خبر : القاهرة : «خلطة سرية» لتسميم شعب مصر

الإثنين 29 ديسمبر 2014 02:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة :  «خلطة سرية» لتسميم شعب مصر



• كيلو من «الهرمون الشيطانى» يكفى لـ«سرطنة فدان».. وسوق مغلق لتجارة «المبيدات المهربة»

• خارطة المحاصيل القاتلة تضم سيناء والصالحية والسويس والإسماعيلية والنوبارية

• فلاحون يعترفون: التجار لا يبيعون الهرمون إلا للمعارف.. ولا نأكل من إنتاجنا لأنه يسبب السرطان

القاهرة وكالاتفي الأرض البالغ مساحتها سبعة أفدنة، في منطقة الصالحية الجديدة، اصطف الأنفار من الحصادين يجمعون محصول الطماطم والخيار بطريقة اعتيادية، وحده صاحب الأرض كان يعرف أن فترة الأمان المطلوبة لتلاشي السموم الناتجة عن المبيدات التي يتم رش مشاتل الخضار بها، لم تمر بعد.

كان المهندس الزراعي قد أخبر فلاحا بمدينة الصالحية الجديدة ،بالشرقية، ويدعى محمد على أن فترة الانتظار بين رش الخضراوات والمبيدات، وجني ثمارها، تتراوح بين 15 و20 يوما، وهي فترة ضرورية ومهمة لضمان عدم انتقال تلك السموم للإنسان، إلا أن على يهتم بتعليمات المهندس الزراعي، وجمع الأنفار في أرضه لحصد الثمار مبكرا، وبيعها للتجار، رغم كونها لا تزال تحمل متبقيات سموم المبيدات.

يروى محمد على أن الأرض فى الصالحية الجديدة، أغلبها مؤجرة لفلاحين من سيناء والعريش، وأكثرهم يزرعون بعض أنواع المحاصيل ذات المكسب السريع مثل الطماطم، والخيار، والباذنجان، والفلفل، والبطيخ، والكنتالوب وأن أغلب الزراعات فيها تعتمد على الصوبات الزراعية، لأن المزارعين يهتمون بزراعة الخضراوات والفاكهة فى غير أوانها، لأن مكسبها أكبر من الفاكهة والخضر، التى تخرج فى موسمها الطبيعى.

يضيف على: الطماطم والخيار من أكثر المحاصيل التى نقوم بزراعتها طوال العام، نرش الطماطم بمبيد الخلطة السحرية، الذى يشتهر بين الفلاحين باسم هرمون الطماطم، نرشها به بعد أربعين يوما من زراعتها، ويكون تأثيره كالسحر على زيادة حجم حبات الطماطم وكثرة انتاجها الذى يصل للضعف مقارنة بالزراعات التى لا يتم رشها بالمبيد.

المبيد الذى يحمل سمات السماد والهرمون والمبيد فى آن واحد يستخدمه الفلاحون فى زراعة الطماطم بشكل كبير، يزن الكيس منه كيلو جراما واحدا، ويكفى لرش فدان، بعد إذابته فى 20 لتر مياه، يتم رش الخضراوات بها 3 مرات، الأولى تكون بعد عمر 40 يوما للشتلة، والثانية بعدها بأسبوع، ثم مرة ثالثة بعدها بأسبوع عندما تكون الحبة وصلت لحجم ضخم، واقتربت على الحصاد، بحسب كلام على.

ورغم أن أسعار الهرمون ليست فى متناول يد الفلاحين حيث يتوافر منه نوعان، الأول سائل ويباع بالسنتيمتر، ويخلطه الفلاح بالماء ثم يقوم برشه على المحصول بماكينة الرش، ويستخدم أيضا فى الخيار، والنوع الثانى عبارة عن بودرة تباع بالكيس وزنه كيلو ويكفى مساحة فدان، ويتابع على: لابد من حرق الكيس أو الزجاجة بعد استخدام الهرمون، لأنه ممنوع، ولا يوجد فى مصر هرمون له نفس المفعول، وهذا الهرمون يأتى من خارج البلاد عن طريق التهريب.

الهرمون الذى أكد أكثر من فلاح أنه مُهرّب، ينتشر فى كثير من المناطق الزراعية والصحراوية مثل شمال سيناء، وطريق الإسكندرية الصحراوى، والإسماعيلية، والنوبارية، والصالحية الجديدة، والسويس، وترعة السلام، ومنطقة بنجر السكر، بحسب تأكيدات عدد من الفلاحين.

مخاطر تلك المبيدات يعرفها الفلاحون جيدا وهو ما يوضحه، أحد الفلاحين ويدعى إبراهيم، بنفس المنطقة بالصالحية الجديدة، قائلا: «نعرف أن استخدام مبيد الخلطة السحرية، ضار جدا بالصحة، لكننا سنخسر كثيرا دون استخدام الهرمون، فالفدان يتكلف 11 ألف جنيه، ولن نجنى أى أرباح إذا توقفنا عن استخدام الهرمون، فالفدان الذى يتم رشه ينتج 1500 قفص طماطم، بينما لا تتجاوز انتاجية الفدان غير المرشوش 500 قفص.

يشترى إبراهيم هرمون الخلطة السحرية للطماطم من محل مبيدات بمدينة الصالحية الجديدة فيقول: «صاحب المحل يعرفنى جيدا، ولأن المبيد ممنوع، فأصحاب المحلات لا يبيعونه إلا للفلاحين الذين يعرفونهم ويتعاملون معهم طوال العام، لكن الهرمون متوافر فى أغلب محلات مصر، وهو نوع ممتاز بالنسبة لزراعة الطماطم».