خبر : أربع احتمالات خلف... نعومة خطاب عباس حيال حماس...!! .. بقلم:عماد عفانه

الأحد 25 أبريل 2010 11:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أربع احتمالات خلف... نعومة خطاب عباس حيال حماس...!! .. بقلم:عماد عفانه



بشكل غير مسبوق وبطريقة لم نعهدها في خطاباته خلى خطاب محمود عباس الذي ألقاه بالأمس أمام اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح من أي ألفاظ هجومية مباشرة بحق حركة حماس من قبيل الانقلاب والظلامية أو موافقتها على الدولة ذات الحدود المؤقتة، رغم إشاراته الكثيرة على ارتباط قرارها بجهات خارجية، وتحميلها مسؤولية استمرار الانقسام. حيث كان من اللافت تكرار عباس لرغبته في إنهاء الانقسام وفي التأكيد على أن يده ممدودة للمصالحة، وفي لغته التصالحية ليس مع حماس فحسب ولكن مع كل الفصائل التي ورد ذكرها في خطابه. ولا أريد الخوض كثيرا في تفاصيل فيما قاله عباس حيث أظنكم سمعتموه وتابعتموه، ولكن ما أريد التركيز عليه هنا في الأسباب التي دعت عباس لهذه النعومة تجاه حماس، والدلالات السياسية لهذه النعومة غير المسبوقة في خطاب عباس : أولا: أظنكم شاهدتم كيف اتهمت حماس عباس وعزام الأحمد وفريقهم من حركة فتح بالمشاركة والتحريض على شن الحرب الأخيرة على حركة حماس، وذلك لما كان من اللغة الهجومية اللا وطنية التي اتبعها عباس وفريق المقاطعة تجاه حماس قبيل وأثناء الحرب على غزة، الأمر الذي وضع المقاطعة وحركة فتح في موقف محرج جدا أمام شعبنا الفلسطيني وأمام شعوب ودول العالم، الأمر الذي دفع العديد من الدولة والقوى الشعبية والشخصيات الوازنة إلى اتهام عباس وفتح إن لم يكن بالمشاركة فبالتواطؤ والتحريض على الحرب على غزة، ما افقدهم كثيرا من شعبيتهم في الداخل وشوه صورتهم أمام شعوب العالم. لذلك نتوقع أن أحد أسرار النعومة غير المسبوقة في خطاب عباس تجاه حماس وخلو خطابه من الألفاظ التي اشتهر بها والاتهامات المباشرة بالانقلاب والتآمر والظلامية ...الخ نابع من يقين عباس الأكيد بقرب جولة أخرى من الحرب على غزة.  وبما أنه لا يريد أن يوضع وحركة فتح في خانة الاتهام بالتآمر أو التواطؤ أو حتى التحريض على هذه الحرب، لجأ عباس إلى خطوة استباقية يُشهد فيها شعبنا الفلسطيني وكل المتابعين للشأن الفلسطيني أنه مد يده بإصرار لحماس للمصالحة وإنهاء الانقسام.  وبما أنه يتوقع أن ترفض حماس المصالحة معه بالشروط الأمريكية والرباعية، فسيسعى ومن لف لفه من الفصائل والأنظمة إلى تحميل حماس وحدها مسؤولية شن الحرب القادمة على غزة. ثانيا: ربما يدل خطاب عباس على خطورة وعمق المأزق الذي يمر به عباس وفريقه اثر إصرار نتن ياهو على سد أي أفق لمفاوضات حقيقية تفضي إلى وقف الاستيطان أو وقف تهويد القدس أو الانسحاب الحقيقي من مدن الضفة . وبما أنه لا ملجأ ومنجأ لعباس وفريقه من نتن ياهو الذي يهدد الوجودية والكيانية لسلطة عباس بقراراته والتي كان آخرها طرد عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة المحتلة، سوى بالاحتماء بعمقه الشعبي، فأراد أن يصنع لنفسه خط رجعة يحتمي به من تغول نتن ياهو ومخططاته الابتلاعية. ثالثا: ربما أراد عباس من هذه المغازلة الخشنة لحماس في خطابه - فهو في حين لا يوجه لها أوصاف واتهامات تعمق شقة الخلاف، يواصل الغمز واللمز بارتباط قرارها بالخارج، ويحملها مسؤولية إنهاء الانقسام، بل ويفتئت عليها بالتنكر لما اتفقت عليه مع أحد وزراء الدول العربية الوازنة، وهو يشير بذلك إلى لقاء خالد مشعل مع وزير خارجية المملكة السعودية سعود الفيصل- أن يوجه رسائل ليس لحماس برغبته الحقيقية بالمصالحة، وإنما رسائل إلى نتن ياهو بأن خيار الانسداد على جبهة المفاوضات ربما يدفعه لخيار المصالحة مع حماس وفصائل المقاومة، وهو خيار لو صدق عباس لكان عليه اللجوء إليه سواء نجحت مفاوضاته مع نتن ياهو أو فشلت. رابعا: ربما أراد عباس من هذه المغازلة الفظة لحماس، وهذا الافتراء المفضوح على حماس وعلى خالد مشعل وتقويله ما لم يقل عن قبوله بحل الدولتين، ربما يمهد عباس لنفسه للدخول في المفاوضات غير المباشرة المرشحة الانطلاق الشهر القادم على وقع غرس الجدار العنصري، وعلى هدير جرافات وبلدوزرات العدو وهي تزرع المغتصبات في أراضي الضفة والقدس، وعلى أنغام قنابل الغاز والرصاص الذي يخترق رؤوس وصدور شعبنا الغاضب على حواجز المحتل. والتمهيد لتمرير لحل الدولتين وإثارة غبار الإيحاء بموافقة حماس الخجولة على حل الدولتين، وللإمعان في تثبيت هذا الحل قد يلجأ عباس لوضعه كأحد الشروط الإضافية لإتمام اتفاق المصالحة. إلى ذلك من المؤشرات التي ربما تقوي من حظوظ وقوع جولة أخرى من الحرب على غزة هو: -         أن العدو المحتل قام بالحرب على غزة 2008-2009م ودمر غزة وقتل وشرد وارتكب الجرائم ببث حي ومباشر فلم يحرك ذلك دولا أو جيوشا عربية أو إسلامية لإنقاذ غزة ورد العدوان وسكين الجزار الصهيوني عنها، ولم نسمع سوى الشجب والاستنكار، وحتى تقرير غولدستون الذي أدان دولة الكيان ها هو يدخل دهاليز النسيان. فما الذي سيمنع إذاً العدو المحتل من ارتكاب جرائمه ضد غزة مرة أخرى وبصورة اشد بشاعة وبشكل أكثر دمارا وإيلاما، وهل الذين لم يتحركوا لإنقاذ غزة في الجولة الماضية سيتحركون لإنقاذها في الجولة القادمة، بالتأكيد لا. -         أن العدو المحتل قتل واعتدى واستباح حرمة شعب بكامله ولم يتحرك أحد من أنظمة العهر العربي، ولم تتحرك كذلك من تسمي نفسها قوى الممانعة والمقاومة، فهل سيتحرك هؤلاء الأموات حتى لو قام العدو بنسف المسجد الأقصى وأقام هيكله مكانه، فما بالكم بجولة أخرى من العدوان الروتيني على غزة..!! -         عدم وجود ضوابط في حرب العدو على الجبهة الفلسطينية الأمر الذي تثبته المناوشات التي تقع بين المقاومة وقوات الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة قد يغري العدو لارتكاب حماقة أخرى بحق غزة. -         وفي أفضل الاحتمالات يمكن أن يقوم العدو بشن عدوان جديد على غزة ليفتح حالة الانسداد السياسي القائمة في المنطقة في ظل رفضه للشروط الأمريكية، وبهدف خلق وقائع جديدة من أجل تسهيل فرض سقف معين لأي مفاوضات قادمة . -          لا يستطيع كيان العدو خوض حرب على ثلاث أو أربع جبهات دفعة واحدة، ويرجح الخبراء ن يسعى لتحييد جبهة أو اثنتين قبل التفكير بأي عدوان على إيران، وبما أن  جبهة غزة هي أضعف الجبهات في نظر العدو، فمن المرجح أن يمهد العدو لحربه على إيران بالحرب المدمرة على غزة، وذلك لتحقيق عدد من الأهداف: 1-    تجرب فيها أسلحة جديدة. 2-     أو تدرب أجهزتها وضباطها بشكل عملي وميداني على سيناريوهات معدة مسبقا. 3-    أو تلقي الرعب في صدور أعدائها العرب والإيرانيين وقبلهم حزب الله المتأهب للحرب. 4-    أو تلفت الانتباه عن جرائمها المستمرة في الاستيطان وتهويد المقدسات وتشكل غطاء لإنهاء مخطط بدأ منذ زمن بعيد، وتعمل من خلاله على خفض السقف العربي والفلسطيني في أي مفاوضات قادمة. 5-    ترسخ واقعا يخدمها في التعامل مع القضية الفلسطينية أو ما تبقى منها لجهة إنهائها.