خبر : نحو ائتلاف للحرية ودعم المقاومة .. بقلم د . رفعت سيد أحمد‏

الإثنين 28 فبراير 2011 08:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
نحو ائتلاف للحرية ودعم المقاومة .. بقلم د . رفعت سيد أحمد‏



لاشك أن ثورة 25 يناير ، ورغم عدم اكتمال انتصارها ، إلا أنها مثلت زلزالاً مدوياً دك أركان النظام السابق ، وأدى إلى تهاوى رموزه ، وقيمه ومؤسساته ، واحدة إثر أخرى ، إلا أن المحبين لهذه الثورة ، الخائفين عليها ، يخشون سرقتها أو الانقضاض عليها من الثورة المضادة ، تلك التى يقودها الآن ثالوث مكون من ثلاث فرق : الفريق الأول من المتأمركين الأكاديميين والإعلاميين السياسيين (من عينة مندوبى معهد كارينجى والحاصلين على جوائز وولف الإسرائيلية ونوبل الأوروبية وغيرهم) الذين يحاولون الاندساس وسط الثورة ، وخطف انتصارها .أما الفريق الثانى فهو من الراغبين فى ركوب موجة الثورة من الانتهازيين السياسيين الذين اعتادوا العمل مع كل العصور والحكام .أما الفريق الثالث من هذا الثالوث فهم بقايا النظام السابق من إعلاميين وساسة ورجال أعمال وعسكر ، هؤلاء يمثلون معاً ثالوثاً غير مقدس يعمل معاً أو كل على حدة ، على خطف ثورة 25 يناير وإجهاضها ، وتحويلها تدريجياً إلى (حكم مبارك معدل) ؛ ولكى يتم ضرب هذا المخطط ، لابد من فتح آفاق سياسية أوسع أمام هذه الثورة ، وهذا الفتح سوف يؤدى مباشرة إلى إجهاض مخطط الثالوث غير المقدس سالف الذكر ، ولعل الاهتمام بتشكيل آلية وطنية للضغط المستمر لتنفيذ المطالب الوطنية الداخلية ، مع الاهتمام بإعطاء الثورة بُعدها العربى ، والمقاوم هو القادر وحده على ذلك ، وحتى لا تبدو الثورة مجرد ثورة للجوعى أو لتغيير بعض بنود الدستور ، إنها ثورة مصرية ذات رسالة عربية وإسلامية ؛ وفى هذا السياق جاء المؤتمر السياسى الموسع الذى عقده ممثلو القوى الوطنية المصرية فى 19 فبراير 2011 فى مقر مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة ، وإعلان القوى المساهمة فى المؤتمر تأسيس (ائتلاف ثورة 25 يناير للحرية ودعم المقاومة العربية) ، وجاء فى البيان التأسيسى للائتلاف أن الهدف من إنشائه هو اعطاء ثورة 25 يناير بُعدها العربى والمقاوم لإسرائيل وأمريكا ، والذى اُفتقد خلال الفترة الماضية ، ولم يتم تضمينه فى العديد من البيانات الصادرة عن الحركات والتيارات المناضلة المشاركة فى ثورة 25 يناير ؛ وأكد المشاركون فى المؤتمر على أن مقاومة الاستبداد وإسقاط الأنظمة الفاسدة ، مثل نظام مبارك ، لن يتم بشكل كامل ونهائى إلا بمقاومة المشروع العدوانى الأمريكى والإسرائيلى على الأمة ، فالاستبداد والهيمنة والتبعية كل لا يتجزأ ، ومن واجب القوى الشعبية والشبابية التى فجرت ثورة 25 يناير أن تعلن للأمة العربية والإسلامية أنها تقف فى صف المقاومة فى العراق وفلسطين ولبنان ، وكل مكان فى العالم العربى والإسلامى يتم فيه مقاتلة العدو الأمريكى والإسرائيلى ، ومن واجبها أيضاً أن تحمى ثورتها من الوجوه الأمريكية والإسرائيلية التى تحاول خطفها تحت دعوى أن هذه الثورة ، تهتم بمصر فقط دون باقى الأمة .* هذا وقد أجمع المشاركون فى المؤتمر على أربع قضايا رئيسية :أولاً : تحية شهداء الثورة والتأكيد على استمرارها حتى يتم إنجاز الأهداف العليا التى اتفقت عليها كافة القوى الوطنية التى فجرت هذه الثورة ، والتى ناضلت وسجنت واضطهدت طيلة الثلاثين عاماً الماضية من أجلها وليس فقط خلال الثمانية عشر يوماً فقط .ثانياً : إنهاء كل رموز ومؤسسات النظام القديم الفاسد ، والسعى لبناء مصر الثورة على أسس وقيم ومؤسسات جديدة وديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية والحرية السياسية .ثالثاً : العمل بكل جهد من أجل استرداد أموال وأراضى الشعب المنهوبة ، والإفراج الفورى عن كافة المعتقلين السياسيين ، وإنهاء كل القوانين المقيدة للحريات .رابعاً : الربط بين ثورة مصر والمقاومة العربية ضد الكيان الصهيونى ، والأمريكى وضد الاستبداد ، والعمل على تجسيد عروبة مصر سياسياً وقومياً .ولقد شارك فى المؤتمر ممثلون عن قوى اليسار المصرى والتيار الناصرى والتيار الإسلامى والأزهر الشريف (فضيلة الشيخ جمال قطب) فضلاً عن عدد من الشخصيات العامة مثل : د.عبد الله الأشعل المفكر المعروف ومساعد وزير الخارجية الأسبق – أ. عبد القادر ياسين المناضل والمؤرخ الفلسطينى المعروف – اللواء د. وجيه عفيفى مدير المركز العربى للدراسات الاستراتيجية) ، وعشرات من شباب 25 يناير الذين شاركوا فى الثورة فعلياً . إن إعلان هذا الائتلاف ووضعه لعدد من الخطط العملية لأنشطته للفترة المقبلة لهو الرد الأول الجاد على محاولات خطف أو سرقة الثورة المصرية العظيمة ، ونحسب أنه على كافة قوانا الوطنية الشريفة التى شاركت فى الثورة أن تبادر بمبادرات شبيهة سياسية وإعلامية ، لضرب الثالوث غير المقدس الذى يعده وينفذه اليوم حلف أعداء الثورة وسُراقها . والله أعلم