خبر : هل مؤتمرات فلسطينيي الشتات أم...م.ت.ف هي الممثل الشرعي والحقيقي لشعبنا ...!! ..بقلم: عماد عفانه

الثلاثاء 11 مايو 2010 10:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل مؤتمرات فلسطينيي الشتات أم...م.ت.ف هي الممثل الشرعي  والحقيقي لشعبنا ...!! ..بقلم: عماد عفانه



العالم كله بات يشهد في ذكرى النكبة الفلسطينية كل عام حراك لفلسطينيي الشتات في العالم، عبر مؤتمرات تؤكدا تمسكهم المطلق بحق العودة إلى أرضهم وديارهم في فلسطين، رافضين بشكل مطلق المساومة على هذا الحق أو الالتفاف عليه من قبل م. ت. ف التي تدعي تمثيلها الحصري والمطلق للشعب الفلسطيني. وما وثائق التمسك بحق العودة"، التي تصدرها مؤتمرات فلسطينيي الشتات والتي كان آخرها مؤتمر برلين إلا مخرز يفقأ عيون أولئك الدجالين الذين يختطفون القرار الفلسطيني ويتاجرون بالوطن وبحقوق شعبنا واللاجئين. وستبقى شعارات المؤتمرات الحاشدة لفلسطينيي الشتات"لن نتنازل عن حق العودة ولم نخوِّل أحدا بالتنازل عنه" سيفا مسلطا على رقاب أولئك المفرطين. ولئن كانت م.ت.ف انكمشت وانكمش تمثيلها للشعب الفلسطيني وانسحبت بمؤسساتها من مواقع فلسطينيي الشتات، فان مؤتمرات فلسطينيي الشتات في عموم أوروبا، وممثلي الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في بلدان القارة وبمشاركة عشرات المؤسسات والتجمعات الفلسطينية من أنحاء القارة الأوروبية لا شك يملأ الفراغ الذي خلفته م.ت.ف، ولكن الفرق أن الفراغ يتم ملأه بمزيد من التمسك بالحقوق والثوابت التي فرطت بها المنظمة، وما زال يتاجر بها البعض باسم م.ت.ف. وما يزيد في صدقية تمثيل مثل هذه المؤتمرات للكل الفلسطيني هو مشاركة الكثير من البرلمانيين الفلسطينيين سواء في الأردن، أو فلسطينيي الداخل المحتل وال 48 فيها. لا يفتأ الفلسطينيون يؤكدون في مثل هذه المؤتمرات على  عدم القبول بأي مفاوضات أو حلول تسفر عن التنازل أو التفريط بحق العودة، وأنهم لن يقبلوا بمشاريع التوطين أو التعويض، والمطالبة بالتعويض والعودة معاً كحقين متلازمين، لأنّ التعويض إنما هو عن المعاناة والأضرار التي لحقت بهم جراء الاحتلال والتشريد وليس ذلك بأي حال بديلاً عن حق العودة. وأن اعتبار "العودة" الجزئية إلى مناطق السلطة الفلسطينية أو العودة الفردية للجيل الأول إلى فلسطين الـ48 كحل إنساني ضمن إطار ما يسمى بجمع شمل العائلات، واعتبار ذلك التفافاً على حق العودة". الأمر الذي يعزل الأصوات المعزولة الغريبة التي تنطلق من مقاطعة الظلام في رام الله ومن جحر الصراف فيها والتي تنادي بتطبيق حق العودة إلى دولة فياض الوهمية. فشعبنا الفلسطيني الذي قدّم وما زال منذ النكبة يقدم التضحيات هو صاحب الحق وليس أصحاب الأجندات الخاصة المتساقطين على الطريق. فهل  آن الأوان لانتهاء نهج تغييب الشعب عن المشاركة في صنع القرار واستعادة هذا القرار من الذين سطو عليه واحتكروه..!! لا شك أن قضية اللاجئين هي القضية المركزية للشعب الفلسطيني وهي جوهر الصراع، وعودتها بهذه القوة على أيدي أصحابها – فلسطينيي الشتات- لا شك يلغي كل قرار أو فعل أو أمر يمس بهذا الحق الثابت سواء صدر عن م.ت.ف أو عن غيرها من المؤسسات الفلسطينية المتهرئة فاقدة التمثيل والشرعية. فان م.ت.ف وجدت لتحافظ على القضية وعلى حقوق الشعب وليس لتضيعها أو لتبيعها أو لتفاوض عليها حتى. فهذه المؤتمرات هي التي تمثل الإجماع الوطني الفلسطيني الحقيقي، وليس ذلك الإجماع من بعض النكرات الآحاد في م.ت.ف لتحقيق مصالحهم الضيقة والحفاظ على كراسيهم المعلقة في الهواء. هذه المؤتمرات لا شك توجه رسائل واضحة لا لبس فيها إلى م.ت.ف للتخلص من مرض الديوثية التي أصيبت به بحيث بات لا يستفزها شيء حتى ولا ابتلاع القدس أو تهويدها أو حتى هدمها . فها هي م .ت.ف تعود للمفاوضات غير المباشرة بعد سنوات طويلة من المفاوضات المباشرة التي لم تحقق شيئا، ويعلقون استمرار هذه المفاوضات غير المباشرة على عدم وجود إجراءات صهيونية استفزازية، وهنا يحق لنا نتساءل إن لم يكن استئنافكم للمفاوضات على وقع هدير الجرافات والبلدوزرات التي تهدم وتجرف أحلامكم بالدولة والعودة يشكل استفزازا فما هو الاستفزاز لديكم..!! إن لم يكن الاحتلال الجاثم على صدر الضفة والتعاون الأمني مع المحتل لوأد المقاومة لا يمثل لديكم استفزازا فما هو الاستفزاز إذا..!! كما أن هذه المؤتمرات  تحمل رسالة جماعية من الشعب الفلسطيني في أوروبا وفي كل أماكن تواجده في العالم تعلن الرفض القوي لمحاولات التنازل عن حق العودة الذي يمثل جوهر القضية الفلسطينية. وقبل أن ننهي هذا المقال أود تثبيت حقيقة واضحة، أن م.ت.ف لم يختارها شعبنا الفلسطيني ولم ينتخبها ولم يفوضها شعبنا، وأن الذي أقامها وفوضها وأعطاها الشرعية هو الدول العربية الممثلين بجامعة الدول العربية، تلك الدول التي خذلتنا وسلمت فلسطين للعدو على طبق من خزي وعار وخذلان. أما مؤتمرات فلسطينيي الشتات، وغالبية شعبنا الفلسطيني بالمناسبة في الشتات، بتمسكها بحقوقنا الثابتة وبإصرارها على العودة والحرية هي الممثل الشرعي والحقيقي لشعبنا وقضيتنا. إذا كان الآحاد الذين يختطفون م.ت.ف ويختطفون القرار والتمثيل الفلسطيني من أصحاب الهوى والمصالح والمآرب، يتأثر قرارهم ببندقية وبسطار المحتل الجاثم على رقابهم في مقاطعة الظلام في رام الله، فان مؤتمرات فلسطينيي الشتات منزهة عن الغرض والهوى في توجهاتها اللهم إلا التشبث بتلابيب الحنين للعودة إلى الوطن الحنون والدحنون والزعتر والحناء.  فهل تلتقط فصائل المقاومة والممانعة في الداخل والخارج هذه الرسائل وتحملها بل وتبني عليها لجهة عزل أولئك المفرطين، وبناء جبهة فلسطينية عريضة بعرض العالم وطوله، وموسعة باتساع انتشار شعبنا على رقعة العالم،  تضم الكل الفلسطيني بتنوعه وقدراته الهائلة، للحفاظ على الثوابت بحيث ينتظم الجميع في خطة جماعية إستراتيجية لاستعادة الحقوق يتحمل كل منا فيها مسؤوليته ويؤدي دوره القادر عليه..!!