تستحق دولة ألأمارات ان تفتخر وتسجل أنجازاتها فى كافة المجالات التنموية والحضارية والعلمية وألأنسانية ، فهى من نمط الدول التى عرفت ماذا تريد وكيف تصل الى ما تريد أليه ، وألمهم فى كل أنجازات هذه الدولة البعد ألأنسانى والخيرى الذى يضفى بعدا أخلاقيا على سياسة الدولة . ولعل أمارة دبى هى أحدى ثمار وأنجازات هذه الدولة وأنجازاتها العظيمة ، فدبى ليست مجرد برج عال ، وليست مجرد مبان ضخمه وليست مجرد مكان للتسوق ، وليست مجرد فنادق ضخمه ، بل هى فى نفس الوقت نموذج حضارى فى البناء والتنمية ، والتخطيط العلمى ، والتقدم وألأزدهار ، ومقياس هذا ألأنجاز يتجسد فى ألأنسان وأعداده ، وقدرته على ألأدارة والتكيف وفى توفير كل مقومات وأمكانات ألأبداع وألأنتاج، وهذا ألأنجاز ما كان يمكن أن يتحقق لولا توفر ألأرادة السياسية الرشيده ، التى رسخت مفهوما جديدا فى رشادة الحكم ، وفى تفعيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، للتتجسد هذه العلاقة فى مظاهر كثيرة من الولاء وألأنتماء والعطاء المتبادل ، وفى الحفاظ على مصلحة الدولة التى هى مصلحة المواطن ، وهذا أحد أسرار النجاح ، فالنجاح يصنعه أنسان منتمى ومعطاء لشعبه ومجتمعه ، ودولته ، وهو السياج الحقيقى الذى تحمى الدولة نفسها من خلاله من أى أخطار تتهدد مستقبلها وكيانها . وفكرة ألأستثمار فى ألأنسان سمة أساسية من مظاهر الحكم فى دولة ألأمارات ، وهى المقولة المشهورة التى أرساها المغفور له الشيخ زايد بفكره وحكمته المتدرجة والمتأنية ، فى عملية البناء ، فهو لم يكن مستعجلا ومتهورا ، بل نهج منهجا يقوم على الخطوة الصغيرة الناجحة ، والتى يمكن البناء عليها ، وفى النهاية هذه الخطوة الصغيرة تتراكم بفعل النجاحات لتصبح أنجازا كبيرا ضخما كما نراها اليوم فى كل أرجاء ومساحة الدولة فى الداخل والخارج . ولعل أحد هذه ألأنجازات ما قام به سمو الشيخ محمد بن راشد من أنجازات شتى فى كافة المجالات فى دبى ، وأنجازاته هنا عديده ، لكن المهم فى هذه ألأنجازات أمران : ألأول الرؤية السياسية والحضارية لما تريد ان تكون عليه صورة أمارة دبى فى أطار الصورة الشامله للدولة ، وألأمر ألثانى أن ينعكس هذا ألأنجاز فى ألأداء والقدرة على التكيف ، والقدرة على حل ومواجهة الأزمات والتحديات ، وبقدر هذه القدرة بقدر القدرة على ألأنجاز والرقى الحضارى .ولقد أنعكس هذا ألأنجاز فى البناء المؤسسى ، وفى التفكير العلمى والعقلانى ، وألأنفتاح على كافة الحضارات والثقافات ألأخرى مع الحفاظ على أصالة الهوية والشخصية ألأماراتية العربية وألأسلامية ، ولذلك قدمت دولة ألأمارات من خلال أمارة دبى وأبوظنى وألأمارات الأخرى نموذجا متميزا له خصوصيته فى القدرة والعطاء ، فباتت دولة ألأمارات ملتقى لكافة اللقاءات العلمية وألحضارية وغطت الجامعات مساحة كبيرة من أرضها. ، واخذت دورا مؤثرا فى محيطها الخليجى وألأقليمى والدولى . ومن هذه ألأنجازات التى لم تضع هدرا ما قامت به شرطة دبى من أنجاز وعمل يرقى ألى مستوى أجهزة الشرطة فى الدول المتقدمه ، فألأنجاز وألأستثمار الذى قامت به أمارة دبى هذه هى أحدى ثماره فى بناء جهاز شرطى مهنى متطور متقدم فى أدائه ، وعمله ، وقدرته على التعامل مع الجريمة ، وقدرته فى حفظ ألأمن وألأستقرار . ولولا هذا البناء الذى قد أستغرق سنوات طويله لما تمكن هذا الجهاز من كشف أبعاد جريمة ألأغتيال ألأخيرة التى وقعت على أرضها للقائد الحمساوى المبحوح ، بهذه السرعة والكفاءة ، فالعلاقة واضحه بين ألأستثمار المجدى فى بناء ألأجهزة والمؤسسات وبين قدرتها على العمل وألأداء ، والقيام بوظائفها . فالجريمة ألأخيرة ليست جريمة عادية ، فهى من نوع الجرائم المعقدة والمركبة ، والتى تتعدد خيوطها لدرجة يصعب معها حل طلاسمها دون وجود جهاز شرطة على درجة عالية من ألأعداد العلمى ، ودون رؤية شرطية تتسم بالشفافية والوضوح ، ودون توقف وأنفتاح على أحدث أساليب المتابعة والرقابة ، وإذا كان لهذا ألأنجاز من معنى واحد فهو أن ما أستثمر فى هذا الجهاز وغيره من المؤسسات وألأجهزة لم يكن ترفا ، ولم يكن أستثمارا غير منتج، ولذلك ألأنجاز هنا يقاس بأنها مردود كبير لهذا ألأستثمار ،وهو ما يؤكد على نجاح الرؤية السياسية للشيخ محمد بن راشد حاكم ألأمارة ، وعلى نجاح السياسة المتبعة المستقلة والتى تعكس حيادية وموضوعية فى ألأداء مما يجعلها تستحق التقدير من كل مواطنى ومقيمى الدولة ، وحتى من الدول التى زورت جوازاتها فى هذه الجريمة ، وألأهم من هذا أن هذا النجاح يعمق قيمة العطاء والمحافظة على أمن الدولة وألأمارة ،ومن شأن هذا ألأنجا أيضا أن يأخذ أسم ألأمارة والدولة معا الى سجلات الدول المتقدمة ، وفى سجلات ما يمكن تسميته بدول ألأنجاز ، وهذه هى معايير التقدم والتنمية ، والدول فى النهاية تقاس بإنجازاتها وعطائها وليس فقط بمساحتها وعدد سكانها . وهذا أخيرا أنجاز واحد من بين العديد من ألأنجازات التى تستحق أن تبوب وتوثق وتسجل للفائدة والمعرفة وألأقتداء، وهذا هو نجاح ومقياس أى حكم صالح ورشيد .أكاديمى وكاتب عربى drnagish@gmail.com