من المؤكد أن إسرائيل تعيش سنواتها العشر الأخيرة في ضوء التغيرات الحاصلة في المنطقة والتي ستضع مصالح الغرب علي كف عفريت في السنوات القادمة ومن المؤكد أن الغرب يعي ذلك جيدا ويبذل جهود جبارة للتحايل علي حركة التاريخ الأخذة بالتسارع في اتجاه بزوغ موازيين قوي جديدة بالمعني الاقتصادي والسياسي وقد يكون العسكري في المستقبل القريب , ومن المؤكد أيضا أن القيادة في إسرائيل تزن الأمور بميزان الذهب حتى لا تقع في أي خطأ غير محسوب وتكون القشة التي قسمت ظهر البعير وذلك لأسباب كثيرة أولها :التغيرات الدراماتيكية في جمهورية مصر العربية والآخذة في النضوج رويدا رويدا في اتجاه الحفاظ علي هيبة مصر ومصالحها . خاصة وأن القيادة الجديدة هناك تعرف الغرب جيدا وفي قلبها غِصة من كل التطاول الذي حصل علي مصر وعلي الأمة العربية في السنوات الماضية ... وكل ما سبق تعرفه القيادة الإسرائيلية جيدا .ثانيا : الوضع في سوريا ومحاولات الضغط التي تتعرض لها بسبب الاحتجاجات الجماهيرية والذي قد يدفع القيادة السورية لفتح معركة تكتيكية من خلال حزب الله في الجنوب اللبناني أو حتى في هضبة الجولان والذي سينعكس بدوره علي الوضع في قطاع غزة الذي سيجر إسرائيل بدوره لمعركة لم تخطط لها من قبل وغير محسوبة النتائج .ثالثا : قطع الطريق علي مخطط يستهدف مثلث سوريا لبنان غزة والذي يعمل عليه البعض بشكل ضغط جماهيري ومصادمات مفتعلة ليخرج البعض في النهاية ليطلب حماية مجلس الأمن للمدنيين والتدخل العسكري في تلك المناطق والذي سيكون الهدية الكبرى لإسرائيل .وسيعفيها من كل ما سبقرابعا : إن أي هجوم إسرائيلي علي القطاع سينهي حالة الانقسام الفلسطيني وسيضع وهم التسوية في مزبلة التاريخ وقد يحضر لانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ضد إسرائيل .من كل ما تقدم نقول أن إسرائيل لن تقدم علي أي عمل عسكري واسع في المدى المنظور وستكتفي بالضربات الانتقائية وعمليات الاغتيال بحجم لا يستفز المقاومة في غزة للرد بعنف علي تلك الممارسات .وهنا يجب التاكيد على انه طالما أن العدو مُصر علي أن يكون المبادر دائما في التنغيص والقتل ولا يريد معركة واسعة الآن فليكن الجواب علي ذلك هو الرد وبعنف علي كل ممارسات العدو وفي نفس الوقت الذي يحصل فيه الاعتداء دون تصريحات سياسية ودون تهديدات لا تجدي نفعا ولننقل المبادرة إلي الطرف الفلسطيني , فالمقاومة ليست أداة لحماية السلطة بل العكس هو الصحيح فالمطلوب من السلطة أن تعمل كل ما في وسعها لحماية المقاومة وأحسن طرق الدفاع كما يقولون هو الهجوم وليس التلويح بالهجوم .وان كان من الموت بد.......فمن العار ان تموت جبانا.