خبر : نصيحة لفياض: اعتذر عن تشكيل الحكومة!! .. هاني حبيب

الخميس 17 فبراير 2011 08:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نصيحة لفياض: اعتذر عن تشكيل الحكومة!! .. هاني حبيب



لو كنتُ واحداً ممّن يستشيرهم رئيس الحكومة المكلف، سلام فياض، لنصحته بعدم قبول هذا التكليف الجديد بتشكيل الحكومة، بالاعتذار عن هذه المهمة – الهَم، ولقلتُ له أن يترك مبكراً، مسجلاً الأداء الأفضل في تاريخ حكومات سلطتنا الوطنية، وتاركاً خلفه تراثاً حقيقياً من البناء والعمل والتخطيط المحكم في ظل ظروف بالغة التعقيد، وشهادات على ارض الفعل والعمل لنجاح الإرادة الصادقة في وضع أسس حقيقية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، شهادات ليست فقط من مؤسسات المجتمع الدولي التي كررت عدة مرات، إعجابها بقدرة الحكومة على تحدّي كل أشكال وأساليب الاحتلال وتحقيق إنجازات لم تكن لتتحقق لولا إرادة الصمود والتخطيط والعمل والشفافية التي أحاطت بهذا الجهد الخلاّق والبنّاء، بل ومن الجمهور الفلسطيني ذاته.ليس ذلك لأن فياض قد أنهى مهمته، أو لأنه لم يعد قادراً على الاستمرار، بل لأن "مسوغات" الخطوات الأخيرة التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، هي دليل على الإرباك أكثر منه دليلاً على التغيير وإصلاح النظام السياسي، وليست استجابة لتطلّع الشعب الفلسطيني في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية، بل لأنها باختصار، استجابة لنعرات فصائلية قبلية، ومحاولة لحلّ أزمات وإخفاقات، وتلبية لطموحات قلة قليلة من قيادات حركة فتح، نجحت في نهاية الأمر، بإنجاز "التغيير والتعديل" في حكومة فياض، هذه القلة التي وضعت حصتها في الحكومة، في المقام الأول، إن لم يكن الوحيد على قائمة استهدافاتها وحياتها النضالية.إذ إن توقيت هذا التكليف بعد الاستقالة، لا يمكن فهمه، كونه جرى بعد ساعات من إعلان قيادة السلطة الوطنية عن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بحد أقصى بعد خمسة أشهر، وكان من الطبيعي، والحال هذه، انتظار نتائج هذه الانتخابات كي تستقيل الحكومة كتحصيل حاصل بعد أن ينتج عن هذه الانتخابات رئاسة جديدة ومجلس تشريعي جديد، خاصة وأن الحكومة "السابقة" كانت قادرة على تنظيم هذه الانتخابات، إضافة إلى الانتخابات المحلية، والتي بتنا نعرف كيف تم تأجيلها، ثم الالتزام برأي القضاء بضرورة عقدها. فلماذا لم يتم الانتظار لحين إجراء تلك الانتخابات، ثم يتم تشكيل حكومة جديدة، أياً كان المكلف بتشكيلها؟! أم أن قيادتنا، تحاول أن تجاري ما يجري في المحيط العربي، وتتعمد من خلال هذه الإجراءات، السير في مسار يؤمن لها استباق أي تحرك للتغيير وإصلاح النظام السياسي، كما يقول البعض، إلاّ إنني أعتقد أن الأمر لا ينطوي على هذا الأمر، والأغلب أن اختيار هذا التوقيت مرتبط بالأزمات الداخلية لدى حركة فتح، وطموحات بعض قادتها. وهنا أعزل هذه الإجراءات عن ارتباطها "بالمصالحة" من قريب أو بعيد.ومن المفترض أن تعلن الدولة الفلسطينية المستقلة، على الأراضي المحتلة العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هذا العام، وفقاً لوعد قيادة السلطة ورئيس حكومتها المكلف، ولكن هناك عقبات كأداء أمام الوفاء بمثل هذا الوعد، وهذا يتطلب حكومة فلسطينية متناسقة وذات كفاءة عالية.فماذا سيكون شكل ومضمون الحكومة الجديدة في هذه الحال؟! هل ستكون أفضل من سابقتها، لا أعتقد ذلك، والحال هذه، فإن مثل هذه الحكومة لن تحافظ على الانجازات التي تحققت على يد الحكومة المستقيلة، لذلك، كنت لأنصح سلام فياض، بالاعتذار عن تشكيل حكومة جديدة خوفاً وقلقاً على ما تم إنجازه وتحقيقه، وحتى لا يرتبط اسمه بهذا التراجع المحتمل والمتوقع، عن تلك المنجزات، ولو استمع فياض لهذه النصيحة، فهو لن يذهب إلى "البيت"، فهو ما زال قادراً ومؤهلاً على العطاء لقضيته وشعبه في أي مجال من المجالات، وليس بالضرورة من موقع رئاسة حكومة تحاصصية متوقعة!! www.hanihabib.net  - hanihabib272@hotmail.com هاني حبيب