خبر : المؤتمر الثالث لحزب "فدا" محطة هامة على طريق التغيير .. عامر الجعب

الأحد 03 أبريل 2011 05:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
المؤتمر الثالث لحزب "فدا" محطة هامة على طريق التغيير .. عامر الجعب



 يأتي انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني " فدا " متزامنا والتغيرات العاصفة التي تشهدها منطقتنا العربية، والتي تتسم بالثورة على الأنظمة القديمة بكل ما حملت من سلبيات واضطهاد لشعوبها، ومن اجل تلمس طريق جديد يفضي إلي الديمقراطية الحقة، والقضاء على الفساد السياسي، وتكريس قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، وبرغم عدم اتضاح الرؤية النهائية للتطورات في هذه البلدان وما ستؤول إليه طبيعة أنظمتها السياسية، إلا انه يمكن القول أن الثورة والتمرد على الواقع الصعب الذي عانته الشعوب العربية في تلك البلدان، هو أمر غاية في الأهمية، بما يعنيه ذلك من تمرد للشعب وكسره لحاجز الخوف، والتصدي لإرهاب أجهزة الأمن الحكومية التي قمعت الحريات، ومست بكرامة المواطنين على كافة الصعد، فطالما انتفض الشعب فان ذلك يعني أنه وجد الطريق وامتلك الوسيلة التي تمكنه تصويب مسار تطور هذه البلدان إذا ما تناقض مع مصالحها وطموحاتها . ويمكن القول ان السمة الشبابية التي امتازت بها هذه الثورات عكست نفسها على كافة التفاصيل، ليس في هذه البلدان فحسب، وإنما في كافة إنحاء عالمنا العربي بما في ذلك بلادنا فلسطين، وقد كشفت الأحداث الأخيرة التي تمثلت بصرخة الشباب القوية ضد لانقسام، سعي الشباب لأخذ مكانتهم على المستويين السياسي والاجتماعي، والتمرد على الحالة السابقة التي اتسمت إلى حد كبير بالعجز، وبخاصة في معالجة حالة الانقسام الكارثي واستعادة الوحدة الوطنية، ومنطلقين من    القناعة بان معالجة ذلك هو مقدمة أساسية للنجاح في معركة شعبنا الوطنية والديمقراطية .    ومن الواضح بان المؤتمر الثالث لحزب " فدا " وتطوراته الداخلية، قد حاكت هذه المتغيرات والتطورات، وعبرت عن رغبة الشباب في التغيير، سواء كان ذلك بإحداث تغيرات كبيرة في قيادة الحزب بنسبة تقارب 80%، او كان بصعود الشباب كقوة مؤثرة في حياة الحزب، واتخاذ مواقع متقدمة في قيادته، وهذا ما حسمته نسبة تمثيل المرأة والشباب بما لا يقل عن 50% من المشاركين في قيادة الحزب .   إن التطورات التي رافقت التحضير وانعقاد المؤتمر الثالث لحزبنا، عكست حرص قيادته وأعضائه على إحداث نقله نوعيه في حياة الحزب، كان يحتاجها بصورة ماسة، من اجل تقدمه خطوات إلى الأمام، لأجل مزيد من التأثير في الحياة الفلسطينية، فقد جاءت التعديلات التي تضمنتها وثائق المؤتمر واقرها في جلساته، استجابة للحاجة الموضوعية سواء كان ذلك على مستوى الداخلي للحزب أو على المستوى الوطني والاجتماعي، الأمر الذي يحتاج لان يطور الحزب من أساليبه للتفاعل مع هذه التغيرات، لتحقيق انطلاقة جديدة عنوانها المزيد من الديمقراطية داخل التنظيم، والمزيد من الفاعلية والنشاط بين أوساط الجماهير، ومحاربة كافة الأشكال التي تضعف الحزب ودوره الجماهيري .      صحيح ان عقد المؤتمر الثالث لحزبنا هو بلا شك خطوة هامة وضرورية على طريق التغيير في حياة الحزب، لكن ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة لترجمة ذلك في تفاصيل الحياة التنظيمية، وفي أداء الحزب في كافة المجالات، كما انه بحاجة إلى الاهتمام بالقيادة الشابة الجديدة وتطويرها، وتخليصها من كافة الشوائب التي علقت بها بسبب الثقافة السائدة المشوهة، وكذلك التعبير عن مصالحهم وتطلعاتهم، والى جانب ذلك الاستفادة من الطاقات والخبرات القيادية التي لم يحالفها الحظ في انتخابات المؤتمر الأخير، هؤلاء الرفاق الذين نكن لهم كل احترام، والذين التزموا بنتائج العملية الانتخابية، الأمر الذي يفرض على قيادة الحزب الاستفادة من إمكانياتهم .أتمنى للقيادة الجديدة التقدم بما يخدم حزبنا وشعبنا، واثق بان هذه الجولة في حياة الحزب ستشكل رافعة حقيقية من اجل تطوره وتقدمه بما يكرس الدور الوطني والاجتماعي لحزبنا الخالد . • عضو اللجنة المركزية لحزب " فدا "     amermosa@hotmail.com