سما / وكالات / معظم الشباب في بلداننا العربية برزت اهتماماتهم بالنشرات الإخبارية بعد بدء أولى ثورات الربيع العربي في تونس وازدادت تلك الاهتمامات في الثورات التي بدأت بعدها، ولكن صناعة الخبر أمر ليس بالسهل أبدا، ومشاهدته على الشاشة أو الاستماع له إذاعياً لا يعني أن صناعته استغرقت وقت الكتابة أو القراءة فقط؛ حديثنا اليوم عن مسلسل الدراما السياسية The Newsroom، الذي بدأ عرضه على قناة HBO الأمريكية في حزيران/يونيو 2012.

تدور أحداث المسلسل حول غرفة أخبار أحد برامج قناة (ACN)، الذي يقوم بتقديمه “ويل ماكفوي” الشخصية الرئيسية في المسلسل، مشاكله العاطفية القديمة وضغوط مالكي الشركة عليه بالإضافة لاهتمامهم بنسبة المشاهدات لا بالمادة التي تقدم على شاشاتهم تؤثر سلباً في البرنامج.
التأثير السلبي الذي يبدو واضحاً على أداء ماكفوي وبرنامجه، استدعى من مدير التحرير إعادة توظيف فريق إخباري برئاسة ماكنزي ماكهيل، أفضل مديرة تنفيذية عملت مع ماكفوي وعشيقته السابقة، وبقيادة المقدم الموهوب والمنتجة المُبدعة وبتغطية من رئيس التحرير يتطور البرنامج ويصبح ذو تأثير قوي، بعيداً عن حُمى المشاهدات الخاصة بمالكي الشركة.

نشاهد خلال عدد من الحلقات، تسليط الضوء على أحداث في الشرق الأوسط وأفريقيا، طريقة تغطية الثورة في مصر، إضافة لأحداث من سوريا وكيفية تناول خبر مقتل “أسامة بن لادن”؛ المسلسل بشكل عام ينقد أعمال سياسيين أمرييكين وتصريحاتهم المتناقضة بشكل مباشر إضافة لنقد أفعال سياسيين في حزب الشاي (Tea Party)، ومعظم الانتقادات يوجها ماكفوي تكون لزملائه في الحزب الجمهوري في إشارة أنه مع الحق أينما وجد ولحرية الصحافة والإعلام.
الموسم الثاني من المسلسل ذو التسعة حلقات على عكس الموسم الأول فيه قصة مركزية تدور أحداثها على مدى الحلقات التسعة بالإضافة لبعض القصص الإضافية لإغناء محتوى كل حلقة على حدا، بينما كانت معظمم حلقات الموسم الأول غير مرتبطة بقصة مهمة وإنما بلحقات إفرادية كلٌ منها لها أهميتها الخاصة.

نال المسلسل نقد إيجابي كالسلبي تماماً، الآراء متضاربة عن كيفية تغطية بعض الأحداث خبرياً والتي رأيت في بعضها عنصرية، وتركزت بعض الانتقادات حول موضوع حركة Occupy Wall Street (احتلوا وول ستريت) وكيفية تناولهم لهذه القضية ولكن بالرغم من كل النقد الذي ناله المسلسل أثبت نجاحه وبحسب موقع الـ IMDb العالمي تم تقييمه بـ 8.6 من 10.
تسمية المسلسل لم تكن بالشيء السهل بالرغم من تناوله لموضوع إخباري ووضوح أهمية الدلالة بالأسم لمحتوى المسلسل، بعد اختيار مسمى “This Story Develops “ بشكل مؤقت، قررت قناة الـ HBO تسمية المسلسل (The Newsroom) بعد طلب السماح بإعادة استخدام الاسم من Ken Finkleman منشئ مسلسل كندي تحت نفس الاسم آواخر القرن الماضي.

حصد مسلسل The Newsroom سبعة جوائز مختلفة إضافة لترشيحات لـ 22 جائزة أخرى أهمها جوائز الغولدين غلوب، وبعد الانتهاء من عرض الموسم الثاني، أعلنت شبكة الـ HBO عن نيتها بتجديد المسلسل بموسم ثالث وأخير لاختتام هذا العمل بستة حلقات، سيتم عرض الحلقة الأولى من الموسم الثالث بـ 9 نوفمبر 2014.

شارك في التمثيل جيف دانييلز محتلاً شخصية “ويل ماكفوي” الرئيسية، وايميلي مورتايمر بدور “ماكنزي ماكهيل” عشيقة ماكفوي السابقة ومديرة البرنامج التنفيذية، وأوليفيا مون بدور “سلون ساباث” عبقرية المال ومسؤولة النشرة الاقتصادية، وسام واترسون بدور “تشارلي سكينر” رئيس تحرير على وشك الجنون من أعمال فريقه إضافة لأليسون بيل بدور “ماغي جوردان” غريبة الأطوار وديف باتيل بدور “نيل سامبات” مسؤول النشر على مدونة ماكفوي.

في النهاية، هل شاهدتهم مسلسل The Newsroom ؟ ما رأيكم به؟ وما نظرتكم للأخبار بعد مشاهدة كيف يتم صناعتها؟


