خبر : السياسه الأمريكيه : بقاء النظام مع تبديل الوجوه العفنه.. والحقوق بالقطاره ..! .بقلم : علاء أسعد الصفطاوي.

الإثنين 28 فبراير 2011 12:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السياسه الأمريكيه : بقاء النظام مع تبديل الوجوه العفنه.. والحقوق بالقطاره ..! .بقلم : علاء أسعد الصفطاوي.



بسم الله الرحمن الرحيمتمحورت مرتكزات السياسه الأمريكيه- الأوروبيه  في منطقة الحوض العربي الاسلامي منذ انتهاء الحرب العالميه الثانيه عام 1945 على ثلاثة ركائز وثوابت أساسيه لا تتغير بتغير الأزمان والظروف وهي : 1) استمرار واقع التجزئه بين دولها وشعوبها2) استمرار تدفق النفط  للغرب وبأسعار مقبوله.3) استمرار وجود " اسرائيل" كامتداد أصيل للغرب وكحارس ميداني لمصالحه في المنطقه ..لم يعد أحد من المراقبين المحليين ولا الدوليين يناقش في صحة هذه الركائز .. أما خلاف ذلك فأمور تفصيليه تجميليه لا تتنافي ولا تصطدم بهذه الثلاثيه ولكن تؤازرها وتسهم في تثبيتها وترسيخها ،فعندما تتعقد امور الناس وتتغول الدوله ويستشري الفساد المنظم فيها الى درجة لا تطاق تؤذن باندلاع الثورات الشعبيه العارمه بحيث يصبح النظام بشخص حاكمه وبعض حاشيته عبئا ليس فقط على أبناء الشعب بل على داعميه من ما يسمى المجتمع الدولى وهم في حالتنا بالضبط (أمريكا واوروبا) ، تصبح مسأله تغيير وجوه الأنظمه المرتبطه بهذه الكيانات المجزأه الدائره في فلك السياسه الأمريكيه هي مسأله هامه وملحه ولكنها تظل تفصيليه ..وكذلك تصبح مسألة رد بعض الحقوق التي سلبها النظام من شعبه ولو بالقطاره اليه مسأله ملحه وضروريه بالرغم من كونها كذلك مسأله تفصيليه ..وهذان الإحراءان هنا يصبحان ضروريان لتجميل وجه النظام  البشع وتحسين صورته أمام أبناء شعبه ..وهو بالضبط ما حدث ولا زال يحدث اليوم في تونس أولا وفي مصر ثانيا.. وهلم جرا ،                                                                        في مصرمثلا  ترفض الجماهير مبارك وتطالب باسقاطه ..فيأتوا بعمر سليمان ..تصر الجماهير  بعدها على رفض عمر سليمان ..فيأتوا بطنطاوي ويبقوا على الجيش ..يصر الناس بعدها على تغيير الحكومه واسقاطها فيبدلوا الكثير من وجوهها ويبقوا على النواة الصلبه المتآمره فيها كشفيق وأبو الغيط ومحمود وجدي ..وهكذا ..وعندما يطالب الناس بلائحه من المطالب يبدأون في تنفيذها " قطرة" .. " قطرة " ..ولكن بشكل لا يخل أبدا بتوزان النظام وصموده ..واستمراريته ..واستمرار بقائه في فلك السياسه الأوروأمريكيه التي تستند على الثلاثة مرتكزات التي ذكرتها في مقدمة كلامي .. وهنا  أرجو أن لا يفهمني أحد أنني أعتقد  أن ما يفعله الشعب هو كالحرث في البحر  بالعكس تماما ..فلولا نهضة الشعوب ما حدث التغيير ..ولكني فقط أود الاشاره الى أن مسألة تغيير النظام هي مسأله كبيره ..وليست مسأله تتعلق فقط باستمرار التظاهرات المليونيه في الشوارع ..أنها مسأله تتعلق بمدى توفر صبر عند الناس كي يستمروا في احتجاجاتهم حتى يلبي النظام كل مطالبهم ..وكذلك مسأله تتعلق ببديل النظام ومدى نضوج قوى المعارضه له وتأهلها للإمساك بزمام السلطه في حال انهياره وسقوطه ..لذلك مطلوب اليوم من قوى المعارضه في مصر وتونس وباقي بلدان نا العربيه ثلاثة أمور : أولا : استمرار التظاهرات والاحتجاجات بتنظيم أكثر دقه وتنظيما وأكثر اتساعا مع تحدي يومين في الأسبوع مثلا للمظاهرات المليونيه  لا تنازل عنها مهما كانت الظروف  ..ثانيا : الاصرار على تحقيق كل ..وأكرر كلمة (كل) مطالب الشعب وعلى رأسها تغيير قيادات المؤسسه العسكريه التي يثبت ارتباطها باجهزة الأمن الغربيه..، ثالثا : انضواء كل أو غالبية قوى المعارضه  القديمه والجديده  تحت لواء مؤتمر تأسيسي واحد ينطق باسم المعارضه الوطنيه في الداخل وفي الخارج أيضا ويوجه المظاهرات والفعاليات الاحتجاجيه ..حتى تصل سفينه التغيير الى مبتغاها ..دون ذلك سيستمر النظام – الذي لم يتغيرحتى اليوم - في الضحك على ذقوننا  ..وتستمر أمريكا ووكيلتها في المنطقه "اسرائيل" في ادارة دفة الأمور لصالحها وفي توظيف سقطاتنا لمصالحها وليس لصالح شعوب أمتنا الغاليه.السلام عليكم .