خبر : ماذا قال كنفاني عن " الشاعر " ياسر عبد ربه؟! .. خالد بركات

الخميس 22 أبريل 2010 06:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا قال كنفاني عن " الشاعر " ياسر عبد ربه؟! .. خالد بركات



كتب الشاعر الفلسطيني المعروف عز الدين المناصرة مقالاً مطولا ً نشره في مجلة " الهدف " الفلسطينية وحمل عنوانا لافتا يقول: " الهدف : حبي الاول " . ونشرت المقالة في ذكر استشهاد غسان كنفاني قبل عشرة سنوات تقريبا ، كجزء من ملف خاص ، أعدته المجلة عن مؤسسها الشهيد وتأريخا لمسيرة المجلة الناطقة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكي تكون اطلالة متجددة على المشهد السياسي والثقافي الفلسطيني بعيون واقلام من عاشروا تجربة غسان وكتبوا وساهموا في بناء صرح " الهدف " وكذلك عرفانا لمن شاركوا في حملها الى قواعد المقاتلين الفدائيين وجموع المثقفين والعمال والطلبة ، في عمان وبيروت ودمشق وفي داخل فلسطين المحتلة.. كان الشاعر المناصرة يستعيد أيامه مع الشهيد غسان كنفاني ويشحن ذكرياته في مقال رائع عن " الهدف، حبه الاول " ويناجي طيف صديقه الذي خطفته عبوة صهيونية ناسفة ، زرعها الموساد الاسرائيلي في سيارته ، فاغتاله وقتل " لميس " ابنة اخته ( 16 عاما ) . كان الشهيد قد بنى المداميك الاولى للدائرة الاعلامية المركزية في الجبهة وأسس مجلة الهدف عام 1969 وظل يرأس تحريرها حتى تاريخ استشهاده يوم الثامن من شهر تموز عام 1972 في حي الحازمية ببيروت. في تلك المقالة ، يتناول الشاعر المناصرة شخصية غسان – الانسان – الصاخب المثابر ، الاستثنائي والعادي البسيط ، الذي يعرف دائما " اخر نكتة عن الخلايلة " ! ( والمناصرة من الخليل ) فيبادله نكتة مضادة عن " العكاوية " ، وهكذا.. ويذكر قصة طريفة حدثت بينه وبين غسان كنفانين طرفها الثالث السيد ياسر عبد ربه: يروي المناصرة عن غسان وزياراته المستمرة الى القاهرة . حيث يلتقي مع عدد من المثقفين المصريين والعرب ويناقش رواية جديدة او مجموعة قصصية ، يبحث في شؤون الثورة الفلسطينية والتحديات التي تعترض المقاومة الفلسطينية ، ويلبي دعوة مفتوحة من الطلبة الفلسطينيين في مصر. في تلك الفترة ، كان السيد ياسر عبد ربه " يقرض الشعر " ! تخيلوا! ويريد ان يصبح شاعرا كبيرا !  لكن نبؤة كنفانية خارقة ومبكرة عن مستقبل الرجل، لا تبشر بولادة شاعر  ، على الاقل، ولا شك انها كانت نبؤة صادقة عن الرجل الذي يشغل اليوم موقع أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية- جناح الرئيس ابو مازن! كان ياسر عبد ربه حانقا على غسان كنفاني ويقول للمناصرة بغضب " لماذا يرفض كنفاني نشر قصائدي في الهدف" ؟ يقول له المناصرة : عندما يحضر غسان للقاهرة إساله يا اخي. لكن عبد ربه ، المثقف اليساري الثوري الشاعري، لا يسال كنفاني، بل يطلب من المناصرة ان ينقل هو عتابه لغسان. وهكذا كان. وسال عز الدين المناصرة غسان: لماذا لا تنشر قصائد صاحبي ياسر عبد ربه؟ فأجاب كنفاني بجملة واحدة قالت له كل شئ ، قال ، هذا الشخص ، لا علاقة له بالشعر يا مناصرة. ويريد ان يطوعه من أجل " فلسطين " هل فهمت قصدي؟! اراد كنفاني ان يقول  : مديح فلسطين ، إمتهانا للوطن وللشعب وللقضية ، إن لم يرتبط بقيم وممارسات ثورية ومواقف يؤكدها الانسان المناضل /ة في دفاعه عن جوهر القضية ، وعن شعب سلبه العدو الصهيوني كل ما يملك . وكأن غسان كنفاني أراد أن يعلن: ان الذين يتاجرون بالكلام والمواقف لا يمكن ابدا ان يكونوا ( او يصيروا ) شعراء حقيقيين. هكذا تصيب نبؤة كنفاني المتكررة عن الشعراء . تنبأ بولادة شاعر كبير اسمه محمود درويش وتبنأ بشئ اخر لشاعر قرض نفسه.