في حديثٍ لي مع أحد المختصين في الشؤون الإسرائيلية, بدا لي أنه كان يبالغ بالتفاؤل مما هو قادم من عدوانٍ جديد على غزة, وكان يتحدث تحت عنوان أن المراد قد تم بالنسبة للإسرائيليين, وأن الحديث عن كرة الثلج غير دقيق وغير صحيح, وأن القيادة الصهيونية غير معنية في الوقت الحالي بالتصعيد إلى الدرجة الرابعة حسب ما أشيع أي الدخول في معركة واسعة مع غزة وكانت حساباته أبسط مما يتصور أحد. أولاً: حماس غير معنية بالتصعيد والمهم لديها الجبهة الداخلية والحفاظ على السلطة والتمترس خلفها أملاً بالتغيرات الإقليمية الحاصلة بأن تتغير موازين القوى لصالحها.ثانيا: الفصائل الأخرى إما تُغني على نفس أوتار حماس, أو أنها غير معنية بالتصادم مع حماس في حالة تثبيت التهدئة أو لا حول ولا قوة لها. اما ثالثاً: وهو الأهم بأن الطرف الإسرائيلي قد حقق المراد من التصعيد السابق والذي كان يقصدهُ وخطط له لأسباب تجريب منظومة القبة الحديدية وتطويرها حسب النتائج, وهذا بالفعل ما حصل... فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية عشرات الصورايخ على البلدات الإسرائيلية ونجحت المنظومة بصد بعضها حسب ادعاءه, وفشلت في أخرى, ويجري العمل الآن على دراسة التجربة, ومحاولة تطويرها وتسويقها في إسرائيل وفي الخارج, وهنا مربط الفرس... فهناك عدد من الساسة الإسرائيليين يخططون لصفقة بزنس كبيرة, وعلى رأسهم نتنياهو وباراك ورئيس بلدية كريات شمونة, وعدد من رجال الأعمال الإسرائيليين لبيع المنظومة للجيش الإسرائيلي, رغم أن التجربة باءت بالفشل الذريع ونجحت بصد ما نسبتهُ 7% من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة, مقابل مئات الآلاف من الدولارات حيث يكلف ثمن الصاروخ الاعتراضي الواحد أكثر من 50 ألف $, وهذا ما يحاول إخفاءه الساسة الصهاينة لكي تنجح الصفقة. وهنا يجب التأكيد مرةً أخرى على أن أي تهدئة في الوقت الحالي ستكون في مصلحة رجال الأعمال الإسرائيليين لتمرير أكاذيبهم, ناهيكَ عن الخطأ من حيث المبدأ .... فلا تهدئة مع الاحتلال والعدوان, وهذا ما أكده أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام وكافة فصائل المقاومة... فهل انتهى الاحتلال وانتهى العدوان ؟؟وما الجديد في هذه التهدئة التي أخذت طابع البزنس!!!؟ وهل سننتظر التجربة القادمة للمنظومة المعدلة ونعود لاطلاق الصواريخ ونصبح مقاومة عند اللزوم..؟؟؟؟؟ ونعيد كتابة التاريخ ونغير الابطال فما اشبه اليوم بالمس القريب ورحمة الله عليك يا ابا عمار .