السبت الثامن من آيار سيحل الرئيس بشار الأسد وزوجته ضيفين على الدولة التركية ورئيسها عبد الله غل. الزيارة من حيث التوقيت لافتة وتتزامن مع حملة شعواء تشنها إدارة أوباما الأمريكية على القطر العربي السوري مترافقة مع تهديدات إسرائيلية وصفها الرئيس التركي بالجوفاء وغير المجدية واعتبرها هروباً من استحقاقات العملية السلمية. بعد ذلك تأتي الأهمية البالغة للزيارة كونها ستضع اللبنات النهائية على بناء صرح العلاقة الاستراتيجية الجديدة بين سورية وتركيا كما ستكون أمام مراجعة هادئة ورصينة للاتفاقات السابقة وإصلاح ما أفرزته من وقائع بعضها كان غير مجدي لتطوير التعاون وتحقيق مصالح الطرفين بالإضافة لتوقيع مزيد من الاتفاقيات في مجال التعاون الاقتصادي. إن زيارة الرئيس للجارة تركيا تجيء وقد أعلنت تركيا وقوفها ضد كل ما يمس سورية، وبعد أن أعلنت رفضها للتهديدات الإسرائيلية، ناهيك عن موقفها المعلن من حصار غزة والتعديات الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وهذا كله يمهد الطريق لزيارة ناجحة ومثمرة على كل الأصعدة. كما أن لقاءات السيد الرئيس بكبار المسؤولين الأتراك ستعكس نفسها في مجمل النتائج المتوقعة للزيارة التي باتت تقع بين رؤساء البلدين بشكل دوري وشبه سنوي. وفي رصد أبعاد الزيارة يأتي الحديث عن معالجة الآثار الناجمة عن عقابيل الانفتاح بين الدولتين وإمكانية بروز بعض السلبيات المرتبطة بعدم التكافؤ في مستوى التطور والنمو في قطاعات محددة جرى ترسيم التعاون فيها وترك التنفيذ وإمكانياته للمختصين من البلدين.ستكون اسطنبول مكاناً لإقامة السيد الرئيس وعقيلته وهذا يعني أن الزيارة تتخطى الرسميات أو الشكليات كون اسطنبول ليست العاصمة ولطابعها الشعبي بخلاف الرسمي. الصديقة تركيا على موعد مع رئيس الدولة الأقرب لتركيا، والأقرب لوجدان وقلب الشعب التركي. Zead51@hotmail.com