خلال جلسة الهيئة العامة للكنيست التي شهدت أجواء مشحونة وصيحات استهجان من عائلات الأسرى وأعضاء كنيست معارضين، اليوم الإثنين، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التملص من الانتقادات الموجهة إليه بشأن ملف تبادل الأسرى.
واستشهد نتنياهو بتصريحات مسؤولين أميركيين لتحميل حماس مسؤولية تعثر الصفقة، قائلاً إن الحركة ترفض المقترحات المطروحة، مما يعقد الجهود المبذولة للإفراج عن الأسرى؛ مشيرا إلى أنه عقد الليلة الماضية اجتماعا مطولا في إطار "الكابينيت المصغر" لبحث هذه المسألة.
وأثارت تصريحات نتنياهو مزيدًا من الغضب بين الحاضرين، الذين اتهموه بالتقاعس في التعامل مع هذا الملف، كما رفضوا محاولاته للحديث عن حرب الإبادة الجماعية في غزة مستخدما الاسم الذي يضغط لاعتماده ("حرب الانبعاث") عوضا عن اسمها الرسمي "السيوف الحديدية".
كما انتقد الحاضرون نتنياهو واتهموه بأنه يحاول تمرير قانون يشرعن تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية فيما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه العدوانية على قطاع غزة وعلى لبنان؛ الأمر الذي دفع رئيس الكنيست، أمير أوحانا (الليكود)، إلى طرد عدد من أعضاء الكنيست.
وخلال الجلسة، أمر رئيس الكنيست، بإخلاء مدرج الضيوف من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وطردهم من الهيئة العامة بعد احتجاجاتهم المناهضة لنتنياهو عبر رفع لافتات تعبر عن معارضتهم لسياسة الحكومة وتتضامن مع ذويهم في الأسر.
وتطرق نتنياهو إلى قضية تسريبات الملفات السرية التي تورط فيها أحد الناطقين باسمه وشخصيات من مكتبه، مدعيًا أن التسريبات ليست محصورة بمكتبه فقط، بل تتم على نطاق واسع من جميع الهيئات الأمنية والسياسية منذ بداية الحرب.
لبنان
وكشف نتنياهو أن الخطة الإسرائيلية الأصلية كانت تستهدف بدء العمليات الهجومية في لبنان خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، لكن التنفيذ تم تقديمه إلى أيلول/ سبتمبر بسبب مخاوف من كشف أداة استخباراتية خاصة، في إشارة إلى أجهزة النداء اللاسلكي "البيجر" التابعة لحزب الله.
وأشار إلى وجود أصوات داخل الحكومة طالبت بإبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا بهجوم "البيجر" وكذلك باغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن، في إشارة إلى وزير الأمن المقال، يوآف غالانت، وادعى نتنياهو أنه "عارض ذلك تجنبا لاحتمال تسريب المعلومات وإفشال العملية".
وأعلن نتنياهو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان أسفرت عن تدمير ما يصل إلى 80% من منظومة الصواريخ التابعة لحزب الله، في إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل على لبنان والذي بدأ في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل تطالب بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني لوقف إطلاق النار، معتبرا أن الأهم من الاتفاقيات المكتوبة هو ضمان الأمن من خلال "تحركات ميدانية منهجية"، في إشارة إلى ضمان إسرائيل الاحتفاظ لنفسها بحرية العمل العسكري في لبنان.
وقال نتنياهو إن الهدف من الاحتفاظ بحرية العمل العسكري لإنفاذ أي اتفاق بشأن لبنان "لا يقتصر على الرد الفوري"، على حزب الله، بل يشمل أيضًا "منع تعزيز قدرات الحزب مستقبلا"، في إشارة إلى مساعي إسرائيل لفرض واقع أمني تنتهك من خلاله الأجواء اللبنانية.
إيران
وقال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي دمر في نيسان/ أبريل الماضي إحدى أربع بطاريات دفاع جوي من طراز S-300 بالقرب من طهران. وأضاف أنه بعد الهجوم الثاني في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تم تدمير البطاريات الثلاث المتبقية.
كما شدد نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي استهدف كذلك بطاريات دفاع جوي إضافية وألحق أضرار كبيرة بقدرة إيران على تصنيع الصواريخ الباليستية، كما ادعى استهداف مكون مرتبط ببرنامج إيران النووي، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة المكون أو الضرر.
غزة
وفي ما يتعلق بقطاع غزة، قال نتنياهو إنه أصدر توجيهات للجيش الإسرائيلي وطالبه لإعداد خطة تهدف إلى استبدال حكم حركة حماس في قطاع غزة بما في ذلك قدرتها على توزيع المساعدات الإنسانية؛ معتبرا أن إسرائيل تمكنت من تدمير قدرات حماس العسكرية.
وقال نتنياهو، في إطار خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، إنه "يؤمن" أن حكومته "ستحضر عشرات الرهائن الآخرين في المستقبل القريب"، دون توضيح كيفية ذلك في الوقت الذي يصر فيه على مواصلة الحرب على غزة ويواصل فيه تحميل حماس مسؤولية إفشال الصفقة.