بدعوة من الكونجرس الأمريكي قام وفد برلماني عربي بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استقبلهم المسئولين الأمريكيين بحفاوة وترحاب ، وقد كان ضمن برنامج زيارة الوفد، مقابلة الرئيس الأمريكي آنذاك وعقيلته ، وهكذا كان ، ولكن المفاجأة كانت عندما تقدمت زوجة الرئيس لمصافحة أعضاء الوفد،الذي يقف على رأسه أكبرهم سناً ،وهو يُعتبر من شيوخ إحدى العشائر الكبيرة في بلده ، الذي قام بلف يده بطرف عباءته والتسليم على زوجة الرئيس، التي فغرت فاها لهذا المشهد الغريب بالنسبة لها ، وقد أبدت استغرابها من ذلك حين سألت المترجم المرافق للوفد العربي - هل يدي غير نظيفة ؟ و- لماذا فعل ذلك ؟؟ ولكن لباقة المترجم أنقذت الموقف حين رد على تساؤلات زوجة الرئيس " نحن العرب نعتز ونفخر بالعباءة العربية وهي تعتبر رمزا للشرف العربي ، ولأننا نحترم المرأة وزيادة في تقدير دورها ومكانتها فأن السيد رئيس الوفد قام بهذه الخطوة التقديرية لسيدة أمريكا الأولى .." !!! بالـتأكيد نحن ندرك معنى ما فعله رئيس الوفد البرلماني العربي ، خاصة عندما نعلم أنه كان على وضوء ، وهو لا يريد أن يُنقض وضوئه التسليم على زوجة الرئيس، وله في ذلك كل الاحترام . ولكن الذي لا ندركه حتى الآن هو ، أن الكثيرين من الزعماء والقادة ورجال المجتمع المخملي في العالم العربي ، صاروا يتوضئون قبل مقابلة زوجات الزعماء ونساء المهمات الصعبة والجميلات وحتى القبيحات ، ولم يتوقف الأمر عند التسليم بالأيدي بل تعداه إلى التقبيل والاحتضان ولعق ظهر وباطن اليد ..والله أعلم بما يجري في الخفاء... أنا لست متزمتاً ،ولست ممن يأبهون أو يعيرون انتباهاً لحركات كهذه، ولكنني كثيراً ما اسمع وأشاهد ردات فعل بعض المشاهدين أو المتابعين للأخبار وجولات وصولات عدد كبير من القادة والمسئولين لأقطار أخرى ،أو حين يأتي الآخرون إلى بلداننا،مما يجعلني أقف أحياناً عند بعض الفواصل وجملة التساؤلات التي يطلقها البعض حين يشاهدون ذلك ... كم هو الثمن الحقيقي للقُبلة يا ترى..؟؟ وكيف سيتم دفع هذا الثمن ..؟؟؟ وعلى حساب ومِن حساب مَن سيُدفع الثمن ...؟؟. ينصح الأطباء دائما بالتخفيف من ممارسة التقبيل وذلك من أجل منع انتقال الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل عن طريق رذاذ الريق ، خاصة وأن الكثير من الإمراض صارت في عداد المُعدية والخطيرة وتنتقل بسرعة من شخص إلى أخر. لقد درجت العادة أن يُقبل الناس بعضهم في مناسبات الأفراح والأتراح ،وذلك للتدليل على مدى المحبة والقرب والودية،وهو لا شك في ذلك، شعور إنساني طيب، وكنا نتمنى لو بقي هذا الإحساس ألبريء ،دون أن يُخضعه البعض لاعتبارات أخرى غير بريئة وغير إنسانية، خاصة حين تبدأ الكاميرات الكبيرة والصغيرة ،السرية منها والعلنية ، بتصوير حركات الشفاه وارتجاف الأنامل وقت لعق الأيادي والخدود..وكم هو منظر جذاب وأخاذ حين تمد سيدة رأسها، لكبير قومٍ، أو لشيخ عشيرةٍ ،أو لقائدٍ فذٍ من هذا الزمان ،ليطبع على صحن خدها قبلته الحرى...- اللهم لا حسد - .. وفي حديث ودي مع بعض الأصدقاء حول ما فعله رئيس الوفد البرلماني العربي، وظاهرة التقبيل المنتشرة في الزمن الحالي ، اتهمني بعضهم بأنني لا افقه بالأتيكيت الحديث، لدرجة أن أحدهم قال ، ليحمل كل واحد عباءة لكي لا تُنقض القبلة أو التسليم على النساء وضوئه .. وعلق صديق أخر بالقول " ألا تؤمنون بالمثل القائل ، بوس الأيدي ضحك على اللحى ..؟؟ " ، وفي السياق قال أحد الأصدقاء ..كنت أعرف صديقاً التقى صديقة وزميلة له بعد سنوات من عدم رؤيتها ، فأراد تقبيلها على طريقة الاتيكيت، للتعبير عن الاشتياق لها ، ولكنها صفعته على وجهه أمام المارة ، مما جعل هؤلاء المارة ينهالون بالضرب على المسكين المشتاق اعتقادا منهم انه حاول ممارسة فعل مشين مع الفتاة – الزميلة السابقة – التي هربت من المكان خوفاً من افتضاح أمرها مما حصل ،تاركة المسكين للضرب والتقريع والمسائلة.. وصار كل واحد يدلي بدلوه حتى يثبت للآخرين خطأ أو صوابية الفكرة ، لدرجة أن بعضهم ربطها بحالات إسقاطات أمنية لبعض السياسيين وقادة المجتمع ،وأن آخرين طلقوا زوجاتهم أو زوجات طلقن أزواجهن بعد أن قام بعض أصحاب النيات السيئة بتصوير مشاهد التقبيل، ونقل هذه المشاهد للمعنيين أو المعنيات بذلك... إجمالاً ، ما كُتب هنا ليس أكثر من فكرة خطرت على بالي بعدما رأيت أشكالاً من التقبيل والحَضنِِ، وتعبيرات الاشتياق والوله والمودة ، وبعدما سمعت تعليقات كثيرة على ذلك من بعض البسطاء مثلي ....!!!!؟؟؟ وأنا هنا لا أتحدث عن تلك القبلة الطاهرة التي نطبعها بمحبة على وجنتي أُمٍ أو على يد أبٍ أو على خد طفلٍ أو على وجه أُم العيال...!!!