سيل شتائم من الإدارة الأميركية وُجّهت لنتنياهو: اغتيال رائد سعد رسالة لترامب

الإثنين 15 ديسمبر 2025 11:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سيل شتائم من الإدارة الأميركية وُجّهت لنتنياهو: اغتيال رائد سعد رسالة لترامب



القدس المحتلة/سما/

فسّرت إسرائيل اغتيال القيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رائد سعد، بغارة جوية استهدفت مركبته جنوب غربي مدينة غزة، قبل يومين، بادّعاءين، أولهما زعم وضع عناصر من "حماس" عبوة ناسفة ما أسفر عن إصابة جنديين، وثانيهما أن لإسرائيل حساب طويل مع الرجل، وعندما سنحت الفرصة قامت باستغلالها. لكن في محيط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يروا الاغتيال بهذه الطريقة، وفق ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الاثنين، التي نقلت عن مصدر موثوق لم تسمّه، قوله إن سيلاً من الشتائم وُجّه في ذلك اليوم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبحسب الصحافي ناحوم بارنيع، الذي أورد التفاصيل، "قيلت كلمات لا تستطيع أي صحيفة محترمة أن تعيد نشرها. ولا يُستبعد أن شيئاً من ذلك قيل مباشرة لنتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع". ولفتت التفاصيل أيضاً، إلى أن محيط ترامب مقتنع بأن الاغتيال لم يكن جزءاً من "الحوار" بين إسرائيل و"حماس"، بل كان جزءاً من حوارها مع ترامب، ويعزز ذلك قول نتنياهو في جلسة الحكومة، أمس الأحد، إن "كل من يحاول إرسال الإرهاب، توجيه الإرهاب، تنظيم الإرهاب، سيكون مستهدفاً"، مشدداً على أن "سياستنا ستبقى صارمة جداً ومستقلة". واعتبر الكاتب أن الجملة الأخيرة، مقصودة أيضاً للتصدير.

وأشار بارنيع إلى أن "ترامب كان يتوقع أن ينتقل هذه الأيام إلى المرحلة الثانية في غزة. التفاصيل لا تهمه. المهم الزخم، والتقدّم. الرؤية التي رسمها له صهره جاريد كوشنر تغيّرت عند ارتطامها بالواقع. القرار الآن هو أن القوة متعددة الجنسيات، إن قامت، ستعمل فقط في مناطق القطاع التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، أي من الخط الأصفر إلى الخط الأخضر. ستكون قوة تمثيلية رخوة، شيء يشبه اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان). في البيت الأبيض يفهمون اليوم أن لا جندي إيطالياً أو إندونيسياً سيخاطر بحياته لنزع سلاح حمساوي. شعبان فقط يمكن أن يوفراً جنوداً للمهمة، هما الإسرائيليون والفلسطينيون". وتابع الكاتب أن الإسرائيليين مرفوضون، ذلك أن الوعد الأساسي في خطة ترامب كان إخراج إسرائيل من غزة، وعليه بقي الفلسطينيون.

وذكرت الصحيفة العبرية أن أي اتفاق مع نتنياهو يجب أن يبدأ من المرحلة الثانية، وإلا لن ينفذ على غرار اتفاقات سابقة، مشيرة إلى أن نتنياهو كان يعرف مسبقاً أن هذا ما سيحدث، ولم يكن غبياً، ومع ذلك أعطى موافقته على الخطة، فقد تصرّف هكذا في صفقتي الأسرى السابقتين، في يناير/ كانون الثاني 2024 وفبراير/ شباط 2025، حين وافق على الصفقتين وتراجع عنهما عشية المرحلة الثانية، وهكذا تصرّف أيضاً في أمر مختلف، في اتفاق التناوب مع بيني غانتس (يُقصد الاتفاق خلال حكومة الوحدة عام 2020)، وهكذا سيحاول أن يتصرّف في اتفاق العفو (في ملفات الفساد ضده)، مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ.

وبحسب بارنيع "كل من تخصص في نتنياهو يعرف أن الاتفاقات التي تُوقّع معه يجب أن تبدأ من مرحلتها الثانية، وإلا فلن يتم الوصول إليها". وذكر تقرير الصحيفة أيضاً، أن الإدارة الأميركية اعتبرت كذلك العدوان الإسرائيلي على بيت جن في سورية في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رسالة لها بأن نتنياهو يرفض التقدّم نحو اتفاق أمني مع سورية يلزمه بالانسحاب من الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي قبل نحو عام، إذ تنطوي المرحلة التالية على مخاطر لا يريد أن يمر بها. ووصف مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، العدوان على سورية، بأنه مناورة سياسية بأدوات عسكرية، مثل القصف الفاشل في قطر.

ترامب والعفو لنتنياهو

وتساءل كثيرون، وفق التقرير، لماذا أطلق ترامب حملة للمطالبة بالعفو عن نتنياهو؟ ولا تقل إثارة للاهتمام الإجابة عن السؤال: لماذا أبلغ ترامب نتنياهو فجأة، أنه قرر التوقّف؟ فقد كانت هناك دعوة للعفو ولم تعد موجودة، فيما امتنع ترامب عن شرح السبب. وتساءل بارنيع: "هل ستنتهي العلاقة الغرامية بين الاثنين؟ لا أعلم. لكننا على أعتاب سنة انتخابية، هنا وفي الولايات المتحدة أيضاً. سيكون من الصعب أكثر فأكثر التوفيق بين طموح ترامب بأن يكون ملك العالم، والرجل الذي تُنفَّذ كلمته، وبين طموح نتنياهو بأن يكون قائداً إقليمياً، يدير حروباً خلافاً لمصالح حلفاء ترامب، ويغلّف سياسة المواجهة بطبقة سميكة من التملّق، ويأمل في أن النتيجة لن تعلق في حلق ترامب. من الأفضل أن يتزوّد نتنياهو بمعطف دافئ قبل سفره إلى واشنطن، فالجو بارد هناك في الخارج".