كشفت وسائل إعلام عبرية يوم الثلاثاء، أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعا زميله بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، إلى تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانسحاب من الحكومة معا في حال التوقيع على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وقال، الصفقة التي يتم تشكيلها رهيبة. أعرف تفاصيلها جيداً: فهي تشمل إطلاق سراح المئات من السجون، وعودة سكان غزة، إلى شمال قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، وإعادة التهديد إلى سكان القطاع. الحصار – وبالتالي محو إنجازات الحرب التي تحققت بدماء كثيرة من مقاتلينا حتى الآن في قطاع غزة.
ليس هذا فحسب، بل إنه لا يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، ويختم مصير من تبقى منهم. إن صفقة قتل الرهائن التي لم تشملهم حتى الموت ليست خياراً صعباً يجب اتخاذه لإعادة الرهائن، بل هو خيار واعٍ على حساب أرواح العديد من المواطنين الإسرائيليين.
ومن المؤسف أن آخرين سوف يدفعون ثمن ذلك. إن هذه الصفقة التي تتعامل مع حياتهم هي صفقة حقيقية. لقد رأينا ثمار هذه الصفقات في الماضي. لقد تعلمنا بالطريقة الصعبة أنه لا يوجد غطاء لكل الوعود التي مفادها "أننا سنتفق في وقت لاحق".)
وفي خطوة تصعيدية، وقع أكثر من 100 حاخام بارز على رسالة معارضة للصفقة الناشئة، أبرزهم الحاخام دوف ليئور، الحاخام شموئيل إلياهو، والحاخام يعقوب أرييل.
وجاء في الرسالة، التي أصدرتها منظمة "توراة هآرتس توفافا"، أن "وصية فداء الأسرى لا يمكن أن تأتي بثمن يعرض أمن المواطنين للخطر".
وأكدت الرسالة أن إطلاق سراح "أشخاص خطرين"، أو تقديم تنازلات استراتيجية، أو وقف العمليات العسكرية قبل تحقيق النصر الكامل، يعرض مستقبل البلاد وسلامة سكانها للخطر.
ودعا الحاخامات قادة إسرائيل إلى "إيجاد حلول بديلة تضمن أمن الأمة دون التنازل عن المصالح الوطنية".
وانضم جميع أعضاء حزب "الصهيونية الدينية" إلى موقف سموتريتش الرافض للصفقة، حيث اعتبروا أنها تتعارض مع أمن إسرائيل ومصالحها القومية.
وطالب الحزب باستمرار الحرب حتى تدمير حركة حماس بالكامل، مؤكدا رفضه إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين تحت أي ظرف.
وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، من "الصهيونية الدينية"، شاركت في مظاهرة ضد الصفقة عند مدخل القدس، وصرحت قائلة: "هناك أثمان لا يمكن دفعها. التسرع في إبرام صفقة كهذه قبل تحقيق النصر الكامل يشكل ظلما ويظهر غياب المسؤولية الوطنية".
ورغم المعارضة الحادة من قبل أحزاب "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت"، من المتوقع أن يتم تمرير الاتفاق بأغلبية في الحكومة الإسرائيلية.
وأعلنت أحزاب "شاس"، "يهدوت هتوراة"، و"حزب جدعون ساعر" دعمها للصفقة، بينما أرسل بعض أعضاء "الليكود" رسائل تعارض الأسعار السياسية التي قد تُدفع.