خبر : وكسبتم الجولة الأولى يا شباب؟..أ.عماد الحديدي

الأربعاء 16 مارس 2011 03:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
وكسبتم الجولة الأولى يا شباب؟..أ.عماد الحديدي



الخامس عشر من آذار يوم انتفاضة الشباب الفلسطيني على الانقسام وأهله، دعوات وزعت عبر قنوات الاتصال الاجتماعي الالكتروني وكبر الحراك واشتد عوده وكثر أنصاره وفي خطوات ايجابية تداعت الفصائل فاجتمعت وقررت مساندة تحركات الشباب فحرضت أبنائها وحركت انصارها وتسابقت الى الجندي المجهول قبل يوم الاعتصام أي في 14/3 .لننتقل مباشرة الى ساحات الجندي المجهول التي بدأت تنبض بها الحياة بصورة متسارعة جدا مع دقات الساعة العاشرة صباح 15/3 حين تدفقت الأمواج البشرية كالسيل العارم تسير في الشوارع المحيطة من الجندي ليكتمل حوض الجندي المجهول ويرتفع منسوبه وترتفع درجة حرارته لتنصهر مكوناته في قالب فلسطيني طال انتظاره فذاب الكبير والصغير والذكر والأنثى والعالم والعامل والموظف والعاطل عن العمل والأستاذ والطالب والمصاب والجريح والقعيد مع السليم والمعافى الجميع يهتفون شعارهم المركزي "الشعب يريد إنهاء الانقسام" وتزينت الصورة من كافة جوانبها الجانبية فرأيت الرايات والأعلام واليافطات الجسدية والورقية والجلدية وتفنن الشباب في رسم العلم الفلسطيني وكتابة الشعارات المؤثرة على أجسادهم وتلألأ أطفال فلسطين في لباسهم اللافت للنظر ووجوههم الملونة والبراقة التي انجذب نحو الإعلاميون ليلتقطوا صورهم قبل أن تختلط الألوان، صورة رائعة أبكت العيون من الفرحة وأنت تتجول في جنبات الجندي فترى تلك المرأة القعيدة التي أبت إلا وان تشارك الشباب اعتصامهم وتنشد نشيدهم متناسية ألامها ومرضها وترى الشباب يلبسون الثوب الفلسطيني حين ذابت المسميات والألقاب والعائلات والأحزاب، ولكن كما يقولون الزين لا يكتمل والفرحة ناقصة اسطر ما شاهدته ليس نقصا او تقليلا من شأن هذا اليوم العظيم ولكن غيرة على أبناء شعبي وألا تذهب جهودهم وأوقاتهم وأموالهم سدى ولكي يكون اليوم التالي يوما بعيدا عن كل السلبيات والمنغصات فرأيت من خلال تجوالي وخاصة بعد الساعة الواحدة ظهرا انسحابا كبيرا للمشاركين، تفرقات في زمر حزبية وفئوية ومؤسساتية صغيرة تجوب الشوارع الفرعية والانتقال إلى مسارح أخرى مثل ميدان فلسطين وارض الكتيبة مفرغين المكان المتفق عليه سابقا، كما رأيت خيام المستقلين والمثقفين والأساتذة شبه فارغة وكأن الواجب قد أنجز وانتهى، كما رأيت الصور الحزينة لأولئك الأحداث والفتيان ما هم دون 18 سنة وهم يتنافسون في شراء الدخان النفل ويتحزبون في رهط صغيرة يشربون الدخان ويتسامرون وتبادلون النكات والضحكات وما إن أوشكت الساعة على الثالثة حتى كاد عدد الباعة المتجولون أن يساوى عدد المشاركين مما افسد علي خلوتي وأخرجني من شرنقتي وأعادني إلى اليقظة من جديد فعدت أدراجي وانسحبت من المكان.لأفاجأ في ساعات المساء المتأخرة أن وسائل الإعلام تنقل أخبارا عن فض اعتصام الشباب في الكتيبة بالقوة وذهبت بعضها بعيدا لتسقط بعض مصطلحات الثورات العربية على مجتمعنا (بلطجية) مما دفعني لأرفع هاتفي واسأل بعض الثقات أو من نظن بهم خيرا ولا يكذبون فقالوا إن الشرطة قد فضت بعض تجمعات الشباب في الكتيبة كون هذه الساحة غير متفق عليها لتكون مكانا للاعتصام وذلك بسبب أن الأجهزة الأمنية تتخذها ساحات للتدريب وللفحص العملي الميداني لاختبار الجنود الجدد، ومع ذلك فتحت الانترنت وتجولت في المواقع الالكترونية لأجد الرأي والرأي المضاد في حلبة أشبه بحلبات مصارعة الأقفاص الحديدية والسب والشتم والافتراءات والكذب وتحميل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر مما افقدني شيئا من عقلي هل هذا حدث ويحدث في وطني؟ وهل هذا هو المشهد الحضاري الذي نريد في نهايته إسقاط الانقسام وعودة اللحمة الفلسطينية؟، لا وألف لا وما استوقفني في احد المواقع الالكترونية (الهدف)الذي جاء فيه "رجحت معلومات مؤكدة لموقع "الهدف" الإخباري أن يكون عماد عيد مدير مكتب وكالة معا الإخبارية المستقلة في قطاع غزة قد تقدم باستقالته لرئيس تحرير الوكالة في بيت لحم ناصر اللحام صباح اليوم الثلاثاء 15/3 لأسباب تتعلق بسوء التغطية الصحفية للوكالة في نشر أخبار ملفقة عن مسيرات غزة وانحيازها الكامل للحكومة في رام الله"، إلى هذا الحد وصل بنا أن نقطع أرزاق الناس ونؤولهم ما لم يقولوه أو يكتبوه من اجل مصالح ذاتية ومؤسساتية إذن نحن لن نبعد كثيرا عن من يذكي الانقسام ويصب بنزينه، كم أعجبني مقال الزميلة إيناس الطويل وهي تتغنى بشباب فلسطين تحت عنوان  "مشاهد من ساحة الوحدة الوطنية :كتيبة غزة الأبية" وعلى ما اعتقد أن المقال كتب قبل فض الاعتصام ولكني قرأت أكثر من مقال لبعض الزملاء والذي محور حديثهم يتمحور حول الكتيبة فقط قافزين عن الصورة الوحدوية التي رسمها الشباب على مدار أكثر من 30 ساعة مضت حين قزموا هذه الساعات وما حملته من معاني جليلة نبيلة في بضع دقائق صاحبها شد الأعصاب والمشاحنات.أقول إن إنهاء الانقسام لا يأتي بالورود فهذه أولى حلقات النضال السلمي الشعبي وما على الإعلام وخاصة المراسلين والكتاب إلا أن ينقلوا الصور المشرقة للوحدة والتكاتف الشعبي يكبروا الايجابيات ويصغروا السلبيات لنكبر دعوة السيد إسماعيل هنية للرئيس عباس ولحركة فتح والتي اعتبرها رسالة حقيقة لكل من يريد إنهاء الانقسام وان رئيس الوزراء قرأ رسائل أمس قرأة مسؤولة فبادر بتلبية مطلب الشباب والشعب وقدم حكومته على طبق من ذهب ووضعها على طاولة إنهاء الانقسام ولن التفت إلى الردود السريعة التي صدرت عن الناطق الإعلامي لحركة فتح أسامة القواسمي أو ما صدر عن عزام الأحمد لوكالة صفا حول مبادرة هنية أمس حيث رفضها الأول وهمشها الثاني بدعوى انشغاله بالحراك الشعبي لأني اعتبرها تصريحات متسرعة وردود فعل فردية بعيدة عن العمل التنظيمي الجماعي وها هو الرئيس اليوم يعلن على الملأ قبوله بزيارة غزة لإنهاء الانقسام بقوله "إنني على استعداد للذهاب لغزة غدا من أجل إنهاء الانقسام "وأضاف قائلا:" أدعو هنية للخروج معهم لاستقبالي على معبر بيت حانون خلال الأيام القليلة القادمة ",  بينما قال سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني "الوحدة لن تتحقق إلا من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وفي إطارها وادعوا لتفعيل دور المنظمة على أساس اتفاق 2005 وضم كافة الفصائل لها " بينما قال ماجد ابو شماله بأنه على استعداد لحضور جلسة للتشريعي من اجل إنهاء الانقسام إذن هذه هي تصريحات ايجابية حققها الشباب من خلال مسيرتهم واعتصامهم بالأمس فدعونا ننتظر ونرى الحراك المتفاعل والمتسارع لأننا نريد العنب ولا نريد مقاتلة الناطور ولن نريد وساما على الصدور لنقول انهينا الانقسام فالانقسام يحتاج للكل الفلسطيني وها هو الكل انتفض وحس بالمسؤولية فشكرا يا شباب لقد ربحتم الجولة الأولى؟ .