خبر : غولدستون اذ يبدي الندم...!.. نواف الزرو

الإثنين 04 أبريل 2011 05:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
غولدستون اذ يبدي الندم...!.. نواف الزرو



من كان يخطر بباله ان يطل علينا ذلك القاضي  ريتشارد غولدستون صاحب التقرير الذي عرف باسمه والذي ادان الدولة الصهيونية باقتراف جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة عام2008-2009، ليتراجع عن تقريره وليبدي الندم على ما جاء فيه من ادانات ل"اسرائيل"...!فبعد ان كان القاضي غولدستون وضع تقريره الذي جرم فيه الاحتلال باقتراف جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة، اذ ادان الدولة الصهيونية في تقريره البالغ عدد صفحاته 575 صفحة ب:"القتل المتعمد عن سبق تخطيط واصرار، وبالتعذيب والتسبب بالمعاناة الكبيرة عن عمد"، يعود القاضي غولدستون اليوم وبعد اكثر من عامين على العدوان المحارقي ليتراجع وليبدي الندم قائلا:"انه يجب إعادة النظر بتقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأم المتحدة التي رئسها للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام 2008 وبداية 2009، خصوصاً الاتهامات التي وجهت لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتعمّد استهداف المدنيين"، موضحا في مقالة نشرها في صحيفة "واشنطن بوست" السبت انه يعرف الآن عمّا حصل في الحرب على غزة في تلك الفترة، أكثر مما كان يعرف حين رئيس البعثة-يديعوت احرونوت-2011-4-2، مضيفا "لو كنت أعرف يومها ما أعرفه الآن، لكان تقرير غولدستون وثيقة مختلفة"، مردفا:"ان الاتهامات لإسرائيل بتعمّد استهداف المدنيين "استندت على وفاة وجرح مدنيين في حالات لم يكن لبعثة تقصي الحقائق دليل يمكن على أساسه استخلاص أي استنتاج آخر معقول"، معتمدا تقرير جيش الاحتلال قائلا:"في المقابل، أن التحقيقات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، واعترف بها تقرير لجنة الأمم المتحدة للخبراء المستقلين برئاسة القاضي ماري ماكغوان ديفيس، خلصت إلى ان المدنيين لم يُستهدفوا عمداً وبناء على سياسة محددة، وان تلك التحقيقات أكدت صحة بعض الحوادث التي حققت فيها البعثة، وشملت حالات تورط فيها جنود بشكل فردي، إلا إنها تشير أيضا إلى أن تلك الحوادث لم تكن كسياسة تستهدف المدنيين عمدا"، مبررا مجزرة عائلة السموني التي قتل منها 29 فردا منهم في قصف منزلهم، مشيراً إلى" أن هذا القصف جاء، على ما يبدو، نتيجة تفسير خاطئ من قبل قائد إسرائيلي لصورة التقطتها طائرة من دون طيار ويتم حالياً التحقيق مع ضابط إسرائيلي لإعطائه الأمر بشن الهجوم".ويختم غولدستون  بابداء الندم قائلا:" "يؤسفني أنه لم يكن لدى بعثة تقصي الحقائق الأدلة لشرح الظروف التي قلنا انه تم فيها استهداف مدنيين في غزة، لأنه لو كانت لدينا هذه الأدلة لكان ذلك أثر على الأرجح على النتائج التي توصلنا إليها حول جرائم الحرب وتعمّد استهداف المدنيين".ولم يكتف  غولدستون بابداء الندم بل انتقل الى التهجم على ما اعتبره "انحياز مجلس حقوق الإنسان ضد إسرائيل"، مجددا تأييده لحق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم خارجي أو داخلي"، مختتما:"إنه يأمل بأن تبدأ مع التقرير "حقبة جديدة من روح الإنصاف في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي لديه تاريخ لا شك فيه من الانحياز ضد إسرائيل".وللتذكير ببعض اقوال غولدستون، فقد قال بشأن الحرب على قطاع غزة "إن الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة لم يفاجئه بقدر ما فاجأته درجة قساوته في بعض التصرُّفات خلال الحرب "والتي أثارت دهشتي أحيانًا- وكالات-  29/09/2009 "،  وقال بعد ذلك بفترة:"ان اليهود في جميع ارجاء العالم كان من المفروض ان يرحبوا بالتقرير الذي صدر عن الحرب السرائيلية على غزة/6 /10/2009"، مردفا في حديث للجيروزاليم بوست: "لقد وصفوني بأنني يهودي كاره للذات ومعاد لاسرائيل والصهيونية". مضيفا:" ليس هناك اي صحة لتلك الاتهامات فانا احب اسرائيل وعملت لصالحها في العديد من المجالات"، موضحا:"ما يحزنني هو ان اليهود سواد داخل اسرائيل ام خارجها يعتقدون انني لمجرد كوني يهوديا يجب ان لا احقق مع اسرائيل".فما الذي جرى اذن كي يتحول ذلك القاضي "النزيه-في حينه-" الذي تعرض لحملات تحريض اسرائيلية شنيعة، ليصبح تائبا يهوديا وليلحق بالمؤرّخ بيني موريس، الذي تراجع عن شهادته حول النكبة قائلا: كان على الدولة اليهودية الناشئة أن تستكمل "التطهير العرقي" في أرض ـ إسرائيل"...؟!لم يفوت ولم يؤخر اقطاب الدولة الصهيونية الاعراب عن سرورهم  من تراجع غولدستون بل واعتبروا هذا التراجع والندم بمثابة  ترخيصص لهم لشن عدوان جديد على غزة...!رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق الذي قاد العدوان على غزة عقب قائلا:"ان اقوال غولدستون هي بمثابة قليل جدا ومتأخرة لان الضرر حصل، ونحن لا نحتاج الى اقوال لنعرف اننا عملنا وفقا للقانون الدولي-اي ان اسرائيل لم تقترف جرائم حرب-".تصوروا... رئيس الدولة الصهيونية  شمعون بيريز يطالب القاضي غولدستون ب"ان يعتذر امام دولة اسرائيل عما كتبه في تقريره حول عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة، وذلك بعد تراجعه عن هذا التقرير في سياق المقال الذي نشره الجمعة 2011-4-1 في صحيفة واشنطن بوست الامريكية"،  "ان غولدستون تجاهل في تقريره السبب الرئيسي لعملية الجيشالاسرائيلي في قطاع غزة وهو اطلاق الاف القذائف الصاروخية على مدنيين اسرائيليين ابرياء"، مضيفا:"ان الجيش قد تصرف من منطلق الدفاع عن النفس واجرى تحقيقات في طريقة اداء عملياته"، زاعما:" ان جيشه سيبقى في المستقبل ايضا من اكثر جيوش العالم التزاما بالأخلاقيات". ومن جهتها نقلت الاذاعة العبرية صباح الاحد 2011-4-3 عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها "ان تصريحات غولدستون التي اكد فيها ان اسرائيل لم ترتكت جرائم حرب بغزة ستساعد اسرائيل كثيرا في اي حرب قادمة على قطاع غزة في ظل توفر نفس الظروف التي سبقت الحرب الاخيرة من حيث اطلاق الصواريخ على جنوب الدولة"،  مأكدة:" انه يجب استغلال تراجع غولدستون والتعاون معه في الوصول الى كل مكان في العالم ليعطي الدولة العبرية الشرعية التي تحتاجها والتي فقدتها سابقا لشن اي حرب قادمة في غزة او لبنان". وقال المحلل العسكري للقناة التلفزيونية الاولى انه" يجب عدم مهاجمة غولدستون شخصيا الان ومطالبته بالاعتذار بل يجب العمل معه على تحسين صورة اسرائيل".اما رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ف"دعا الامم المتحدة لابطال مفعول تقرير غولدستون الذي ادان اسرائيل بقتل المدنيين المتعمد في قطاع غزة"، وذلك بعد تراجع القاضي غولدستون بخجل عن تقريره !!بل ان ردود الفعل انتقلت كالنار في الهشيم الى مجلسي الشيوخ والنواب الامريككين والى المنظمات اليهودية المختلفة في الولايات المتحدة حيث دعوا الى الغاء تقرير غولدستون  في الامم المتحدة-يدويعوت2011-4-3"، وقال البروفيسور الن درشوبيتس الذي واجه غولدستون في حينه:"ان مقال غولدستون يجب ان اي امكانية لاجراء تحقيقات دولية ضد اسرائيل التي يجب ان لا تكون في موقع الدفاع عن النفس".ما سبق هو في الحقيقة غيض من فيض هائل ماثل ولاحق من ردود الفعل على ندم قولدستنون، ونعتقد ان الغياب والضعف والسلبية العربية في التعاطي مع تقرير غولدستون وغيره  من تلك التقارير التي تجرم الاحتلال باقتراف جرائم حرب ضد الفلسطينيين،  هو التي تقف وراء تراجع غولدستون عن تقريره...!فلو كان للعرب حضور وفعل واهتمام لانتقل ملف غولدستون منذ ذلك الوقت الى حيز التنفيذ والى محكمة الجنايات الدولية  ولكان عدد من جنرالات الحرب والاجرام الصهاينة في قفص الاتهام...؟!     nawafzaru@yahoo.com