خبر : مصر تصنع تاريخاً جديداً للامة والمنطقة ...! .. نواف الزرو

الأربعاء 16 فبراير 2011 02:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر تصنع تاريخاً جديداً للامة والمنطقة ...! .. نواف الزرو



مرة اخرى..انه درس:"اذا الشعب يوما اراد الحياة... فلا بد ان يستجيب القدر"..وقد تعلمت الشعوب العربية الدرس..فالشعب التونسي اراد الحياة فاستجاب القدر...والشعب المصري اراد الحياة فخضع القدر لإرادته وثورته..وأراد اسقاط النظام.. فسقط النظام... واي نظام...؟! يحق للمصريين اذن، ان يفرحوا بهذا الانتصار التاريخي العظيم..ويحق للعرب ان يفرحوا معهم..فقد حطم الشعب حاجر الخوف والرعب...!فتحطم معه الصنم ..واي صنم...؟!وأسقط الجدار..واي جدار- صهيوني-...؟!وسقطت القلعة..واية قلعة-صهيونية-...؟!سقط الجبار المستبد المتكبر...سقط كبير الفراعنة بحجم "ابو الهول"..فعلم الشعب المصري- ومن قبله التونسي- الامة العربية والشعوب المستضعفة المقموعة درسا في التاريخ وارادة الحياة.. وبان من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر..وفي عظمة الشعب المصري وعظمة ثورته المجيدة تجلى تفاؤل الارادة الحديدية التي وقفت وراء نهوض وتماسك واصرار الشعب على التغيير، في مواجهة تشاؤم العقل الذي لم يكن يتصور انه بالامكان تحطيم مثل هذه القلعة الامنية الاستبدادية البوليسية هي الاعتى  والاشد حصانة في الشرق الاوسط-- من روح فلسفة انطونيو غرامشي-. فبعد ان استحضر الشعب التونسي مقدمة ابن خلدون الخالدة التي تتحدث-كما كثفها الكاتب الكبير رشاد ابو شاور- عن"ان الشعب يمكن أن يصمت طويلاً، حتى ليبدو أنه خنع تماما، وما عاد قادرا على رفع صوته محتجا على جرائم الأجهزة الوحشية التي دمرت روح المقاومة والأنفة لديه..ولكنه كالبركان ينفجر قاذفا النيران المحبوسة في جوفه"، جاء الشعب المصري بثورته العظيمة ليسطرها بحروف من نار ونور ودم..!. فكان الشعب المصري بجملته الفاعل والمؤثر الرئيس في المشهد ليصوغ في المحصلة جملة مصرية عربية مفيدة..لينفجر البركان المصري قاذفا حممه المحبوسة..ليرسم مشهدا جديدا... وليشكل خارطة طريق جديدة... وليكتب تاريخاً جديداً ..كان حتى اللحظة حلما واملا للمصريين وللامة... انها بالتاكيد نقلة تاريخية من الاحلام والآمال والطموحات الى  الحقيقة والى حيز التطبيق على الارض..والى صناعة التاريخ والمستقبل...انه تحول تاريخي نوعي من الوزن الثقيل الذي لم يأت في حسابات الادارتين الامريكية والصهيونية على السواء..فشبهت الصحف البريطانية سقوط مبارك بسقوط جدار برلين، فكتبت صحيفة "ذى صن" الواسعة الانتشار "لا حاجة لأن تكون مصريا لتبتهج اليوم، فالمشهد الرائع للسلطة الشعبية وهى تطيح الديكتاتور الفاسد يدفئ كل القلوب"، وصحيفة "التايمز"، تقول"أنها لحظة سقوط جدار برلين لهذا الجيل.. فمصر والشرق الأوسط والسياسة فى العالم العربى تغيرت إلى الأبد"، وصحيفة الجارديان، تضيف:" إنها لحظة تاريخية، تعيد مصر إلى قيادة العالم العربى"،  بينما تحدثت صحيفة" الديلى تليجراف" عن ثورة المصريين التى أنهت 30 عامًا من حكم نظام مبارك قائلة:" إن قوة الشعب صنعت تاريخ مصر، فلقد رضخ الرئيس المصرى أخيرًا أمام حشد إرادة شعبه"، وقالت الصحيفة "أن الدولة اليهودية التى وقفت وراء مبارك بصفته واحدًا من أقرب حلفائها العرب، حتى النهاية باتت فى مأزق".اذن..-وبشهاداتهم ايضا-، الامة امام فجر مصري وعربي وشرق اوسطي جديد..ولذلك فان هذه الاحتفالات العارمة على امتداد خريطة مصر والعرب بسقوط الطاغية لها مشروعية  تاريخية لم يسبق لها مثيل، فلم ترها  الامة منذ عقود طويلة، هي عقود الظلم والظلام والاستبداد-فلتحتفلي يا مصر..ولتحتفلوا يا عرب..فهي فرحة امة على امتداد خريطة العرب حلمت بتحطيم القيد والانعتاق نحو فجر جديد...فاخذ الحلم يتحول الى حقيقة...!