أستراليا تكشف هوية المتهمين في تنفيذ هجوم سيدني..أب وابنه من نفذا العملية ..

الإثنين 15 ديسمبر 2025 01:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أستراليا تكشف هوية المتهمين في تنفيذ هجوم سيدني..أب وابنه من نفذا العملية ..



وكالات - سما-

قالت الشرطة الأسترالية، الاثنين، إن المشتبه بهما في تنفيذ الهجوم المسلح على احتفال عيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في شاطئ بوندي، هما أب وابنه، مشيرة إلى أنها "لا تبحث عن جناة آخرين".

وأضافت الشرطة، خلال مؤتمر صحافي، أن التحقيقات أظهرت أن اثنين فقط من الجناة مسؤولان عن الهجوم، الذي أودى بحياة 16 شخصاً وإصابة 40.

ونقلت وكالة ABC الأسترالية عن مصادر قولها إن الابن نويد أكرم، 24 عاماً، يتلقى الرعاية الصحية في مستشفى تحت حراسة الشرطة، وأن والده البالغ من العمر 50 عاماً سقط في تبادل إطلاق النار مع الشرطة، الأحد.

وأفادت شرطة ولاية "نيوساوث ويلز" بأستراليا، في وقت لاحق الأحد، بارتفاع عدد ضحايا الحادث إلى 16، علاوة على إصابة 40، فيما توالت إدانات دولية وعربية للهجوم.

وأدان رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيز، الحادث، قائلاً: "هذا هجوم موجه ضد اليهود الأستراليين في أول يوم من عيد حانوكا.. في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن للتوصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة".

إنقاذ بطولي

وأظهرت مقاطع فيديو مصورة تصدي أحد المارة في موقع الحادث لمطلق النار، حيث حاصره من الخلف، وانقض عليه، قبل أن ينتزع بندقية من يده، ويصوبها تجاهه. وذكرت قناة 7NEWS الأسترالية أن الرجل يدعى أحمد الأحمد، يبلغ من العمر 43 عاماً.

وتحدث مصطفى، ابن عم أحمد الأحمد، للقناة الأسترالية، قائلاً إن قريبه أب لطفلين، وصاحب محل فواكه، وليست لديه أي خبرة في التعامل مع الأسلحة النارية، وكان يمر في المكان مصادفة عندما اتخذ القرار الفوري بالتدخل.

وذكر أن الأحمد أصيب برصاصتين في الفوضى التي أعقبت الحادث، مضيفاً أنه "في المستشفى الآن، ولا نعرف بالضبط ما الذي يحدث هناك". وتابع: "نأمل أن يكون على ما يرام. إنه بطل بنسبة 100%".

وعندما سئل رئيس الوزراء الأسترالي عن رأيه في لقطات الرجل وهو ينزع سلاح أحد مطلقي النار، قال، خلال مؤتمر صحافي: "إنه أكثر مشهد لا يصدق رأيته في حياتي"، واسترسل في وصف المشهد قائلاً: "رجل يقترب من مسلح أطلق النار على المجتمع ويقوم بنزع سلاحه بمفرده، معرضاً حياته للخطر لإنقاذ حياة عدد لا يحصى من الناس".

وتابع ألبانيز: "هذا الرجل بطل حقيقي، وليس لدي شك أن هناك الكثير من الناس على ما يرام الليلة بفضل شجاعته".

وانتشر مقطع الهجوم على المسلح بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الناس بشجاعة الرجل، قائلين إن تصرفه ربما أنقذ أرواحاً كثيرة.

وقال مستخدم لمنصة "إكس" أعاد نشر الفيديو: "بطل أسترالي (مدني عادي) ينتزع سلاح المهاجم... بعض الناس شجعان، وبعضهم... أياً كان هذا".


وأضاف آخر: "أنقذ هذا الأسترالي أرواحاً لا حصر لها بنزعه السلاح من أحد الإرهابيين على شاطئ بوندي. إنه بطل".

ردود فعل إسرائيلية

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة التي عقدت في مدينة ديمونا، إنه وجّه قبل أشهر رسالة إلى رئيس وزراء أستراليا، انتقد فيها سياسات حكومته.

وأضاف نتنياهو: "قبل عدة أشهر أرسلت رسالة إلى رئيس وزراء أستراليا. قلت له إن سياستهم تُغذّي معاداة السامية في، وقلت إنها تشجّع كراهية اليهود. معاداة السامية سرطان، وهي تنتشر عندما يلتزم القادة الصمت".

وفي وقت سابق، تطرّق الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى الحادث، وقال: "حذّرنا مرارًا حكومة أستراليا من ضرورة اقتلاع معاداة السامية المتفشية في دولتهم من جذورها".

وأضاف: "في هذه الساعات بالذات، يتعرّض إخوتنا وأخواتنا في سيدني بأستراليا لهجوم إرهابي أثناء إضاءة شمعة حانوكا. نحن نصلّي لشفاء الجرحى، ونعزّي بمحبة كبيرة عائلات القتلى، ونأمل أن نسمع أنباء أفضل".

وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، عن "صدمته" من الهجوم، واصفًا إياه بـ"الهجوم القاتل"، وقال: "هذه هي نتائج الانفلات المعادي للسامية في شوارع أستراليا خلال العامين الأخيرين، مع الهتافات المعادية للسامية والمحرِّضة مثل Globalise the Intifada".

وختم ساعر بالقول: "على حكومة أستراليا، التي تلقت عددًا لا يُحصى من الإشارات التحذيرية المسبقة، أن تصحو وتتحمّل مسؤولياتها".

من جانبه، قال وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، إنه أجرى خلال الساعة الأخيرة سلسلة اتصالات مع قيادات الجالية اليهودية في أستراليا، على خلفية ما وصفه بـ"أقسى وأخطر هجوم إرهابي وقع على الإطلاق ضد الجالية اليهودية في البلاد".

وتابع أن "حكومة قامت بتطبيع المقاطعات ضد اليهود لمجرد كونهم يهودًا، وطبّعت مسيرات رُفعت فيها أعلام القاعدة ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس، ولم تحرّك ساكنًا على مدار عامين إزاء حوادث معاداة سامية خطيرة، تتحمّل المسؤولية الكاملة عن المشاهد المروّعة التي شهدناها اليوم".

وشدد شيكلي على أن ما وصفه بـ"التقاعس الرسمي إزاء تصاعد معاداة السامية" أسهم، برأيه، في الوصول إلى هذا الهجوم ونتائجه.

بدوره، قال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار: "أنا مصدوم من الهجوم الإرهابي القاتل ضد إخوتنا في سيدني بأستراليا".

وأضاف: "يجب قول الحقيقة من دون تجميل: اعتراف أستراليا بدولة فلسطينية كان بمثابة مصادقة رسمية للإرهابيين على إيذاء اليهود".

معطيات إسرائيلية

وأفادت معطيات إسرائيلية بأن 1,654 حادثة وُصفت بأنها "معادية للسامية" سُجّلت في أستراليا بين تشرين الأول/أكتوبر 2024 وأيلول/سبتمبر 2025.

كما أشارت تقارير إسرائيلية إلى الإعلان مؤخرًا عن كشف خلية إيرانية قالت إنها نفّذت عمليات إحراق لكنس يهودية ومحال تجارية تعود ليهود في أستراليا.

ندد مجلس الأئمة الفيدرالي الأسترالي، وهو أكبر هيئة إسلامية في البلاد، بإطلاق النار "المروّع" الذي وقع الأحد وأودى بعشرة أشخاص عند شاطئ بونداي في سيدني.

وقال البيان إن "لا مكان لهذه الأعمال العنيفة في المجتمع"، وشدّد على ضرورة "محاسبة المسؤولين عنها وفق القانون، بما يضمن تحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث".

وأضاف أن ما جرى يشكّل لحظة فارقة لرفض العنف بكل أشكاله، داعيًا إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاعتداءات التي تهدّد السلم المجتمعي، وتعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل.

وقال مجلس الأئمة: "قلوبنا وأفكارنا وصلواتنا مع الضحايا وعائلاتهم، ومع كل من شهد أو تأثر بهذا الهجوم الصادم عميق الأثر". وأضاف "إنها لحظة لجميع الأستراليين، بمن فيهم الجالية المسلمة الأسترالية، للوقوف معا بروح الوحدة والتعاطف والتضامن".

وقال رئيس الجمعية اليهودية الأسترالية، روبرت غريغوري، إن إطلاق النار "مأسوي" لكنه "كان متوقعا"، وأضاف "تم تحذير حكومة (أنتوني) ألبانيزي مرات كثيرة، لكنها فشلت في اتخاذ إجراءات كافية لحماية الجالية اليهودية".