المغرب / وكالات / شهدت العلاقات المصرية المغربية، أجواء توتر مفاجئ بين البلدين، على خلفية بث التلفزيون المغربي الرسمي، مساء الخميس، تقريرين وصف فيهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ “قائد الانقلاب” في مصر، و(الرئيس الأسبق) محمد مرسي بـ”الرئيس المنتخب”.
في سابقة هي الأولى من نوعها شن التليفزيون الرسمي المغربي، هجومًا عنيفًا على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وانقلاب 30 يونيو .
وبثت القناة المغربية الأولى، خلال نشرتها الإخبارية الرئيسية ، تقريرًا حول 30 يونيو وفض "اعتصامي رابعة والنهضة" في توقيت مثير للجدل، واصفًا إياه بالانقلاب الذي أدى إلى حالة من الفوضى الأمنية بمصر .
وقال دبلوماسي مصري بالقاهرة، إن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد يزور المغرب، لوأد الأزمة الأخيرة بين البلدين.
وفي تصريحات لـ"الأناضول"، أوضح الدبلوماسي، الذي تحفظ على كشف هويته، أن "الوزير كلف السفير المصري في الرباط، أحمد إيهاب، ببذل الجهود والمساعي بالتعاون مع المسؤولين المغاربة لوأد الأزمة، وفي حال لم تتكلل تلك الجهود بالنجاح، فإن الوزير سيزور الرباط للقيام بهذه المهمة".
وجاء في التقرير الذي بثته القناة الأولي المغربية:
عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري في الـ3 من يوليو عام 2014 بقيادة عبد الفتاح السيسي على وقع الفوضى والانفلات الأمني؛ حيث اعتمد الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه.
وعزل الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، وعطل العمل بالدستور، وكلف رئيس المحكمة الدستورية "عدلي منصور" برئاسة شئون البلاد، وصدرت أوامر باعتقال الكثير من المعارضين للانقلاب، ومنذ إعلان الانقلاب انتفض الشعب المصري في الشوارع والميادين، و مختلف محافظات مصر.
14 أغسطس كان يومًا دمويًّا في تاريخ مصر عندما قامت قوات الشرطة والجيش بفض اعتصامات المعارضين للانقلاب في رابعة والنهضة، وسقط الآلاف من القتلى والجرحى.
وتعمد مذيع النشرة عدم ذكر وصف "الرئيس المصري " قبل ذكره اسم عبد الفتاح السيسي، مستبدلًا إياه - بما أسماه - قائد الانقلاب العسكري.
وهاجم التقرير الجيش المصري والشرطة متهمًا إياهما بالتعاون مع مؤسسات الدولة للانقلاب على الرئيس "الشرعي" محمد مرسي .
وصرح "محمد بنحمو" مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية قائلا: "أجهض الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي مسلسل الانتقال الديموقراطي الذي دخلت فيه مصر، و وضع حدًا لمطامح الشعب المصري؛ حيث أنهى حكم الرئيس المنتخب الشرعي محمد مرسي، وعطل العمل بالدستور الذي وضعه المصريون، وهي عملية اعتبرت ردة على الثورة المصرية، و تعيش مصر الآن حالة من الاحتقان لا تؤشر أنها سوف تدخل في حالة إعادة بناء ثقة ومرحلة حوار، و كان للانقلاب العسكري آثار وخيمة على الحياة السياسية في مصر؛ حيث شهدت الانتخابات الرئاسية عزوفا كبيرًا من المصريين.


