إسرائيل تعترف اخيراً بنجاح الهجوميْن الإيرانييْن: خطةٌ جديدةٌ لنقل قواعد ومنشآتٍ إسرائيليّةٍ حساسةٍ للأنفاق

الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 10:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تعترف اخيراً بنجاح الهجوميْن الإيرانييْن: خطةٌ جديدةٌ لنقل قواعد ومنشآتٍ إسرائيليّةٍ حساسةٍ للأنفاق



القدس المحتلة/سما/

انتقل الإعلام الإسرائيليّ من كيل المديح لدولٍ عربيّةٍ لمُشاركتها في صدّ الهجوم الصاروخيّ الإيرانيّ الأخير ضدّ الكيان، إلى الحديث عن حلفٍ أمنيٍّ تكون فيه الدولة العبريّة مع عددٍ من الدول العربيّة في خندقٍ واحدٍ، ولكن بحسب (هآرتس) العبريّة فإنّ الحلف الدفاعيّ العربيّ لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال أنْ تُشارك الدول العربيّة، المصنفة إسرائيليًا وأمريكيًا بالدول المعتدلة، في هجومٍ قد تشنّه دولة الاحتلال ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
وفي هذا السياق قال المُستشرق الإسرائيليّ د. تسفي بارئيل، إنّ المملكة الأردنيّة الهاشميّة والمملكة العربيّة السعوديّة ودول عربيّة أخرى في المنطقة تُحاوِل إيجاد التوازن بين استقرارها الداخليّ وبين الاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى إسرائيل، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ قيام إسرائيل بمغامرةٍ عسكريّةٍ ضدّ إيران من شأنها أنْ تردع الدول العربيّة المعتدلة من الانضمام لحلفٍ دفاعيٍّ مع إسرائيل، على حدّ تعبيره.

في السياق عينه، رأى معلق الشؤون العسكرية في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط أنّه: “حتى قبل أنْ يستقر الغبار، تمكّن الرئيس الأمريكيّ جو بايدن من وضع الحكومة الإسرائيليّة في مأزقٍ ومعارضة الردّ العسكريّ الإسرائيليّ ضدّ إيران”.
ويتبيّن من تحليلات وتقارير الخبراء في كيان الاحتلال أنّ تل أبيب تنتظر بفارغ الصبر دخول الرئيس الأمريكيّ المُنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لمحاولة إقناعه بضرورة تدمير المشروع النوويّ الإيرانيّ في عمليةٍ عسكريّةٍ مُشتركةٍ مع إسرائيل، علمًا أنّ الأخيرة أقرّت واعترفت باستحالة تمكنها من القيام بهذه العملية دون مساعدةٍ مباشرةٍ من واشنطن وحليفاتها من أوروبا.
وعلى الرغم من المزاعم الإسرائيليّة التي أكّدت أنّ الضربة الصاروخيّة الإيرانيّة لعمق الكيان لم تتسبب بأضرارٍ جسيمةٍ، يتبيّن اليوم أنّ وراء الأكمة ما وراءها، فقد كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن محافل سياسيّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب، النقاب عن أنّ المؤسسة الأمنيّة الصهيونيّة تقدّمت بطلبٍ رسميٍّ إلى اللجنة المسؤولة عن ميزانية الحرب في إسرائيل وطلبت زيادةً كبيرةً في الميزانية بهدف بناء ملاجئ ومنشآتٍ عسكريّةٍ تحت الأرض كدرسٍ من الهجوم الإيرانيّ الأخير واستعدادًا لضربةٍ إيرانيّةٍ جديدةٍ، على حدّ تعبير المصادر.
وشدّدّت المصادر عينها على أنّ هذا الطلب الجديد، والتي تصل تكلفته إلى مليارات الدولارات، هو نتيجةً مباشرةً من الضربتيْن الإيرانيتيْن للعمق الإسرائيليّ والتي تسببتا بأضرارٍ لم يتّم الكشف عنها وذلك في شهري نيسان (أبريل) وتشرين الأوّل (أكتوبر) الماضييْن، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الهجوميْن استهدفا منشآتٍ إستراتيجيّةٍ وقواعد لسلاح الجوّ الإسرائيليّ، وسببتا في أضرارٍ، بينما لم تقع إصاباتٍ في الأرواح، على حدّ تعبيرها.
ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً في تقريرها إنّه في أعقاب الهجوميْن الإيرانييْن، زادت الحاجة والضرورة للاستعداد بشكلٍ مُغايرٍ، وذلك عن طريق نقل عملياتٍ حساسةٍ ومنشآتٍ إستراتيجيّةٍ إلى تحت الأرض، ويدور الحديث عن قواعد القيادة العسكريّة، وخطوط إنتاجٍ لمعداتٍ عسكريّةٍ، بالإضافة إلى منشآتٍ لم تذكرها الصحيفة مكتفيةً بالقول إنّها حساسة.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، قالت الصحيفة إنّ اليوم يوجد للجيش الإسرائيليّ عددًا من المنشآت المخفية تحت الأرض، مثل مقّر قيادة الأركان العامّة في منطقة (الكرياه) الواقعة بمدينة تل أبيب، مركز الكيان، بالإضافة إلى منشآتٍ تابعةٍ لقيادتيْ المنطقتيْن الشماليّة والجنوبيّة في جيش الاحتلال، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ القيادة العامّة للجيش الإسرائيليّ توصلت لنتيجةٍ مفادها أنّ إسرائيل تُواجِه معركة من نوعٍ آخرٍ، والذي يُحتِّم على الجيش نقل العديد من المنشآت والقواعد لتحت الأرض في أوقات الطوارئ، على حدّ تعبيرها.
ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى أنّه عمليًا يتبنّى الجيش الإسرائيليّ النظريّة التي عمل بها وبحسبها حزب الله في لبنان وحركة (حماس) في قطاع غزّة، إذْ أنّهما قامتا بصرف مبالغ طائلةٍ في مشروعيهما لبناء أنفاقٍ تحت الأرض، كي تتمكّنا من الدفاع عن قواتهما من ضربات سلاح الجوّ الإسرائيليّ.
وأقرّت الصحيفة بأنّه منذ اندلاع الحرب الأخيرة كانت وما زالت إسرائيل مكشوفةً لتهديداتٍ من الطائرات دون طيّارٍ، ولتهديداتٍ أخرى من الصواريخ الإيرانيّة الدقيقة، إذْ أنّ الحديث يجري عن صواريخ تحمل رؤوسًا متفجرةً بزنة مئات الكيلوغرامات، بالإضافة لقدرتها على إحداث أضرارٍ جسيمةٍ، طبقًا لأقوال الصحيفة العبريّة.
في السياق عينه، كشفت الصحيفة النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ يُعاني من نقصٍ حادٍ في عدد الجنود، وبحسب الإحصائيات الرسميّة فإنّ الجيش بحاجةٍ اليوم إلى أكثر من 10 آلاف جنديّ لسدّ الفراغ، بحسب المصادر الأمنيّة التي تحدثت للصحيفة العبريّة، واختتمت قائلةً إنّ طلبات الجيش سيتّم الردّ عليها، سلبًا أمْ إيجابًا، خلال الأسابيع القليلة القادمة.