خبر : في غزة .. محمود الحشاش

الخميس 11 مارس 2010 02:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
في غزة .. محمود الحشاش



عبارة "يحدث في غزة" أصبحت هي البداية المفضلة للكثير من الكتاب والصحفيون في الفترة الأخيرة واصفين حال هذه البقعة الجغرافية الصغيرة المحاصرة، متناولين في مقالاتهم بعض الصور من واقع قطاع غزة. هذا الكلام ليس شعور أو إحساس وإنما هو عبارة عن عشرات العناوين التي يمكن أن تقرأها ذات صباح لو فتحت مواقع الإنترنت والأخبار والمقالات."في غزة تحفر الأنفاق للتجارة وكسب المال وفي غزة لا توجد طرق سالكة وفي غزة لا تستطيع أن تشرب الأرجيلة وفي غزة لا تطبق الشريعة الإسلامية وفي غزة لا يوجد مطار وكل ذلك في غزة. وباعتقادي فان هدف الكثير من هؤلاء الكتاب ليس وصف الحال البائس بهدف إيجاد الحلول والضغط لرفع الحصار بقدر ما أنها وصفة للتشفي من جهة معينة ضاربين بعرض الحائط مصالح هذا الشعب المقهور ومستغلين حالة الانقسام لتذكية النفوس والتركيز على مواضيع محددة-لحاجة في نفس يعقوب- بدلا من الدعوة للوحدة ولم الشمل.هؤلاء الكتاب يصورون للقارئ والمستمع انه في غزة اصبح كل شئ ممكنا حتى لو أردت أن تمتلك قنبلة نووية أو أن تقيم إمارة خاصة بك، وهذا الوصف ليس غريباً بالمقارنة مع ما تبثه العديد من وسائل الإعلام والمواقع يوميا عن أحوال غزة.أنا أتساءل ألا توجد مشاكل في تونس مثلا أو لدى عرب الداخل أو في الضفة الغربية أو حتى في السويد، حتى أصبح البعض يظن انه لا توجد مشاكل إلا في غزة وان غزة ليست تحت احتلال وانقسام ومؤامرات وحصار.في غزة مثلا يقوم الأطفال والشبان بالبحث في الرمال عن الحصى وقد صور ذلك انه فقط بسبب عدم وجود عمل وبسبب الفقر-وهذا صحيح- لكن ليس الفقر هو السبب الوحيد والمباشر لامتهان هذا العمل، بل إن أكثر العاملين في هذا المجال يطلبون الكسب المادي وزيادة الدخل نظرا لحاجة سوق البناء لذلك.أقول ألا يكفي غزة حصارها من البحر والبر والجو، ألا يكفي غزة أنها ممنوعة من السفر، ألا يكفي غزة أنها مهددة بالحرب، ألا يكفي غزة أن أبنائها لا زالوا يبحثون عن مسكن يؤييهم بعد أن هدمت منازلهم. أخبرت صديق بما يدور بداخلي فابلغني أن ذلك يذكره بإحدى المسرحيات التي اعترف فيها الممثل خلال تحقيق أمني انه السبب في كل مشاكل العالم ومن ذلك انه كان سببا في هزيمة منتخب السعودية من منتخب ألمانيا في كاس العالم وفي احتلال البوسنة.أقول لكم اصمتوا عن غزة قليلا وإذا كنتم ترغبون في الإصلاح فلتكن كتاباتكم عن الوحدة والصلح والانتباه لقضايا الشعب المصيرية وعلى رأسها قضية القدس التي تهود والمستوطنات التي تزحف.