في مقابلة حصرية مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" و"ynet"، تحدث السفير الأمريكي في إسرائيل جاك لو، الذي يوشك على إنهاء مهمته الدبلوماسية في إسرائيل، عن خلفيات المفاوضات المتعلقة بصفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس. السفير لو الذي جاء إلى إسرائيل في نوفمبر 2023 بعد أن قررت إدارة الرئيس بايدن تعيينه في هذا المنصب، كان قد جاء في وقت كانت فيه إسرائيل تمر بمرحلة صعبة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وكان هدفه هو تعزيز الاستقرار في المنطقة وتحقيق بعض النجاحات في الملفات الأمنية.
المفاوضات وصفقة المحتجزين
في حديثه عن صفقة المحتجزين الأخيرة، أكد لو أن الصفقة التي تم التوصل إليها كانت متشابهة جدًا مع التصور الذي كان موجودًا في مايو 2024، ولكنه أضاف أن المفاوضات توقفت لبعض الوقت بسبب الصعوبات التي تم مواجهتها، بما في ذلك التوترات السياسية وتغيير الإدارة في واشنطن.
وأوضح لو أن تأجيل تنفيذ الصفقة كان له ثمن كبير، حيث تسببت الصعوبات السياسية في فقدان المزيد من الأرواح. وقال: "كان من الممكن التوصل إلى الاتفاق في وقت أبكر لو تمت معالجة القضايا بشكل أسرع. لكن الظروف غير الملائمة وقرارات صعبة في المفاوضات جعلت الصفقة تتأخر".
تركيز نتنياهو على محور فيلادلفيا
لو لم يخفِ استياءه من تركيز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على محور فيلادلفيا في المفاوضات، حيث اعتبر أن هذا التركيز لم يسهم في تقدم المفاوضات. وأوضح أن هذا الموضوع قد أخذ وقتًا وجهدًا أكبر من اللازم، ولم يساعد في الوصول إلى الحلول العملية، بل على العكس، "تركز الاهتمام على فيلادلفيا بدلاً من معالجة القضايا الجوهرية التي كانت من الممكن معالجتها سريعًا".
وأضاف: "أعتقد أن هذا التكتيك كان يخدم أكثر المفاوضات مع حماس ويمنحهم مساحة للمناورة. كان من الأفضل أن نركز على القضايا التي يمكن حلها بسرعة".
التعاون بين إدارة بايدن وترامب
من جهة أخرى، تحدث السفير لو عن التعاون بين إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، وإدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. قال لو إن هذا التعاون كان حاسمًا في تحريك المفاوضات، حيث أسهم التنسيق بين الفريقين في تسريع التوصل إلى الصفقة.
وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها تعاونًا حقيقيًا بين حكومتين أمريكيتين، وهو ما كان له تأثير إيجابي في المفاوضات". وأوضح أن التعاون بين فريقي بايدن وترامب أظهر الوحدة السياسية داخل الولايات المتحدة، وهو ما كان له تأثير على الأطراف الأخرى في المفاوضات.
التحديات والآمال في المستقبل
وأوضح لو أن التحدي الأكبر في عملية المفاوضات كان التعامل مع ما وصفه "تعنت حركة حماس"، التي كانت ترفض التوصل إلى صفقة في وقت أبكر، مضيفا "أن أحد أسباب تأخر المفاوضات كان المواقف الرافضة لحماس التي كانت ترفض تقديم تنازلات. لكن في النهاية، وبفضل العمليات العسكرية الإسرائيلية والضغوط الدبلوماسية، اضطرت حماس إلى التراجع والموافقة على التوصل إلى صفقة."
كما أعرب السفير الأمريكي عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى إرساء الاستقرار في المنطقة على المدى البعيد. وقال: "آمل أن نكون قد وصلنا إلى نقطة البداية، وأن يبدأ السلام في العودة إلى غزة". وأضاف أنه يجب أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل يعالج القضايا العميقة في المنطقة ويحقق الأمن لجميع الأطراف.
في النهاية، شدد جاك لو على أن "التعاون بين حكومات مختلفة والرغبة في حل القضايا بطريقة منسقة ومشتركة كان العامل الحاسم في إتمام هذه الصفقة".