دعا المدير الأسبق لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأحد المقربين منه، ناتان إيشل، إلى وقف فوري للحرب على قطاع غزة، معتبرًا أنها لا يحقق أي مكاسب عسكرية أو أمنية لإسرائيل وتتواصل دون طائل أو جدوى.
وقال إيشيل في رسالة بعثها لمقربين منه عبر تطبيق "واتساب"، وتداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنه "لا جدوى من استمرار القتال في غزة، ولذلك يجب إيقافه على الفور"، داعيا لإطباق الحصار على القطاع.
وجاء في رسالة إيشيل أنه "من المؤسف أن نفقد المزيد من الجنود أو أن يُصابوا ببتر بالأطراف أو فقدان أعين، علاوة على الآلاف الذين دفعوا الثمن بالفعل، وسيدفعون ثمنًا إضافيًا نتيجة استمرار القتال غير الضروري في غزة".
وشدد على أن "الحرب في غزة حاليًا لا تُعيد الرهائن، ولا تحقق مكاسب عسكرية أو أمنية. من وجهة نظري، يجب وقفها فورًا". واقترح إيشيل حلاً لإنهاء الحرب، قائلًا: "بما أن القطاع محاصر، فإن الحل الوحيد هو فرض حصار شامل".
والحصار الذي اقترحه إيشيل يتضمن "عدم إدخال مساعدات أو طعام إلى قطاع غزة. وفي الوقت ذاته، يتم السماح بخروج منظم وخاضع للمراقبة (للغزيين) إلى مناطق يمكن لإسرائيل التحقق منها، لكل من يرغب في الحياة".
وتابع "أما من لا يرغب في الحياة، ويرفض المغادرة بطريقة منظمة وخاضعة للمراقبة، فإما أن يموت برصاص جنود الجيش الإسرائيلي، أو من الجوع". واعتبر أن هذه الطريقة "هي الوحيدة التي أسقطت القدس و‘مسادا‘ وجميع الحروب في التاريخ".
كما اتهم إيشيل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تقترب من انتهاء ولايتها بعد أقل من أسبوعين، بأنها لم تكن ترغب في حسم الحرب على غزة بشكل نهائي، بل سعت إلى إبقاء قدرتها على "مناورة" إسرائيل، على حد تعبيره.
وأضاف إيشيل أنه "يمكننا منذ الآن الاستعداد والإعلان أن هذا (الحصار) ما ستفعله إسرائيل بعد أسبوعين، عندما تدخل إدارة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. هذا الأمر جيد لإسرائيل، وهو جيد أيضًا لسكان غزة غير المتورطين والراغبين في الحياة".
يُذكر أن إيشيل لا يزال ضالعًا بقضايا السلطة في إسرائيل بشكل غير رسمي، على خلفية قربه من رئيس الحكومة، نتنياهو، إذ كشفت حادثة حديثة عن دوره في الضغط على وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، للاعتذار لنتنياهو.
وبعد اعتذار بن غفير مساء السبت الماضي على إجباره نتنياهو الخروج من المستشفى لدعم مشروع قانون يتعلق بالميزانية، بعث إيشيل برسالة إلى بن غفير، كتب فيها: "سعيد لأنك استمعت إلى نصيحتي في نهاية الأمر واعتذرت. أسبوع سعيد".
ولكن الرسالة أُرسلت عن طريق "الخطأ"، على ما يبدو، إلى مراسل موقع "واينت"، إيتمار آيخنر، عوضا عن إرسالها إلى إيتمار بن غفير؛ ما كشف دور إيشيل في الضغط على بن غفير وضلوعه في القضايا الائتلافية.