لقد لاقى مقالي قبل الأخير "نعم لإنهاء الانقسام" الذي نشرته صحيفة فلسطين وكثير من المواقع والشبكات الالكترونية المشكورة وخاصة الرأي أون لاين ووكالة سما حراكا كبيرا من قبل الإخوة الزملاء والكتاب والمهتمين بموضوع المصالحة حتى أن بعضهم طالبني بان انضج المقترح الذي أنهيت به مقالي وأخرجه على شكل مبادرة لإنهاء الانقسام لما وجدوا فيه كثيرا من الواقعية التي قد تكون مقبوله لدى الإطراف المعنية. واستجابة لهذه الأفكار والاقتراحات العزيزة والغيورة والحريصة على المصالحة و الوطن فاني وبدون مقدمات اطرح مبادرتي لإنهاء الانقسام والمتمثلة بالبنود التالية: 1- توفر النوايا الصادقة والإرادة الحقيقية لدى الجميع الفلسطيني وخاصة الفصيلين الكبيرين لإنهاء الانقسام ويجب أن يعرفوا أن فلسطين اكبر منا جميعا وتستحق أن نغفر لبعضنا البعض عما بدر منا من أمور لن نرضى عنها. 2- تشكيل لجنة الانتخابات الفلسطينية بالتوافق على أن تضم خبراء حقوقيين عرب وخاصة من جمهورية مصر العربية صاحبة السمعة العريقة في القانون ولمسة طيبة منا كفلسطينيين نحو هذا القطر العربي المعطاء والملازم لمحطاتنا الفلسطينية المختلفة ومن مهامها: · إجراء انتخابات فصائلية داخلية لكل حزب أو فصيل بحيث تكون حرة ونزيهة وشفافة ترضى عنها كافة الأطر التنظيمية في الفصيل الواحد لفرز قيادة حزبية جديدة تعبر عن آصاله الفصيل وصدق ولائه و انتمائه لشعبه. · التحضير لانتخابات مجالس محلية وبلديات داخل الأراضي المحتلة (الضفة وغزة) 3- أن يقوم الأمناء العامون المنتخبون وفق البند السابق للفصائل كقيادة مؤقتة عليا لمنظمة التحرير الفلسطينية بعقد اجتماعات مكوكية ومتواصلة بحيث يكون على رأس جدول أعمالهم ما يلي:· إنهاء الانقسام ونزع فتيل مسبباته وخاصة تلك التي اذكت فتنة الانقسام والمتمثلة بالقبول بالتدوال السلمي الحقيقي للسلطة والاعتراف بنتائج الانتخابات وعدم القيام بأعمال من طرف واحد تضر بالمصلحة الوطنية العليا والفصل بين السلطات الثلاث و تحديد صلاحيات مؤسستي الرئاسة والحكومة.· البقاء على المؤسسات الفلسطينية المركزية مثل المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي الفلسطيني واللجنة التنفيذية الفلسطينية في حالة تسير أعمال تحت مظلة الأمناء العامون.· تكليف لجنة الانتخابات الفلسطينية والوارد ذكرها في بند 2 للشروع الفوري بالإعداد: - لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني والذي يتم انتخاب كل من المجلس المركزي و اللجنة التنفيذية الفلسطينية و الرئيس الفلسطيني من بين أعضائه وفق نظم يتم الاتفاق عليها بين الأمناء العامون سواء بعقد انتخابات في كل موقع من مواقع الفلسطينيين أو بالاتفاق على نسب معينة. - التحضير لانتخابات تشريعية يتفق على آليات إجرائها سواء بقانون الانتخابات النسبي او المختلط داخل الوطن المحتل (الضفة وغزة) ومن ثم الإشراف مع المجلس التشريعي المنتخب على تشكيل الحكومة الفلسطينية في (غزة والضفة) والتي جل اهتمامها الوضع الفلسطيني الداخلي على أن يكون رئيس المجلس التشريعي ورئيس الحكومة عضويين في اللجنة التنفيذية بمسميهما وليس بأسمائهما أي يغادرا اللجنة بانتهاء تكليفهما أو بانتخابات جديدة. · تكليف احد أعضاء اللجنة التنفيذية المنتخبة بملف الشؤون الخارجية على أن يكون مقره خارج الوطن للبعد عن الضغوطات الإسرائيلية و التجاذبات الفلسطينية ويكون جل اهتمامه إدارة التجمعات الفلسطينية في الشتات والأراضي المحتلة عبر وضع الأسس واللوائح الداخلية الضابطة والناظمة لإدارة شؤون الفلسطينيين والعمل على تحقيق حقوقهم الآنية في البلاد المقيمين فيها بدون مس للهوية الفلسطينية والثوابت الفلسطينية وخاصة تقرير المصير، بجانب إعادة ملف الدبلوماسية الفلسطينية من جديد.· وضع دستور فلسطيني جديد ينظم عمل المؤسساتية السياسية الفلسطينية وخاصة المؤسسات المركزية (المجلس الوطني، المركزين التشريعي، اللجنة التنفيذية، الرئاسة، الحكومة، دائرة الشؤون الخارجية،..) · - وضع إستراتيجية وطنية موحدة قائمة على ما تم الاتفاق عليه وخاصة وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) بالإضافة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني وغيرها بحيث يتم تحديد السياسات العامة بوضوح (المفاوضات، المقاومة، برنامج حكومة الداخل، برنامج الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج،....) 4. يبقى وضع الضفة وغزة كما هو عليه الحال حتى يتم انجاز ما سبق على أن تتوفر الأجواء الفلسطينية والأرضية الصالحة لانجاز المبادرة عبر الإفراج الفوري عن المعتقلين وإعادة فتح الجمعيات والمؤسسات والأندية المغلقة والمصادرة، العمل على إعادة الموظفين المفصولين والمستنكفين عن العمل للعمل بالتدريج وفي الأماكن الأقل تأثيرا أو احتكاكا مع إبقاء الأماكن ذات المعضلة للمرحلة الجديدة ، ويرفع الحذر عن الإعلام والصحافة الفلسطينية هنا وهناك لتكون داعمة لهذه الرؤية ومعززة لهذه الإرادة. 5- يبقى دور الجماهير الفلسطينية وخاصة الشباب دور المراقب والمعزز والداعم والحاضن لهذه المبادرة عبر ما يلي:· تشكيل لجنة شبابية من الشباب الداعي لإنهاء الانقسام من المثقفين والنقابات وأساتذة الجامعات والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني لقيادة الفعاليات الشبابية.· الإعلان عن تبني هذه المبادرة أو ما يتم الاتفاق عليه مع القيادة الشبابية من حذف أو إضافة أو تعديل للعلن.· وضع جدول زمني ضابط لتنفيذ بنود المبادرة.· ان تكون اللجنة الشبابية عضو مراقب في كل اجتماعات المبادرة للوقوف على النوايا الحقيقية للأطراف ولمعرفة مدى جدية التعامل مع المبادرة ومدى التقدم فيها حتى لا نعود مرة أخرى للاتهامات المتبادلة وللتراشقات الإعلامية الغريبة عن أخلاق وقيم مجتمعنا الفلسطيني.· عقد ورش العمل والمهرجانات والاعتصام وتسير المسيرات الداعمة للمبادرة والمعززة لإنهاء الانقسام. 6. في حالة الوصول إلى طريق مسدود في تنفيذ بنود المبادرة يحق للجنة الشبابية تعرية الطرف الرافض وإسقاطه ومحاكمته شعبيا وقضائيا والعمل من جديد على تشكيل قيادة وطنية فلسطينية بعيدة عن هذا الفصيل. ويسعدنا جدا تقبل أرائكم واقتراحاتكم والمشاركة في ورش عمل أو ندوات ومحاضرات حول هذه المبادرة لإنضاجها والخروج بها كمبادرة تحمل اسم مبادرة الشباب الفلسطيني لإنهاء الانقسام؟ Hadidi_imad@yahoo.com