خبر : السيناريو المصري القادم .. بقلم د. ذوالفقار سويرجو

السبت 05 فبراير 2011 02:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السيناريو المصري القادم .. بقلم د. ذوالفقار سويرجو



بعد ظهور عظمة الشعب المصري  وقدرته على المواجهة ورفع صوته عالياً بعد كل هذه السنوات .. لم يستطع أحد من صناع السياسة و رسم الاستراتيجيات العالمية من الوقوف في وجه الطوفان الذي تماشى مع حركة التاريخ والقانون الجدلي الذي يقول أن التراكم الكمي يؤدي إلى تغير نوعي .. و فعلاً بدأ هذا التغير النوعي ( في الوعي العربي ) بالظهور إلى السطح ليحرف اتجاه التاريخ نحو مستقبل جديد .. و أصبح من العبث الدفاع عن هذا النظام أو ذاك بل من الغباء أن نضع المتاريس في وجه التسونامي البشري الحاصل والقادم .. وعليه بدأت الإدارة الأمريكية في استيعاب التغير بشكل سريع بعكس تاريخها الذي كانت تغض به البصر عن كل التحولات الدراماتيكية التي تجري في المنطقة بهدف إرضاء إسرائيل واللوبى الصهيوني في الولايات المتحدة و أوروبا .. وبدأت ت في البحث عن السبل التي تحفظ مصالحها ومصالح إسرائيل و الخروج بأقل الخسائر من هذا التحول الطبيعي والمفاجئ وهنا بدأت القراءة الموضوعية للتركيبة السياسية في مصر واستندت على الآتي : أولا : أن النظام المصري القائم أصبح ضعيفاً و غير قادر على حماية نفسه و عليه لن يستطيع حماية الآخرين و أصبحت سمعته سيئة جداً و تتعارض مع ما هو معلن من سياسات أمريكية حول الحرية الديمقراطية و حقوق الإنسان و سيظهر الولايات المتحدة على أنها حامية للدكتاتوريات في المنطقة والعالم . ثانياً : ممكن و حسب التجربة التركية إفساح المجال للديمقراطية التي ستأتي بألوان سياسية معارضة و خاصة إسلامية مع ضمان ولاء الجيوش وقياداتها للسياسة الأمريكية العامة وتقديم الدعم المستمر لتلك الجيوش والسيطرة الكاملة على قياداتها بحيث لا تنجرف مع التيار المناهض للولايات المتحدة . ثالثاً : و عليه ستقوم الولايات المتحدة بفتح قنوات و أنا أعتقد أنها نجحت بذلك مع القوى المنظمة والفاعلة في مصر خاصة الإخوان بهدف ترشيح شخصية يرضى عنها الإخوان و من يدور في فلكهم مع إعطاء وعودات وضمانات بتغير السياسة الأمريكية في المنطقة والاعتراف بالحقوق العربية خاصة فيما يتعلق بإسرائيل ( بما يحفظ ماء الوجه ) والإعلان عن بداية مرحلة جديدة من التناغم بين الطرفين خاصة في ضوء عدم وجود تناقض في المفاهيم الاقتصادية و الفكرية و والدينية بشكل عام و بالتأكيد لن يكون ذلك دون مقابل والمقابل هو تغير في السياسة الأمريكية اتجاه المنطقة ورفع الحصار عن غزة سياسياً و اقتصاديا و هذا يعني فتح قنوات حوار مع حركة حماس و تغير مفاهيم و أسس التفاوض مع إسرائيل و هذا يعني انتهاء فكرة أوسلو و فريقه و بداية حقبة أوسلوية جديدة و لكن بقبعة خضراء هذه المرة وبرعاية مصرية كاملة ( إخوانية ) بحيث يشعر المواطن المصري والعربي بحجم التغير الذي حصل ولكن دون المساس بالمصالح الأمريكية في مصر و المنطقة وفكرة وجود دولة إسرائيل على حدود 67 وهذا بالطبع سينعكس على كل العلاقات الأمريكية في المنطقة بما فيهم إيران و حزب الله و سوريا أي بالمعنى البسيط تزاوج تدريجي بين المصالح الأمريكية وأطراف الممانعة العربية .. أي بكلام  آخر عودة حقبة نهاية السبعينيات ابان الوجود السوفيتي في أفغانستان والتنسيق وتبادل المنافع بين الأفغان العرب والأمريكان ضد الشيطان الأحمر .. إن ذاك مع تبدل لون الشيطان في هذه المرحلة ... وفي الختام قد يكون هذا السيناريو بمظهره العام والشكلي في مصاحة المواطن العربي وقضيته المركزية ولكن في جوهره لن يكون إلا إعادة إنتاج المأساة لأنه وبدون هزيمة المشروع الأمريكي في المنطقة بشكل حاسم لن يكون هناك إلا إعادة لكتابة التاريخ نفسه ولكن بحروف جديدة ولغة جديدة و وجوه جديدة فحذاري من الوقوع في مصيدة التغير الزائف .. وعلى شباب مصر أن يصروا على البقاء في طليعة الأحداث وعدم السماح للولايات المتحدة بالالتفاف على ثورتهم وأنا واثق من وعي الجيل الجديد والذي لن يقبل إلا النصر على النظام وعلى التخلف وعلى الفساد وعلى كل الأنظمة الشمولية التي تتربص للقفز على انجازاتهم خاصة بعد قبول البعض( البرادعي و الإخوان و المعارضة (الديكورية) ) التفاوض مع النظام بشخص نائب الرئيس عمرو سليمان وهو رجل س أي إيه CIA المعروف  والبرادعي والإخوان يعرفون ذلك تماما .. حتى لا يصبح الانجاز الوحيد للثورة هو تغير اسم ميدان التحرير باسم الأمين محمد .. ولكم في التاريخ عبرة يا أولي الألباب .. !