القدس المحتلة / سما / كشفت مذكرة نشرت في "ويكيليكس" أنه قبل أسبوعين من قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي تجميد البناء الاستيطاني الجزئي في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي 2009، اقترح مستشار الأمن القومي الألماني على كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بوقف مساعدة إسرائيل في قضية تقرير غولدستون في مجلس الأمن إذا لم توافق الأخيرة على تجميد البناء، بيد أن الإدارة الأمريكية رفضت ذلك. وكشفت المذكرة أنه بالرغم من أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من بين أهم أصدقاء إسرائيل في العالم، إلا أن مستشارها الأكبر اقترح على الإدارة الأمريكية "تهديد" نتانياهو، وذلك في لقاء جرى في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 في برلين، شارك فيه المستشار للأمن القومي الألماني كريستوف هويسغن، ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون أوروبا، والسفير الأمريكي فيليب مورفي. ولفتت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن العلاقات بين نتانياهو وميركل في تلك الفترة كانت متوترة على خلفية البناء في المستوطنات. وكان نتانياهو قد ألغى قبل شهرين من ذلك الوقت زيارة مقررة له إلى ألمانيا على خلفية مواجهة بين هويسغن وبين نظيره الإسرائيلي عوزي أراد، حيث طلب الأخير عدم طرح قضية الاستيطان في اللقاء، وهدد بإلغاء زيارة نتانياهو في حال عدم الاستجابة للطلب. وبحسب المذكرة فإن المستشار للأمن القومي الألماني قال للأمريكيين إن ألمانيا تعتقد أنه يجب على نتانياهو أن يعمل أكثر لجلب السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات. وقال إنه "في الوقت الذي يتسلم فيه الفلسطينيون أوامر هدم في القدس الشرقية لبيوتهم فسيكون أي تقدم من قبل عباس بمثابة انتحار". وأضافت المذكرة أن المسؤول الألماني عرض موقفا حادا، واقتراح أن تهدد الولايات المتحدة إسرائيل، وتمارس ضغوطا على نتانياهو من خلال ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل ووقف تقرير غولدستون في مجلس الأمن بالتزام إسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني. وفي حينه رفض الدبلوماسيون الأمريكيون الاقتراح، وأعربوا من مفاجأتهم، وكان ردهم أن هذه الشروط لن تكون مجدية، وأنه من المفضل أن يقولوا للإسرائيليين إن سياسة البناء الاستيطاني تصعب على أصدقائهم الحفاظ على "الجبهة" في مجلس الأمن. وعلى صلة، رغم النعوت التي أطلقها الدبلوماسيون الأمريكيون على كبار المستشارين الألمان، بحسب ويكيليكس، إلا أن برلين تتركز في الكشف عن "جاسوس" مجهول يظهر في الوثائق، ويدلي للأمريكيين بكافة التفاصيل التي تحصل في السياسة الألمانية. وعلم أن وزير الخارجية الألماني، غيدو ويسترفيلا، طلب من موظفي الخارجية بدء فحص دقيق لكافة الوثائق التي نشرت، وذلك بهدف التوصل إلى الجاسوس، وخاصة في ما يتصل بالوثيقة التي تحمل الرقم 229153، التي أرسلت بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2009 من برلين إلى واشنطن، وصنفت على أنها "سرية". كان ذلك في فترة تشكيل الائتلاف الجديد للمستشارة الألمانية بعد أسبوعين من فوزها في الانتخابات. وتتركز الوثيقة في تفاصيل المفاوضات الاتئلافية التي كانت تجريها ميركل في ذلك الوقت. وتناولت الوثيقة النقاش الذي كان يدور خلال المحادثات الائتلافية وخاصة بما يتصل بتخزين الأسلحة النووية الأمريكية على الأراضي الألمانية. وكان وزير الخارجية في حينه يصر على إبعاد هذه الأسلحة عن أراضي ألمانيا، في حين أن وزير المالية ادعى أن الحديث عن سلاح يهدف إلى ردع إيران. وتشير المذكرة إلى أن وزير الخارجية ويسترفيلا رفض هذا التبرير، مؤكدا أن الرؤوس النوية الموجودة في ألمانيا غير قادرة على الوصول إلى إيران. كما تشير المذكرة إلى أن ميركل أوقفت النقاش وقالت إن أي سياسة ألمانية مستقلة بشأن نزع الأسلحة النووية لن تنجح.