صفوف الجماعة.
أجهزة الأمن رصدت عدم تورط بعض العناصر في الإرهاب وأرسلت لهم الاستمارات
ويرى المفكر الإسلامي والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم، أن هناك فرقا كبيرا بين المراجعات الفكرية لجماعة الجهات والجماعة الإسلامية التي حدثت في التسيعنات وبين ما يثار اليوم مما يطلق عليه باستمارات للتوبة داخل السجون بالنسبة لبعض عناصر الإخوان المحتجزة هناك.
وأضاف المفكر الإسلامي في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن المراجعات الفكرية في التسعينات حدثت من تلقاء النفس بالنسبة لعناصر الجماعة الاسلامية الذين تولد لديهم رغبة حقيقية في الابتعاد عن العنف والصدام مع الدولة .
وأشار إلى أن تلك الاستمارات المعروفة باسم التوبة وقع عليها فقط بعض العناصر التي تقع في الدوائر البعيد عن صنع القرار داخل تنظيم الإخوان والتي رأت فيهم الدولة وأجهزة الأمن أنهم غير متورطين في أحداث العنف وجرائم الإرهاب التي ارتكبها قيادات الصف الأول من الجماعة وبالتالي تم عرض الاستمارات عليهم داخل السجون بعد ان رصدتهم أجهزة الأمن وتاكدت من صحة موقفهم وابتعادهم عن جرائم الإرهاب.
الموقعون على الاستمارات عناصر من سجن وادي النطرون والعقرب
الباحث والمتخصص في شئون الجماعات الإسلامية أحمد بان، قال إنه تقصى عن الأمر وتوصل بالفعل إلى وجود عناصر مقربة من جماعة الاخوان المسلمين داخل سجون العقرب ووادي النطرون تحديدا من المتعاطفين معهم قرروا التوقيع على استمارات لما يسمى بالتوبة مقابل الإفارج عنهم من قبل وزارة الداخلية.
وأوضح بان في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن الأمر له تفسيران، الأول رغبة هؤلاء في تعزيز موقفهم القانوني وإيجاد طوق نجاة للتخلص من تورطهم من أفعال اختلطت فيها الجرائم السياسية بالجرائم الجنائية.
وأشار المتخصص في شئون الجماعات الاسلامية إلى أن التفسير الثاني قد يكون متعلقا بمحاولة إعادة تجربة الاخوان في الستينات عندما بعثوا ببرقيات تأييد للرئيس الراحل جمال عبد الناصر على أمل اكتساب تعاطف السلطة معهم والتسامح عن أفعالهم وبالتالي قد يكون الأمر نفسه مع القيادات الشابة من جماعة الإخوان والتي تريد الاندماج في الحياة السياسية من جديد بعد أن تيقن لهم فشل القيادات الكبرى قي تحقيق أية نجاحات سياسية في ظل حكمهم تحت قيادة مرسي في 2012.
المرجعات الفكرية بدأت منذ شهرين خارج السجون
فى سياق متصل أكد كريم حسن، مسؤول لجنة الشباب بإخوان عين شمس، أن فكرة المراجعات الفكرية بدأت منذ شهرين خارج السجون من خلال عشرات الشباب فى القاهرة الذين بدأوا فى إجراء اتصالات مع قيادات منشقة عن الجماعة لمساندتهم فى كتابة المراجعات الفكرية.


