خبر : واشنطن ترفض.."ويكليكس": مستشار الأمن القومي الألماني اقترح تهديد نتنياهو بعدم المساعدة في ‏قضية "غولدستون" إذا لم يوافق على تجميد الاستيطان

الأربعاء 01 ديسمبر 2010 09:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
واشنطن ترفض..



القدس المحتلة / سما / كشفت مذكرة نشرت في "ويكيليكس" أنه قبل أسبوعين من قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي تجميد البناء ‏الاستيطاني الجزئي في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي ‏‏2009، اقترح مستشار الأمن القومي الألماني على كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تهديد رئيس الحكومة ‏الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بوقف مساعدة إسرائيل في قضية تقرير غولدستون في مجلس الأمن إذا لم توافق ‏الأخيرة على تجميد البناء، بيد أن الإدارة الأمريكية رفضت ذلك.‏‏ ‏وكشفت المذكرة  أنه بالرغم من أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من بين أهم أصدقاء إسرائيل في العالم، إلا أن ‏مستشارها الأكبر اقترح على الإدارة الأمريكية "تهديد" نتانياهو، وذلك في لقاء جرى في العاشر من تشرين الثاني/ ‏نوفمبر 2009 في برلين، شارك فيه المستشار للأمن القومي الألماني كريستوف هويسغن، ونائب وزيرة الخارجية ‏الأمريكية لشؤون أوروبا، والسفير الأمريكي فيليب مورفي.‏‏ ‏ولفتت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن العلاقات بين نتانياهو وميركل في تلك الفترة كانت متوترة على خلفية البناء ‏في المستوطنات. وكان نتانياهو قد ألغى قبل شهرين من ذلك الوقت زيارة مقررة له إلى ألمانيا على خلفية مواجهة بين ‏هويسغن وبين نظيره الإسرائيلي عوزي أراد، حيث طلب الأخير عدم طرح قضية الاستيطان في اللقاء، وهدد بإلغاء ‏زيارة نتانياهو في حال عدم الاستجابة للطلب.‏‏ ‏وبحسب المذكرة فإن المستشار للأمن القومي الألماني قال للأمريكيين إن ألمانيا تعتقد أنه يجب على نتانياهو أن يعمل ‏أكثر لجلب السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات. وقال إنه "في الوقت الذي يتسلم فيه الفلسطينيون أوامر هدم في ‏القدس الشرقية لبيوتهم فسيكون أي تقدم من قبل عباس بمثابة انتحار".‏‏ ‏وأضافت المذكرة أن المسؤول الألماني عرض موقفا حادا، واقتراح أن تهدد الولايات المتحدة إسرائيل، وتمارس ‏ضغوطا على نتانياهو من خلال ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل ووقف تقرير غولدستون في مجلس الأمن ‏بالتزام إسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني.‏‏ ‏وفي حينه رفض الدبلوماسيون الأمريكيون الاقتراح، وأعربوا من مفاجأتهم، وكان ردهم أن هذه الشروط لن تكون ‏مجدية، وأنه من المفضل أن يقولوا للإسرائيليين إن سياسة البناء الاستيطاني تصعب على أصدقائهم الحفاظ على ‏‏"الجبهة" في مجلس الأمن.‏‏ ‏وعلى صلة، رغم النعوت التي أطلقها الدبلوماسيون الأمريكيون على كبار المستشارين الألمان، بحسب ويكيليكس، إلا ‏أن برلين تتركز في الكشف عن "جاسوس" مجهول يظهر في الوثائق، ويدلي للأمريكيين بكافة التفاصيل التي تحصل ‏في السياسة الألمانية.‏‏ ‏وعلم أن وزير الخارجية الألماني، غيدو ويسترفيلا، طلب من موظفي الخارجية بدء فحص دقيق لكافة الوثائق التي ‏نشرت، وذلك بهدف التوصل إلى الجاسوس، وخاصة في ما يتصل بالوثيقة التي تحمل الرقم 229153، التي أرسلت ‏بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2009 من برلين إلى واشنطن، وصنفت على أنها "سرية".‏‏ ‏كان ذلك في فترة تشكيل الائتلاف الجديد للمستشارة الألمانية بعد أسبوعين من فوزها في الانتخابات. وتتركز الوثيقة ‏في تفاصيل المفاوضات الاتئلافية التي كانت تجريها ميركل في ذلك الوقت.‏‏ ‏وتناولت الوثيقة النقاش الذي كان يدور خلال المحادثات الائتلافية وخاصة بما يتصل بتخزين الأسلحة النووية ‏الأمريكية على الأراضي الألمانية. وكان وزير الخارجية في حينه يصر على إبعاد هذه الأسلحة عن أراضي ألمانيا، ‏في حين أن وزير المالية ادعى أن الحديث عن سلاح يهدف إلى ردع إيران.‏‏ ‏وتشير المذكرة إلى أن وزير الخارجية ويسترفيلا رفض هذا التبرير، مؤكدا أن الرؤوس النوية الموجودة في ألمانيا ‏غير قادرة على الوصول إلى إيران. كما تشير المذكرة إلى أن ميركل أوقفت النقاش وقالت إن أي سياسة ألمانية ‏مستقلة بشأن نزع الأسلحة النووية لن تنجح.‏