لا أستطيع أن أخفي حقيقة فرحي بعد أن قرأت خبرٌ عاجلٌ يقول: أمريكا تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن بشأن قرار يدين الاستيطان. بصراحة، وبالفلسطيني أيضاً، " انبسطت " ولأسباب كثيرة، أهمها، أنني لا أريد أن " أبعص كيفي " بسبب موقف أمريكي تافه لا يستحق، فيما الثورة العربية تؤكد حقيقة الأمة العربية والعكس صحيح ، وهي تنتفض وتسحق كل عدو للحرية وكل ما يقف في طريقها المقدس نحو الخلاص .من لا يصدقنا فليهذب ويرى بأم عينيه : سقط زين العابدين وتدحرج حسني مبارك والحبل على الجرار.ولا يضير أن تؤكد المؤكد : حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي عدو للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين وللشعب الأمريكي أيضاً، إنها إمبراطورية القهر الشامل للشعوب ، لم تكن ولن تكون في يوم من الأيام نموذجاً للحرية والعدالة أو وسيطاً نزيهاً بين خصمين أو راعياً للسلام بين العدو والعرب، إنها ترعى مصالحها وتنحاز دائماً لمعسكرها وفقط، ولا يحسبن أحدكم أنها تكترث بما يقوله " شلة همل في السلطة " تتعامل معهم الإدارة الأمريكية بكل ازدراء ولا تحترمهم.إن الدبلوماسية والنضال السياسي والإعلامي لا يكون هكذا ، شوربة!هذه القيادات الفلسطينية التي تغتصب قرار الشعب في الوطن والشتات سوف تنهار، وهي تنهار فعلا ، وأن سقوطها أصبح قاب قوسين أو أدنى. فمن يصدق هذا الهَبل ( الغباء) الفلسطيني الرسمي في رام الله حين تدعو القيادة الفلسطينية إلى " لقاء عاجل وفوري وهام وضروري ! من أجل ماذا؟ التمثيل على الناس أمراً خطيراً يجري الآن؟ هؤلاء المهزومين تعطيهم أمريكا مصروفهم اليومي، وهم شريحة بلا شرعية ، خاصة مذ تنكروا لنتائج الانتخابات في العام 2006 ، وانتقلوا اليوم من مرحلة ( تهديد الحقوق ) إلى ( شطب الحقوق والتآمر مع العدو ) ولا يوجد تجمع فلسطيني واحد، في فلسطين أو في الشتات، لا تهدد وجوده وحقوقه ومستقبله هذه السلطة الفلسطينية الفاسدة وسياساتها الكارثية.ما معنى أن تدعو السلطة في رام الله إلى اجتماع عاجل وفوري؟ اجتماع تشكو فيه حظها التعس لأبي ردينة فيما هذا الوطن العربي يثور من المحيط إلى الخليج ويغلي كالبراكين والزلازل، هذا الغضب العربي الجميل وهو يجرف الآن قواعد النظام العربي الرسمي ، تشكل سلطة أوسلو الحلقة الأضعف والأهبل والأكثر رياء وفساداً وتملقاً للعدو. وعليه، فإن الدعوات المتسارعة في فلسطين والشتات لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة تعني في جوهرها وقف هذا العبث الفلسطيني المدمر ، والشعب الفلسطيني قادر على وقف هذا العبث بالقوة وبالإرادة الشعبية.يعرف الناس أن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة كانا مفرخة لقرارات وسياسات ومواقف بالجملة والمفرق ولكنها لم تلزم العدو الصهيوني في شئ . ولكن قيادة تحترف الدجل السياسي وتعلمه للآخرين ( خاصة الفصائل الصغيرة في م ت ف ) تريد أن تظهر للفلسطينيين اليوم أنها " في مواجهة ومعركة حامية مع الضغوط الأمريكية"ملاحظة ختام: أمريكا تشرع الاستيطان، وعلناً ، فماذا نحن فاعلون؟