دردشة رقم (55) هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد .. وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها. إنفجر الوطن العربي أخيراً .. إثر إنفجار إيران الفاشل ، ولكن كل قطر عربي له سماته في طريقة انفجاره الجماهيري سياسياً ، مع الأخذ بعين الإعتبار أن ثمة قاسم مشترك يجمع أقطارها جميعاً .. سواء تم الإنفجار على أرضها أم لم يتم بعد ، أي في طريقه آجلاً أم عاجلاً للإنفجار. (20) الشعوب في وادٍ ، والحكام في وادٍ آخر ويعود هذا الأمر لأكثر من سبب :- · إن الشعوب العربية قد (طهقت) هذا النموذج من نظام الحكم السياسي وكذا هذا النوع من الحكام ..، فلا يكفي أن يحكمنا – هذا الحاكم عقوداً من الزمن ..، بل ويسعى جاهداً لتوريثنا لأحد أبنائه .. كما يورث القطيع في الحظيرة . الا سحقا لهم ولأنظمة حكمهم . · إن الغرب بقيادة أمريكا جاهز لينفخ في الرماد .. فكيف إذا كان الجمر مشتعلاً ، والنار تتصارع وتأكل بعضها بعضاً ، فلماذا يُـشْـعِـلها وينفخ بكُورِهِ أكثر وأكثر ؟، ولماذا لا تدير أمريكا النار على قرصها لتنهب من النفط ما تراه حصتها (!!!) ولماذا لا تنهب حصة أصحابه من أهل " الإقليم " وما تراه – بأنه حصة الشريك المضارب ، أوربا (!!!)؟ وغيرهم . · هنا الخيار الصعب .. ما بين ضرورة وحتيمة التخلص من هؤلاء الحكام السيئي الصيت والسمعة ، وما بين الوقوع في براثن نظام سياسي تحكمه الإستراتيجية الأمريكية – ( إلا ما رحم ربي – وما أقل الرحمة في مثل هذه الظروف . · خياران كلاهما أمرٌ من الآخر ..، خاصة أن الإستعمار من النوع الجديد ، وهو الإبن الشرعي الأتي من رحم الفوضى الخلاقة قابع على أبواب كل نظام عربي على حدى ، يصفعه بالطريقة التي تناسبه . كما أن أي نظام عربي من هذه الأنظمة الناهبة السالبة لقوت الشعب الفقير .. لا يمكنه تطوير نفسه بنفسه إرادياً .. ليكون نظام الحكم السياسي الذي يؤْمن بحق تمتع إنسان " الدولة – أو النظام " بحقه الأول في الحياة – حقه في المواطنة ، حتى واقع نظرية المستبد العادل .. لا يقبلها الحاكم القائم على رأس الحكم حالياً . فقط يعملون على التداوي بعلاج الصدمة عند وقوع الأزمة ــ المتمثلة بالإنفجارات الشعبية. · لا تريد الجماهير هذا الخيار ولا ذاك ..، ولماذا تحشر الأنظمة / نفسها في "الركن ــ القرنة" ؟ .. نريد نظاماً ديمقراطياً حقيقياً يحكم الشعب فيه نفسه بنفسه . يقول (لا) للمستبد من أهل البلاد .. ويقول الف (لا) للمستعمر من خارج البلاد ..، إذا ما تطاول على حرية الأرض أو الشعب . · على سبيل المثال .. عندما تحركت الجماهير لتعبِّـر عن مطالبها (الذي يتمتع بها المواطن الغربي منذ حوالي القرنين من الزمان) ..، بدأت إستجابات حكام الأنظمة العربية .. بدأت الإقرار بأنها ستأخذ بإحقاق حق المواطن بالمواطنة ، وبالديمقراطية ، والحرية ، والعدالة ، ودولة القانون ، حرية التعبير ، وحرية الأحزاب .. ومحاربة أهل الفساد .. وحرية .. ،وحرية ..، وحرية ..، وحرية ، ألخ الخ ..،. لخمونا حريات .. حتى أكثر من مطالبات الجماهير العفوية !!!. · وأما بيت القصيد .. أنهم جميعاً وبلا إستثناء قد إستعدوا لزيادة رواتب العاملين وفتحوا أبواب التوظيف وأعلنوا الحرب على الفساد ..، وخلافة . ولكن القطار كان قد فات – وشبع فوات – إذن هناك أموال .. أين كانت هذه الأموال ؟! ولماذا لم يُـفرج عنها قبل حركة الجماهير هذه . · جميع هؤلاء الحكام .. تم الحديث حول أرصدة سرية لهم في البنوك الأجنبية . لم يَـثِــقوا ببلدهم .. فنقلوا أموالهم للخارج ..، ومشكلة هذه الأموال أنها ترحل ولا تعود ـــ وكأنها أموال حرام . (21) الورثة .. تركة · كم هذا النظام السياسي الرسمي العربي هشاً ، إن مجموعة من الشباب قد نجحت وأسقطت "عقدة الخوف " وبالتالي فإن أي أمر آخر يهون .. ولعل من أهم أسباب سقوط من سقط من الأنظمة العربية . 1. عقدة التوريث – اللهم إحمنا من مصيبة التوريث ما أمكن لذلك سبيلاً ، ولا أرى نظاماً عربياً محصناً من ذلك .. حتى الحاكم الأعزب الذي لم ينجب ولن يُـنجب .. لا يموت الأمل في أعماقه أن يُـوِّرث ،. الرحمة على روحك ـ حياً وميتاً ـ يا "سوار الذهب" الوحيد الذي لم يبكِ على التوريث . ولم يتألم ويفقد الأمل أي من حكامنا ..، إذا لم ينجب نهائياً ــ أولاً ..، وإذا لم ينجب ولداً وأنجب إبنة .. لتمنى لو كان في الأقطار العربية إحدى الممالك الأوروبية التي تورث الفتاة لتكون ملكة ــ ثانياً ..، إذا كان شعب القطر حي (صاحي) .. وجمهوري النزعة ــ ثالثاً ..، إذا لم يكن لديه زوجة (تَــزِّنُّ) على أذنه :"وَرِّث إبنك" ــ رابعاً ..، الممالك توُرث .. يا صبر أيوب ، وأما التوريث الجمهوري .. فهذا أمر .. أصحابه تفاهات ومن يقبلون به من الشعوب هم أكثر تفاهة ــ خامساً ..، كم كنت أحترم "كيم إيل سونج" وشراسته في محاربة الإمبريالية ، إلا أنني لم أحترم ولو لذرة واحدة .. توريثه لإبنه حاكماً لكورية الشمالية ، وكذلك الأمر بالنسبة للقائد الكوبي فيدل كاسترو .. حيث قام بتوريث شقيقه (رؤول) الحكم في مرضه. إن كل من يسعى لتوريث الحكم لأحد من ذويه إنما يحتقر الشعب جميعاً .. بما فيه الوارث الوحيد . 2. سحر الزواج الكاثوليكي بين رأس المال والسلطة السياسية ..، وأجد أن هذا الزواج يطل برأسه بقوة في نظامنا السياسي العربي عامة .. وربما يبدأ بالكشافة .. لينتهي بكرسي الحكم . 3. التزوير .. ولا يمكن أن يكون المقصود بالتزوير هو فقط صندوق الإقتراع – بل التزوير في عدم تبوء القدرات الوطنية المناضلة للمواقع التي تستحقها ، والتزوير في عدم الحرص على تمكين رجالات الوحدة الوطنية لتأخذ دورها في رسم سياسة البلد كما ينبغي وليس ( هبت – طبت). 4. عدم وجود تنظيم سياسي ميداني فاعل | قوي ــ وقادر على أخذ زمام المبادرة في اللحظة المناسبة والدقائق الحاسمة ، فلقد ثبت أن " الأمن فقط " لا يحمي نظاماً . (22) حتى فأر السارية يغرق · هناك عامل مشترك فيما بين هؤلاء الحكام .. فإن بطانتهم الفاسدة سرعان أن تتخلى عنهم .. أسرع من تبخر الأثير في ظهيرة يوم قائظ ، حقاً إن الذي يحيط نفسه بِ (البطانة الفاسدة) كالغاص بالماء ..، فمن يَغص بأي أمر .. إنما يُسَلكه بالماء .. ، وأما إذا غصّ بالماء فإنه الموت ..، هذه هي نتيجة إحاطة البطانة الفاسدة بسيدها إحاطة السوار بالمعصم ..، وعزله في أحلك الظروف عن سماع وجهات نظر أهل الرأي ، فيقع في مأزق التفكير الأحادي المصلحة والتوجه الخادم لهذه الزمرة. · هذه البطانة الفاسدة .. تجمعها مصالحها ويفرقها الهدف الوطني ..، فعندما تلم الأزمة بنظام الحكم نجد أشجعهم كأحد فئران السفينة الآخذة في الغرق .. يسعى أقواهم جاهداً ليعتلي قمة السارية مزيحاً من طريقه الفئران الأضعف منه .. ظاناً أنها النجاة ، محاطاً بسوء الظنون ..، فمآله الغرق عندما تأخذ السفينة في الغرق ..، ويرقد الجميع في قعر المحيط ..، مسكين يا فأر السارية . وتشترك الأنظمة العربية السياسة الرسمية في إستبعادها للبطانة الصالحة التي تحمل دورها الإستشاري كما يتوجب الأمر وكما تفرض المسئولية الوطنية القائم على قول / نعم ـ في موقعها ، وفي قول/ لا ـ في موقعها أيضاً ..، وكلاهما في موقعها وزمانها ومكانها تخدم القضية الوطنية قومياً . هذه البطانة الصالحة تصبح أهم أدوات تحديد دقة (شمال قيادة العمل الوطني) .. وهي تحمل بأمانة دورها في إيداء النصح وإزدراء الرأي اللا السديد لتخفيف التأثيرات السلبية الديكتاتورية الفردية للحاكم .. هذه الديكتاتورية التي تورث مراكمة الفشل .. مهما إدعى صاحبها الحكمة وبُـعد النظر والفذلكة . وتُـزين البطانة الصالحة ـ في نظر الحاكم ، مهما برزت مواهبه وبرزت قدراته الديكتاتورية ــ حتمية الإقتراب أكثر وأكثر لدرجة التماس اليومي المباشر مع الشعب وفي كل القضايا صاحبة العلاقة المباشرة بحياة الجماهير ، وليس حث وتحريض الحاكم الفرد الأحد الوحيد الصنم على الإبتعاد عن جماهير الشعب ..، . لقد إنتخب الشعب (في النظام الجمهوري) رئيساً لفترة دستورية زمنية محددة ، ولم ينتخب ظلاً أبدياً لله في الأرض ..، لقد نجح هذا الرئيس بأصوات الشعب .. إذن هو حاكمه بإرادته وليس قاهره رغم أنفه . لا بد من إقتراب الحاكم من الجماهير ليكون في عمق دائرة الحدث .. ومراقبة ما يدور بين ظهراني الشعب في كل أمكنة تواجده .. في مدنه وحواضره وقراه وبواديه .. ليكون متواجداً بين أهل الغنى المحدودي العدد .. وبين أهل الفقر اللا محدودي العدد ، معايشة الحاكم وشعب القضية مسألة جوهرية ويُـحظر على الحاكم ، الإتصال والتواصل بالقواعد الشعبية من على بُـعد (بٍ ـ الريموت كونترول) ــ . إن الإيغال في دروب ومسالك البيروقراطية بعيداً عن أهل العقيدة الوطنية ــ أكثر من اللازم ــ لهو أشد ضرراً على الشعب من الحاكم المستبد الديكتاتور .. لآنها مجموعة (بطانة) حاكمة تدير الأمور لمصالحها وللقوى الداعمة لها ، والشاتلة لها أصلاً . خاتمة يوماً قال أحد الرؤساء .. عند توليه الحكم :ـ "إن الكفن ليس له جيوب" ، وإذا بجماهير الأمة العربية تجد أكفان الحكام العرب مصنوعة من الجيوب فقط. وسمعنا من قال :"إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة" .. وهو قد أصبح .. السلطات المطلقة وليس سلطة ما بعينها ، وقال بعضهم :"إن المؤسسة هي أداة الحكم" ، فأصبح / المؤسسات جميعاً ، وبعضهم قال :"إن الإقتراب من المال شبهة" .. فإذا بكل المال ليس بين يديه.. بل ويرقص على قدميه أو تحت قدميه . لما كان النظام السياسي يبتدع معارضة على شاكلته .. فإن هذا قد أظهر إفلاس الأحزاب لمرافقة ومتابعة ومشاركة حركة الجماهير لدورها الذي أصطبغ بالروح الثورية ، كما أفلس الحكام لقد أفلست الأحزاب صنيعة تلك الأنظمة ، وإن ظهرت مناوئة لها .