قصة من وحل الواقع في صيف العام 2004 ، اتصل بي تاجر العقارات ورجل الاعمال اللبناني محمد منصور ، المقيم في مقاطعة بريتش كولومبيا ، ودعاني لحضور " لقاء خاص " مع وزير الخارجية الكندي السابق السيد بيل غراهام ، أحد ابرز قادة الحزب الليبرالي والدبلوماسي المتمرس . ويبدو أن السيد الوزير أراد ان " يلتقي مع عدد محدود من مؤسسات الجاليات العربية والاسلامية "، كما قال محمد على الهاتف، خاصة في ظل حمى المعركة الانتخابية التي كانت تشهدها البلاد . قال ايضا ، ان اللقاء سيجري في فندق فانكوفر الذي يحمل اسم المدينة الجميلة على ساحل المحيط الهادئ.. قال وهو يلهث كأنه شاهد حادث سير مؤسف : الاجتماع مع الوزير مهم كتير كتير، وما بدنا نكون عرب هه . أبو الخل ، بلييز ، إيه؟! قلت له : شو قصدك ؟ يعني ما نتأخر؟ قال: شوف خيّ، الاجتماع مع قيادات الجالية ، ما بدنا حيالله ناس ، يعني وطبعا، ما لازم حدن يتأخر! قلت: بس انا مش قائد . ولا يمكن محسوبك يحضر ع الوقت ، ارجوك فتش عن واحد غيري! انتفض صوت محمد. وبعد جدل ونقاش ، هتف كمن وجد حلاً لمشكلة كبيرة ، قال: طيب تعال باعتبارك صحفي ياخيّ! قلت له : بس أنا مش صحفي! صاح في يأس : شو يعني؟ بدك قل للسيد الوزير داعيين معنا جماعة السيد حسن؟! ( ملاحظة: أي شخص يناصر المقاومة في أي مكان في هذا العالم، يكون في عرف الصديق محمد منصور ، من جماعة السيد حسن!) وتابع محمد: بلييز ، أبو الخل ، تعال. إيه؟! **** في الطريق الى الاجتماع خطر لي ان أتصل بشاب جزائري أسمه " فريد " . هذا الاخ تحمل معاناة كبيرة وعاش حياة كلها قلق وحسرة وألم . ليس وحده وحسب، بل ومعه زوجته الكندية وطفلته الصغيرة، وهو يواجه منفردا قرار ترحيله القسري من كندا الى الجزائر. كان " فريد " يعمل في مصنع للزجاج بمنطقة " بيرنابي" ويدفع الضرائب باستمرار . قال انه لم يخالف القانون قط. ويفاخر انه لم يرتكب مخالفة سير واحدة طوال وجوده في كندا! حين سالته عن مصيره لو رحلوه فعلا الى وطنه الجزائر؟ أجابت يده بالنيابة عنه ، حز رقبته ، أكثر من مرة ، ذهابا وإيابا. وفهمت منه ، أن العودة للجزائر تعني بالنسبة له شيئا واحدا: الموت الاكيد! قلت له : فرصة يا فريد. تعال وحدث الوزير عن مشكلتك. قال : ماذا سيفعل الوزير؟ نحن لسنا هناك ، وهنا ، القانون هو القانون. تذكرت محمد منصور، فقلت له: تعال باعتبارك صحفي ! وبعد جدل على الهاتف وافق فريد . والتقينا في مقهى بالقرب من الفندق حيث الاجتماع الموعود مع الوزيرغراهام! **** حين دخلنا من بوابة الفندق الرئيسية، راينا مجموعة من الاخوة العرب والمسلمين وقفوا في منتصف القاعة ( طبعا كلهم رجال) وكان بعضهم يرتدي زي رجل الدين. كانوا من كل الطوائف تقريبا، وعرفت منهم السيد اسماعيل الخليقي ، من العراق ، واحد العلماء الشيعة في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف والمحتل، وهذا له قصة تروى! اعتقل السيد الخليقي في مطار فانكوفر وأودع السجن . الحكومة وزعت زوجته واطفاله على بيوت خاصة تابعة للدولة " بهدف تقديم الرعاية لهم " كما قيل لي لاحقا في مخفر الشرطة.، وقامت مجموعة من الشباب ومعها قوى التضامن مع اللاجئين والمهاجرين، بالتظاهر والاعتصام يوميا أمام السجن ومتابعة قضية الرجل في المحاكم والقضاء حتى لحظة الافراج عنه وتحرره من الاسر. خرج السيد اسماعيل الخليقي من السجن بعد شهر او أقل ، ثم أصبح الرجل المدير العام للمدرسة الاسلامية ويشرف على احدى الحسينيات في منطقة " سري" بمقاطعة بريتش كولومبيا . والان ، بعد اقل من سنة ، ها هوذا الرجل يكون على رأس المدعوين إلى " اللقاء الخاص جداً " مع السيد الوزير بيل غراهام. سلمنا بحرارة . طبعا ، كما يفعل العربي حين يلتقي أخيه العربي، ، يقبله على الخد ، او الراس ، او الانف، او كلها معا ، يحضنه، ثم يساله عن كل شئ ، في دقيقة واحدة ، عن الصحة والاولاد والعمل والدراسة والاسعار والاهل، يربت على كتف جاره ، وكل ذلك يجري في صخب عربي وشرقي معروف ، وهذه ليست عادة ضارة ابدا ، حتى لو بالغ البعض فيها، حد الاحتراف احيانا ! ****** كان محمد مثل " ام العروس" كما يقال ، يهرول في القاعة و" معجوق " على الاخر، يرتب اسماء المجموعة ويحدد لنا ارقامنا ومكان جلوسنا على الطاولة. وحين راى سحنتي والى جانبي صديقي " فريد " حرّك رأسه مثل هندي يغني موالا لحبيبته، فهمت انه عاتب واسف وحزين. وحين اقترب مني ، راح يهمس في زر قميصي ، وهو يناولني " رقمي " : مين الاخ يللي معك؟ قلت : صحفي عربي من الجزائر. قال كانه لم يسمعني: طيب، صحفي ، ايه؟ وتابع : انت رح تؤئعد مقابيل الوزير . هون . بلييز ابو الخل! سالته: وفريد؟ قال : فريد معي. حدك. ما تخاف. وقفت أتامل الغرفة، ورأيت الوجوه العربية على جهتي من الطاولة، كانوا عشرة تقريبا ، من المغرب ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق والجزائر. جاءا لطرح قضاياهم واوجاعهم على مسمع الوزير ، حتى يحظى الحزب بدعم الجالية العربية والاسلامية ، في الانتخابات القادمة التي صارت على الابواب. **** في الموعد المحدد تماما دخل السيد الوزير غراهام وبصحبته مسؤولي الحزب الليبرالي في المقاطعة ومدير حملة الانتخابات للحزب. والمسؤول عن ( ملف اصوات العرب) وهو من أصل باكستاني! سلموا علينا وهزوا رؤوسهم ، تمتموا بكلمات تشبه مضع العلكة والغمغمة ثم جلسوا! وبدأ الاجتماع. محمد منصور هو الذي وقف وحيا الجميع ، وطلب من السيد اسماعيل الخليقي ان يبدأ الاجتماع بقراءة أيات من الذكر الحكيم! قال محمد : حتى تكون جلسة مباركة. وقرأ السيد اسماعيل الخليقي ايات من القران ، كانت كلها تدعو للتراحم بين البشر ومخافة الله وبناء جسور الرحمة بين الشعوب والقبائل. الوزير كان يهز راسه وقد بدت عليه علامات الخشوع والايمان والرضى. وقف محمد مرة اخرى ورحب بالوزير وقادة الحزب الليبرالي وقيادات ومؤسسات الجالية العربية والاسلامية. ثم طلب من الجميع ان يصغوا باهتمام لحديث السيد الوزير غراهام . لم ينسى محمد ان يشكره لانه اهتم بشؤون الجالية العربية والتي " بلا شك تؤيد الحزب الليبرالي" . هكذا كان " التاجر اللبناني " في محمد هو الذي يتحدث اكثر من " محمد البيروتي " لكنه ظل يغمز ويتعجل نتائج اللقاء مع غراهام ، يريدها مقدما ، والان، حتى قبل ان ينطق الوزير بكلمة واحدة. وبدأ السيد بيل غراهام حديثه عن بلدنا الجديد، كندا، باعتبارها دولة تأسست وأقيمت على الهجرة ودور ومساهمة المهاجرين في بناء الدولة. قال غراهام : كلنا ، هنا ، في نهاية الامر ، كنديين ومهاجرين الى هذا البلد، كندا وطننا ، ندافع عنه ونحميه ، ونريده ان يكون في المقدمة بين مجتمعات العالم. بل ونكون في الصف الاول ، وتحدث الوزير عن التسامح ومجتمع تعدد الثقافات حيث ننعم جميعنا فيه بالخيرات والحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون. قال الوزير لا شك لدي ان الجالية العربية مهتمة بالوضع في الشرق الاوسط ، وعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، والمشكلة ،هناك ،هي التطرف والارهاب ، العنف في العالم العربي والاسلامي هو امر مخيف، وقال ايضا ، كندا تحاول تقديم يد العون والمساعدة للمسلمين في افغانستان والدول الفقيرة الاسلامية وغيرها. واتحفنا الوزير أكثر حين اخبرنا كيف قضى عطلة الاسبوع الماضي بصحبة صديقه شمعون بيرز حيث شاركة مائدة الغداء في القدس. كشف لنا الوزير عن " حكمة " قالها صديقه بيرز ، وكلمة اعتبرها غراهام عميقة في معانيها، اذ قال له بيرز : الحوار يجري بين الاعداء ، وليس بين الاصدقاء. ووافق غراهام على هذه الحكمة فورا، نعم ، قال ، لا بد من الحوار. وشدد على ضرورة الحديث وتبادل الرسائل! وذكرنا ان أمن اسرائيل هو مسالة حيوية ، بالنسبة لكندا، وتامل الوزير قيام دولة فلسطينية ، الى جانب دولة اسرائيل وتكون ذات تواصل جغرافي وقادرة على النمو والحياة! قال غراهام: نحن نعتبر الولايات المتحدة وكندا شركاء في كل شئ تقريبا ، لكن نحن نعرف ما معنى ان يذهب اجنبي الى بلد مسلم ، مجتمع له تعقيداته الكثيرة ، الشرف والعادات ، انا اعرف ذلك لانني زرت المنطقة مرات كثيرة وتجمعني علاقات صداقة واسعة مع الدول العربية ، والمرأة تعني اشياء مختلفة بالنسبة لكم ، اليس كذلك؟ وان ياتي رجل غريب الى بيتك ، هذه مسالة غير مقبولة ، في تلك المجتمعات ، وامر مرفوض. وهكذا هي المجتمعات المحافظة ( ,شدد على تعبير محافظة) لانها اقل استيعابا للتغيير. بينما الوزير غارق في الحديث ، مررّ احد الاصدقاء قصاصة ورق ، ودفعها نحوي ، وكتب عليها سؤالا باللغة العربية : كم مرة شتمنا الوزير حتى الان؟ كتبت له على ظهر الورقة : 100 مرة ، على الاقل، لا تعد! لكن الوزير واصل حديثه عن الحرية والاعتدال وصورة كندا، وعن ضرورة جلب الاستثمارات العربية لاننا نقدم الخدمات ذاتها الموجودة في الولايات المتحدة ، بل وافضل منها ، وأوصى الوزير الجالية العربية والاسلامية للانخراط والمشاركة في السياسة الكندية وفي العمل الحزبي والعام. لكن بعيدا عن التطرف ، فنحن ضد ما تقوم به حماس وحزب الله والقاعدة . وختم الوزير كلامه بالقول: انا هنا لاستمع ، لا لاتحدث. ولم ينسى تقديم الشكر لنا لإهتمامنا باللقاء معه ومع قيادة الحزب الليبرالي ودعمهم في الانتخابات. ( أو هكذا افترض السيد الوزير) ******* بعد ان انهى الوزير حديثه ، وقف وقف محمد منصور ، ولا اعرف لماذا طلب مني ان اقول " كلمة قصيرة " وقد عرّف بي " بالاخ الصحفي الفلسطيني " . ورايت في عيني محمد رجاء الارض كله . تذكرت كم مرة قال لي : بلييز ، ايه؟! ولا اعرف لماذا بدأت أسال الوزير واقول له : عليك أن تاخذ بنصيحة صديقك بيرز، هو عدو لنا على اي حال ولكن لا باس، فلماذا لا تقيموا حوارا مع السيد حسن نصر الله والمقاومة في لبنان؟ لماذا وضعتم حزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية على قوائم الارهاب في كندا ؟ انت تعرف ان المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟ ولماذا تذهب كندا الى افغانستان ، وغيرها ، ترسل قوات عسكرية وتشارك في الاحتلال لبلد مسلم وتقتل المدنيين والبسطاء؟ كم انفقت كندا على الحرب؟ تصرف حكومتكم بلايين الدولارات على الحرب بينما يعيش مئات الاف ، هنا ، تحت خط الفقر ، ويعاني السكان الاصليين الويلات والمصائب في محمياتهم ، وهي مخيماتهم في الحقيقة، لاجئون في ارضهم! وقلنا للوزير: لماذا يمنع هذا الرجل الجالس هناك ( واشرت لفريد ) ان يعيش حياة كريمة وهادئة وهو مهدد بالطرد والابعاد ، هو وعائلته؟ واكثر من خمسمائة جزائري في مونتريال وحدها يناضلون من اجل البقاء في كندا ولم يرتكبوا اية جريمة سوى انهم عرب!؟ لماذا لا تكترث بلدنا يا مستر غراهام بالقانون الدولي والذي تعرف انه يجرم العدوان ويحرم الاحتلال والابادة الجماعية ؟، اليس ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي هو الارهاب الوحيد؟ هذا الارهاب يبرره يوميا صديقك العزيز شمعون بيرز الذي يبدو واضحا انك تحترمه جدا وتكرر حكنه عن الحوار؟! وقلت : كلنا هنا، نؤيد المقاومة ونؤيد قائدها السيد حسن نصر الله. صحيح انكم فصلتم قوانين خاصة بالعرب والمسلمين، هذا الامر يسمى عنصرية . انت تعرف اكثر مني ان لا علاقة بين امن اسرائيل وامن كندا. وقد تكون هذه الحقيقة مزعجة لك ، ولكني دعني اصارحك اكثر : انت في ضيافة انصار السيد حسن نصرالله في كندا! قلت ما قلته ، ولم اكن اعرف انني فتحت عش الدبابير على أخره : وقيل للوزير اكثر مما قلت له بكثير، عن ما يجري في العراق وفلسطين ولبنان. كانوا موحدين في مواقفهم واصواتهم ، رغم اختلاف لهجاتهم وزيهم وطوائفهم. وبدأ الوزير بالتراجع امام وحدتهم، اعتذر اكثر من مرة ، ان كنا اسئنا فهمه. قال : لسنا نحن من وضعنا حزب الله على قوائم الارهاب، وبرر ذلك بان القرار اقتصر على الجناح العسكري للحزب فقط! * لم تكن حسابات الوزير موفقة تماما. لم يكن يتخيل اصلا انه سيقال له كل هذا واكثر. نحن مع فلسطين والمقاومة ومع حسن نصرالله ! بوضوح شديد وبدون لف او دوران . وتغيرت لهجته ، صار يتحدث بلغة اخرى. راح ينتقد الموقف الامريكي ، قال : انا شخصيا نقلت للولايات المتحدة رفضنا لاحتلال العراق ونعتبره خطأ. وقال : نحن مع الدولة الفلسطينية المستقلة ( دون تعبير و" التي تتمتع بالتواصل الجغرافي" و " الدولة القابلة للحياة " )، قلنا له نحن مع التحرير وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم ، ولم يشير الرجل لشمعون بيرز ، او يعتبره صديقا له ، ونحن بدورنا احترمنا ذلك. وقلنا له : يجب محاكمة قادة اسرائيل في محاكم دولية. وقف " فريد " وتحدث باللغة الفرنسية . شرح للوزير الاوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها بلاده ، وسمى له الاتفاقيات التجارية الموقعة بين كندا والجزائر ، بالاسم والتاريخ . كان فريد يتحدث بطلاقة صحفي محترف ومناضل حقيقي عجنته التجربة. قال له ، ان الاتفاقيات بين كندا والجزائر وصلت الى بليون دولار سنويا. يسمح للغاز والبضائع الكندية والجزائرية بحرية التنقل بينما يمنع الجزائري - الانسان - من هذا الحق؟ هل البضائع ، في قانونكم ، أهم من البشر؟ نسى فريد " قضيته " لانها " بدت صغيرة وتافهة " في نظره كما قال لي لاحقا. وتحدث عن الارهاب والتطرف الذي سببه الاستعمار وغياب العدالة والديموقراطية والتوزيع العادل للثروة . وقال له " في الوطن العربي هناك انظمة فاسدة تكرس التبعية للغرب وتقمع شعوبها ، وانتم تساندوا هذه الدول وتدعموا دولة تحتل فلسطين وتمارس المجازر بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني". حتى محمد منصور جمع قواه وقال للوزير: اسرائيل تحتل مزارع شبعا اللبنانية. وسال عن الموقف الكندي حيال هذا الامر. *****غادر الوزير وطاقمه الغرفة ، ولم يخلو الامر من كلمات العتاب وبعض الاعتذارات المتبادلة والنكات العابرة، وانتهى الاجتماع مع الوزير على نحو بارد . دعم " الحزب " كان هو الحقيقة الوحيدة الباردة في الغرفة. ويتفرق الجمع مرة اخرى ، يوزعهم هذا العالم الى طبقاتهم وطوائفهم وعوالمهم الصغيرة، المهم انهم قالوا ما في رؤوسهم وصدروهم دفعة واحدة. ولا شك انهم شعروا بقوة خفية تظلل المكان. ربما لانهم لم ينكروا مساندتهم وحبهم وإحترامهم للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ربما لهذا الامر تحديدا صار الوزير غراهام يحترم عقولهم ومشاعرهم، او يمثل انه يفعل ذلك على الاقل ، ويصغي لحديثنا ويأخذه على محمل الجد. ربما إكتشفنا ، في تلك الساعة ، كم هي كبيرة هذه المقاومة وحاضرة بيننا، نستمدها من شموخ الشباب والمقاتلين على تلة عنيدة في الجنوب ، وخلف متراس يقاوم على حدود غزة المحررة . من ارادة فريد والسيد الخليقي والاخرين ، انها المقاومة ، كلمة السر الوحيدة ، التي تجمعنا ، من المحيط الى المحيط الى المحيط ، وتمنع انقسامنا وتعجل في تحررنا ، رغم كل هذه الجروح والقروح في الوطن الكبير.