أخي الشهيد محمود المبحوح ’أبو العبد’، اليوم الخميس 4 ربيع الأول 1431 18 فيفري 2010 ومن أمام قبر أمي السيدة رحمها الله، قرأت لك الفاتحة وترحمت على روحك الطاهرة ودعوته جل جلاله أن يرزقك الجنة وجميع شهداء أمتنا المسلمة بدءا بفلسطين وغزة ودعوته أن يظهر حقك كله وأن يقهر الصهاينة لما تجرأوا عليه من جريمة اغتيالك ’صعقا بالكهرباء’ وهذا يدل بالدليل القاطع على عجزهم على محاربتك نظرا لقوتك ورباطة جأشك وصدق إيمانك وإخلاصك، كما توسلت إليه عز وجل أن ينصر أيضا إخواننا المقاومين في غزة وهم الذين ضربوا أمثلة رائعة في الدفاع عن أنفسهم وعن أهاليهم وعن أرض فلسطين وعن الأسرى وعن المسجد الأقصى الشريف والقدس وعن كرامة الأمة وهم تحت وطأة عدو يستفرد بهم يحاصرهم ويلاحقهم في كل مكان وهو يصول ويجول في العالم، طبيعته الاستيطان والاغتيال والتهويد والتدليس وتغيير الحقائق والكذب على الخلق وهو الذي بلغ هذه الدرجة من الإجرام والإبادات البشرية وإهدار الكرامة الإنسانية بالعمل على عامل ’ربح الوقت’ لمخططاته التي يستبيح فيها كل شيء، حرمة العباد والبلاد والهويات البشرية والمتاجرة في الأعضاء البدنية للخلق واستباحة المس من حرمة العباد والبلاد أينما شاؤوا، عاملا في الوقت نفسه على تلهية الآخرين بما لا يفيدهم وبما يلهيهم عن المقاومة وعن مقاومة ظلمه لهم وسلبه لممتلكاتهم المقدسة بالدرجة الأولى وهي ممتلكات المسلمين أينما كانوا. اللهم ارحم أخينا الشهيد البطل محمود المبحوح ’أبو العبد’ وادخله في أعلى جنات النعيم وانزل الصبر والسلوان على عائلة الشهيد المؤمنين بك والمتوكلين عليك فأنت عز جاهك قاهر الظالمين المعتدين أعداء تحرير فلسطين من قبضة الصهاينة المتغطرسين جعل الله كيدهم في نحورهم ولا يضيع عند الله حق شهيد شريف مقاوم عن أرض فلسطين المباركة، أرض إسراء ومعراج خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا وعزتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. لا مجال للاستغراب، فمن أقدم على محرقة في غزة بـ’شبه’ مطر فسفوري حارق ليبيد قوما على مرأى من الكون بأسره، ثم أليس التقتيل والاغتيال من فنون الصهاينة وهم الذين جعلوا لهم سجلا حافلا بالاغتيالات للإخوة الفلسطينيين داخل أرض فلسطين وخارجها، يستبيحون حرمات الدول ويقترفون جرائم قتل على أراضيها ولا رادع لهم بل لهم حتى من يحاول ’تجميل صورتهم’ على أنهم يريدون السلام.. أي سلام يطلبه محتل لأراضي غيره ومستبيح لمواطنيها ومبيد لها، يتغاضون حتى عن ذكر كلمة وجود سلاح نووي عند إسرائيل وهو الذي أثبت تدميره للأخضر واليابس ولم تفرض عليه عقوبات وها هو تقرير غولدستون مازال في طي ال.. المستوطنات متواصلة وغيرها من جرائم الاحتلال التي يعرفها القاصي والداني والمسلم وغير المسلم. إن من أرسل ما يشبه الأمطار النارية الفسفورية على قطاع غزة من البديهي جدا أن يستعمل الكهرباء لقتل أخينا الشهيد محمود المبحوح رحمة الله عليه. وبما أن هذا الكيان الغاصب قد تمادى في عدوانه حتى بلغ تجرؤه على ’حرق الغزاويين رضّعا، نساء، شيوخا، صغارا وكبارا..’ ولم يقع ردعه من أية جهة دولية كانت، فإنه بلغ درجة عالية من الإجرام والإرهاب الدوليين وعلى نطاق عالمي وارتكب هذه الجريمة البشعة لمقاوم أراد تحرير أرضه وبلاده فليس للمحتل أن يغتصب حقوق غيره وأكثر من ذلك يدعي الدفاع عن نفسه.ثم إنه من المفروض أن شخصيات مهمة جدا بحجم أخينا ’أبي العبد’ المفروض أن توفر لها حراسة أمنية في غاية الدقة خصوصا عندما تكون خارج مكانها أي قطاع غزة. وقد اختار الصهاينة أن تكون الجريمة في هذا البلد دون تفجير نزل أو مبنى آخر بل بملاحقة هدفهم بتلك الطريقة، دخلوا للمكان الذي به الشخص ’المبرمج على القائمة لاغتياله’ بتلك الصورة المصورة وعملهم هذا لا يغطي جريمة استهدافهم للأخ الشهيد ’أبي العبد’ ولحرمة البلاد التي نفذوا على أرضها واستباحوا لأنفسهم قتل من يريدون وفي المكان الذي يريدون.وها أن قصة ’تزوير أو صحة جوازات السفر التي استعملها المجرمون’ تجعل الدول التي وجه إليها السؤال معنية وسنرى النتائج لذلك وقد تسبب ذلك في شعور غير المسلمين بإمكانية استغلال هوياتهم في جرائم من هذا النوع وفي بريطانيا التي كادت توقف ليفني بسبب جريمة الحرب على غزة. والمؤلم حقا هو تورط فلسطينيين في الاغتيال وكيف أنهم تحكموا في نظام سير نزل بأكمله وبالتعاون مع الصهاينة. نحن متعطشون لرؤية تسجيل الواقعة كاملا. ولو كان ’وكلمة لو من الشيطان أعوذ بالله منه’ في الغرفة 237 المواجهة لغرفة الأخ الشهيد محمود المبحوح رقم 230 وفي الطابق كاملا رجال الأمن والحراسة لاستعصى الأمر أكثر على المجرمين للقيام بجريمتهم ولكن، واضح أيضا طبيعة الاحتراف الكبير لدى المجرمين.سبحان الله أصبحنا نرى الجريمة كأنها فيلم مصور نتعاطف مع الضحية ونتابع جزئيات الجريمة ونتخيل المشهد أمامنا ونتساءل أسئلة كثيرة، لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.ملاحظة أخيرة تتبادر إلى الذهن وهي أن ينتبه المسلمون وغيرهم من البشر أنه ليس كل من يبتسم، يبتسم حقيقة، فالمرأة المشاركة في الجريمة وقع تصويرها وهي تبتسم... حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. - تونس