خبر : رجال الله و'اولاد دايتون'! ... محمد صادق الحسيني

الإثنين 08 مارس 2010 01:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
رجال الله و'اولاد دايتون'!  ... محمد صادق الحسيني



رغم كل الذي حصل ويحصل منذ تموز العام 2006 وما تلاه في كانون 2009 فان ثمة قلة من اشباه المثقفين المنتشرين في بعض اقاليمنا العربية والاسلامية من لا يزال يشكك في مقولة ان زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات! ونحن هنا لسنا بصدد اقناع هذه القلة ممن ارتبطت مصالحهم بالاجنبي او انهم لا يزالون مسحورين او ’مشفرين ’ بالعقلية الكولونيالية التي لا ترى الاقدار الا من بوابة ’الرجل الاستعماري الابيض’! فهؤلاء قد تحولوا الى مجرد ’خلايا تائهة’ تبحث عن جسم يحتضنها حتى لوكان جسم نمر جريح بل ولو نمر من ورق ، ولن يمر وقت طويل حتى تتساقط كاوراق الخريف، عندما يحين وقت الحصاد! ولما كان الزمن يداهم الجميع فانه لا وقت كثير لدينا لندخل في جدل نعتبره عقيما مع اي احد، حول ما اذا كانت هذه الخطوة او تلك من الخطوات التي يعمل عليها ’رجال الله’ تزعج هذا النظام العربي او ذاك، بقدر ما اذا كانت تقربنا من الهدف النهائي ام لا، الا وهو تفكيك النظام العنصري الصهيوني سلما او حربا، بعد ان ثبت بالبراهين القاطعة وعلى مدى جيلين على الاقل بان الخطر الدائم والداهم على استقلال وحرية وسيادة وتنمية بلداننا العربية والاسلامية هو تلك الغدة السرطانية التي اسمها اسرائيل! لقد انتظم المشهد الدمشقي الذي ظهر على التلفاز بقامات سادة المقاومة والممانعة الثلاثة ومن ورائه اللوحة الطهرانية الداعمة وما بينهما من ’ديبلوماسية حياكة السجاد’ لارسال رسالة واضحة وصارمة للعالم لا لبس فيها هذه المرة الا وهي اننا كنواة عربية واسلامية صلبة قد قررنا بالفعل صناعة ’شرق اوسط’ جديد حقا - ما داموا مصرين على تسمية منطقتنا كذلك - ولكن من النوع العربي الاسلامي بامتياز! وحتى تكون اللوحة كذلك، فهي يجب ان تكون من دون اسرائيل، وهي ينبغي عليها ان تضم الى جانبها كلا من العراق المقاوم وتركيا الممانعة، وهو ما يتم عليه العمل ليل نهار من قبل كل القوى الحية في الامة وهذا هو ما يزعج المحور الاسرائيلي الامريكي وخلاياه التائهة في الصحراء كما في الجبال! وما تتعرض له تركيا اردوغان من مناوشات اومناكفات اومؤامرات انما هي محاولات يائسة لمنعها من المضي قدما نحو اخذ موقعها الطبيعي في هذه اللوحة المرتجاة! واما العراق الجريح والمستباح والمفخخ باشكال وانواع عجيبة وغريبة من انواع بطانات الاحتلال المخاتلة سواء تلك التي تحاول حماية نفسها بالعملية السياسية او تلك التي تحاول التستر بخيمة المقاومة، فان زمن الحسم والاختيار قد اقترب لاولئك جميعا فاما ان يكونوا مع البوصلة التي تتجه نحو فلسطين المحتلة او سيكون مصيرهم الالتحام مع الاحتلال والتماهي معه، ومرحلة ما بعد الانتخابات ينبغي ان تكون الحاسمة، والا سنخسر العراق ومن يخسر العراق لن يتمكن من تفكيك دولة اسرائيل، لا سلما ولا حربا! ان قدر هذه الامة ان تقف مع فلسطين، فهي القبلة السياسية الاولى والاخيرة، ولا مجال لاحد للدفاع عن بلده او قطره او عشيرته او قبيلته او امارته الا بان يكون مع فلسطين، حتى اولئك المتشدقون بلبنان اولا او ايران اولا او العراق اولا او مصر اولا لا فرق فهم في الحقيقة ليسوا من عشاق بلادهم بقدر ما هم بعشاق ثقافة العولمة الامريكية الصهيونية التي يستحون ان يفصحوا عنها امام جماهيرهم لان امرهم سيفتضح عند اذان اول فجر او مع شروق اول شمس كحد اقصى! وهذا الكلام ليس كلام عاطفة او احاسيس، بقدر ما هو استقراء لما تخطط له وتنفذه اسرائيل ’الشرق اوسطية’ المزروعة في قلب امتنا برعاية اسرائيل الاولى، المسماة بالولايات المتحدة الامريكية الانكلو ساكسونية المذهب والتاريخ والهوية! ومن لا يصدق ذلك او يشكك به، فليقرأ وثائق الكونغرس الامريكي وآلاف الوثائق والتقارير المختبئة في اروقته والتي جمعها واحد من المع علماء ’الاستغراب’ العرب الدكتور منير العكش في كتبه الثلاثة: امريكا والابادات الجماعية، وتلمود العم سام، وامريكا والابادات الثقافية! فماذا تقول لنا وثائق الكونغرس الامريكي كما يظهرها لنا هذا العالم العربي السوري المنشأ: السعوا اول من ترونه، واستمدوا حياتكم من موته ’ ارسطوفان (الزنابير) 422 قبل الميلاد! ’ما لم يتم تدمير امبراطورية السارزن (المسلمين ) فلن يتمجد الرب بعودة اليهود الى وطن آبائهم واجدادهم ’جورج بوش الجد في كتابه عن حياة محمد 1831 م ’ان قدر الهندي الذي يواجه الانكلو ساكسوني مثل قدر الكنعاني الذي يواجه الاسرائيلي: انه الموت ’جيمس بولدين نائب في الكونغرس الامريكي 1834 - 1839’ ان قدر امريكا الابدي هو الغزو والتوسع، انها مثل عصا هارون التي صارت افعى وابتلعت كل الجبال، هكذا ستغزو امريكا الاراضي وتضمها اليها ارضا بعد ارض. ذلك هو قدرها المتجلي ’ السناتور هارت بتون في خطاب له امام مجلس الشيوخ 1846 م ’اثخنوا في حناجرهم تقطيعا تحت الراية ( الامريكية) المتلألئة بالنجوم.... مدنوهم ببندقية ’ من اناشيد الجيش الامريكي! ’اللغة والدين هما خط الدفاع الاخير للهنود، ولابد من القضاء عليهما’ الكابتن براد مؤسس مدارس الهنود 1840 -1924 ’علينا ان نربي طبقة تترجم ما نريد للملايين الذين نحكمهم، طبقة من اشخاص هنود الدم والبشرة، لكنهم انكليزيو الذوق والافكار والتوجه والاخلاق والعقل ’ توماس مكولاي 1800 1859 انه هذه المرة رسول الادارة الاستعمارية البريطانية (شركة الهند الشرقية) وهي الادارة الاقرب ما تكون الى ما يعرف في بلادنا بالادارة المحلية او السلطة الوطنية العاملة تحت الاحتلال وربما ابرز تجلياتها تلك العاملة تحت ادارة الجنرال دايتون في فلسطين المحتلة! ولكن ماذا يجب علينا نحن بالمقابل ان نفعل مقابل هؤلاء الذين قرروا ان يحتلوا اراضي الغير بالقوة ويستبدلوا شعبا بشعب وثقافة بثقافة وتاريخ بتاريخ ومن ثم يقومون بتدريب سماسرة لهم من بطانات الاحتلال من بين ابناء جلدتنا ممن ما باتوا يعرفون بـ’اولاد مكولاي’ كما باتوا يسمونهم؟! يقول مايكل هولي ايغل وهو من نشطاء هنود شعب سو في العام 1996م : ’تاريخنا مكتوب بالحبر الابيض، ان اول ما يفعله المنتصر هو محو تاريخ المهزومين، ويا الله ما اغزر دموعهم فوق دماء ضحاياهم، وما اسهل ان يسرقوا وجودهم من ضمير الارض! هذه واحدة من الابادات الكثيرة التي واجهناها وسيواجهها الفلسطينيون ... ان جلادنا المقدس واحد’! اما نحن فقد قررنا ان نقول : كفى سلب اراض وتشريدا ولجوءا ومفاوضات عبثية واحتيالا ومخاتلة دولية، فقد حان وقت الجد لانهاء فعل اغتصاب ارض الغير وتفكيك معسكر الشيطان الاكبر على ارضنا واعادة كتابة تاريخ بلادنا وامتنا المظلومة من جديد بالدم الاحمر القاني على يد رجال الله الذين هم بحاجة الى الدعم الصريح واللامحدود بالمال والسلاح، ولا مكان لاولاد مكولاي الذين يريدون سد المنافذ وتهديم الانفاق على رؤوس المجاهدين ايا كانت حججهم او اوهامهم!