خلط الإعلام الاسرائلي الأسبوع الماضي الأوراق وعوم قضية الشهيد محمود المبحوح فكشف عبر قناته العاشرة فضائح السلطة الوطنية الفلسطينية وأسقط ورقة التوت عن عورة أحد أقطابها ورموزها وأحد صناع القرار فيها، ثم انتقل مباشرة إلى خصمها حركة المقاومة الإسلامية حماس ليطعن احد قادتها الثقال في مقتل بواسطة أحد أبنائه ، ثم نقل التشكيك إلى الدائرة التي تعمل مع المبحوح وتوغل فيها ونسج الروايات المحبوكة لتنقلها الصحافة الناقلة وتتلقفها الأقلام الصفراء الشامتة والمريضة لتلقي بثقل كبير على كاهل وعاتق الفلسطيني المكلوم ليزداد هما وغما ليشكك في قيادة الشعب الفلسطيني وليشوش على مجرى التحقيقات في دبي.محمود المبحوح الصقر الأخضر الذي أخفق الاحتلال الصهيوني في اعتقاله منذ أكثر من عشرين عاما بعد انكشاف أمره في قضية خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين ايلان سعدون وأفي سبورتس عام 1989م ويعتبر بهذا العمل المؤسس الأول للعمل العسكري في حركة حماس ومنذ ذلك الوقت أصبح المبحوح مطاردا لقوات الاحتلال ومنذ ذلك الوقت أيضا أصبح صقرا أخضرا يحلق في سماء فلسطين حتي استطاع تخطي الحدود الفلسطينية المصرية ليعتقل في مصر ثم لينفى الى ليبيا ومن ثم إلى سوريا ومن هناك بدأت مرحلة جديدية في حياة هذا الصقر الحر الطليق فحلق في دول عديدة عربية وإسلامية ، شرقية وغربية باحثا عن دعم وتأييد لقضيته العادلة دعما ماديا ومعنويا غير أبه بكمه أو كيفيته المهم أن يبقى شريان الحياة ممدودا للمقاومة يغذيها ويقويها ويطورها ويرفع من كفاءة ومهارة أفرادها حتى استطاع أن يجند أكثر من رافد لدعم المقاومة حسب ما قالته المواقع الالكترونية في سرد سيرته الذاتية وبعض المشاهد الخفية من حياته، وكما هو متعارف عند الاحتلال يضع على سلم أهدافه واستراتيجياته شل المدد العسكري والعمل الفدائي وقطع الشرايين المغذية للمقاومة فتعقب الصقر الأخضر وليس صعبا من تعقبه فهو طائر أخضر مميز وان لبس ريشا غير ريشه أو تلون بألوان غير لونه أو تكلم بلغة أو لكنة غير لغته ولكنته الأم ، كما أن له الكثير من الأعداء الذين يتمنون أن يقتلوه قبل أن تمتد يد أعدائه إليه، لتضع حدا لمشواره الجهادي المقاوم منذ اعتقاله الأول عام 1986 على خلفية حيازته على كلاشنكوف إلى يوم استشهاده في 19/1/2010م وأمام هذا النموذج المقاوم الفريد والصقر الأخضر الذي لا توقفه الحدود ولا تعيقه السدود أقف أمام وقفات مهمة في قضية اغتياله وتداعياتها :- أن الصقر الأخضر يفتخر بلونه الأخضر ولم يتمرد عليه بل بقي يدافع عنه ويمده بمقومات الحياة حتى أخر رمق في حياته حيث استشهد وهو في مهمة رسمية وبالتالي بيخرس كل الألسن التي تريد النيل من حركته ومن لونه بإلصاق اللون الأخضر بالعمالة والارتباط بالعدو والتبعية له كما نعت الاحتلال ابن القائد حسن يوسف الذي يعاني أزمة عقائدية وبالتالي لا يستبعد أن يكون قد انزلق في وحل العمالة ذاك الولد العاق بالأمير الأخضر بلفظ جميل لتسوقه بين الشباب والصبايا لينفروا منه وخاصة أن حماس بدأت في أيامها الأخيرة تضفي اللون الأخضر على عناصرها وكتائبها ومهرجاناتها مثل (الزحف الأخضر، الكتيبة الخضراء، الشوارع الخضراء،..) - الصقر الأخضر قد فضح قاتليه على الملأ وعراهم أمام الأشهاد وتركهم كالدمى التي تتحرك تحت الشمس في لعبة أشبه بلعبة الأولاد الصغار الذين يتنقلون عبر لعبتهم من مرحلة إلى أخرى حيث لعبت الكاميرا دور البطولة في إخراج عملية الاغتيال الجبانة التي رصدت جميع التحركات وأخرجتهم كالجرذان من جحورها.- الصقر الأخضر وضع حدا للانفراد الصهيوني للعب في المناطق الحرة والآمنة وأعطى أصحاب القرار في تلك الدول أن الإسرائيلي غير مرغوب فيه فلا بد من طرده كما طرد من المدن والقرى الأوروبية في القرن الماضي وأول الغيث قطرة فها هي دبي تصدر قرارا بمنع دخول الإسرائيليين وحتى وإن كانوا يحملون جوازات سفر أجنبية جاء ذلك على لسان قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان "أن كل من يشتبه بأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية سيمنع من دخول الإمارات العربية المتحدة".- الصقر الأخضر وضع حدا ل26 صيادا قاتلا كانوا يتنقلون بين مطارات وموانئ ومعابر الدول بكل حرية يتنقلون وفي أجسادهم الكراهية المطلقة لكل جميل في هذه الحياة سواء كان طيرا أو إنسانا أو حديقة أو فندقا يتنقلون لينشروا رائحة القتل والخراب والدمار فها هم الآن يقبعون في سجونهم التي دخلوها رغم أنوفهم ليحكموا على أنفسهم بالموت البطيئ وبالتالي خسر الاحتلال عددا غير بسيط من وحدة كيدون ذات التدريب العسكري والأمني المتطور وبالتالي خسر الجنود وخسر الأموال الطائلة التي أنفقها عليهم ليصلوا إلى هذا التدريب المتطور. - الصقر الأخضر يعزز الأدلة الدامغة على تورط بعض المتنفذين في السلطة الوطنية الفلسطينية في العمل ضد المصالح الوطنية الفلسطينية داخل وخارج الوطن وضد المقاومة الفلسطينية التي يتفننون بمحاربتها ليل نهار ففي اعترافات المعتقلين الفلسطينيين حول توفير الدعم اللوجستي للقتلة خير دليل على التعامل الأمني اللامحدود مع الاحتلال الصهيوني. - الصقر الأخضر كشف زيف وخداع الاحتلال الصهيوني الذي ينتهج قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" لذلك لا يجد عيبا بان يستخدم الجنس و المال و التهديد و الترغيب وان التزوير شيء بسيط ولا يذكر فهذا ديدنهم، فتزوير جوازات السفر هو استهتار واضح بكل من الدول صاحبت الجوازات والدولة التي انتهكت حرمتها بالدخول إلى أراضيها، فلقد قام الاحتلال بعملية مركبة من سرقة (تزوير) بهدف القتل (النوايا الخبيثة المبيتة) ثم اقتحام (دخول) ارض محرمة بدون إذن رسمي ثم الاعتداء على احد سكانها بالقتل وهو اعزل وفي مكان آمن (منطقة تجارية حرة، وفي فندق سياحي آمن).- الصقر الأخضر يبين بما لا يدع مجال للشك بان الاحتلال وراء الاغتيالات التي حصلت في المنطقة في الآونة الأخيرة مثل مقتل القائد عماد مغنيه في فبراير 2008م و العميد محمد سليمان رئيس اللجنة النووية السورية في أغسطس 2008م. وبهذا يكون الصقر الأخضر قد حقق انجازات كبيرة في حياته الصغيرة سواء في المقاومة الفعلية للاحتلال على الأرض الفلسطينية أو في تقديم الدعم المادي والمعنوي للمقاومة خارج فلسطين ، كما انه تحدى ودوخ الشاباك داخل فلسطين و كشف سوءة الموساد خارج فلسطين وجعله ملاحقا في أكثر من دولة، ولا نستبعد عن حدوث زلزال داخل الموساد أو داخل الحكومة الإسرائيلية على خلفية اغتيال الصقر الأخضر!؟.