يديعوت:دول عربية لم تذرف دمعةً على هنيّة واسم الدولة التي خرجت منها التصفية محظور..

السبت 03 أغسطس 2024 12:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت:دول عربية لم تذرف دمعةً على هنيّة واسم الدولة التي خرجت منها التصفية محظور..



القدس المحتلة / سما/

تُواصل دولة الاحتلال الإسرائيليّ احتفالاتها بما أسمته المحافل بتل أبيب بالنصر الكبير والإستراتيجيّ الذي جاء عقب اغتيال رئيس الدائرة السياسيّة في حركة (حماس) إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانيّة، طهران، الأسبوع الفائت، وكان واضحًا للغاية أنّ المحللين والمختّصين للشؤون العسكريّة في جميع وسائل الإعلام العبريّة ردّدّوا مثل الببغاوات ما أملى عليهم الناطق العسكريّ في تل أبيب بأنّ عمليتيْ تصفية هنية والقياديّ في حزب الله، فؤاد شكر، أعادتا للكيان قوّة الردع التي فقدتها، وأنّه انتقل عمليًا من الردّ إلى المُبادرة، على حدّ تعبيرهم.

عُلاوة على ذلك، فقد استثمرت إسرائيل العمليتيْن في حربها النفسيّة الشرسة ضدّ محور المقاومة، حيث نقلت المُستشرقة الإسرائيلية، سمدار بيري، عن مصادر أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ قولها في الغرف المغلقة، قالت إنّ الردود الباهتة التي صدرت من الدول العربية  التي نتعتها بالمعتدلة على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، كانت لافتة ومن الصعب تجاهلها، فـ”لم يذرف أحد من هؤلاء دمعة عليه”، على حدّ قولها.
وكشفت بيري، التي تعمل محللة الشؤون العربيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، كشفت النقاب عن أنّها تلقّت معلوماتٍ من مسؤولين إسرائيليين في الغرف المغلقة، مفادها أنّ الدول العربية “المعتدلة”، معجبة بالنشاط الاستخباراتيّ الإسرائيليّ الدقيق في المنطقة، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ أجهزة الاستخبارات في كلّ من الدول العربية المعتدلة، وكذلك في سفاراتها بطهران، يحاولون تقدير أوْ تخمين أين سيتّم الانتقام الإيراني، وعلى أيّ هدفٍ إسرائيليٍّ، على حدّ قول المصادر التي اعتمدت عليها في تقريرها.
بالإضافة إلى ذلك، رأت المُستشرقة الإسرائيليّة أنّه من المثير متابعة ومراقبة طبيعة العلاقات بين الدول العربية “المعتدلة” وتلك الدولة المجاورة لإيران، و”التي لا يُسمح بتسميتها”، وخرجت منها الضربة الدقيقة المنسوبة لإسرائيل، مشيرة إلى أنّه “حتى الآن، تستفيد هذه الدولة من الدعم الاقتصاديّ من دول الخليج والسعودية، ولا توجد مؤشرات على تغيير في هذا الدعم”، طبقًا لأقوالها. يُشار في هذا السياق إلى أنّ إسرائيل الرسميّة لم تُعلِن حتى اللحظة عن اغتيال هنية في العاصمة الإيرانيّة، طهران.
ولفتت بيري إلى أنّه “لدى السعودية، الأردن، مصر، الإمارات والمغرب تاريخ طويل وحافل مع حركة (الإخوان المسلمين) التي أنشأت حماس، ولا ينبغي أنْ ننسى السنة الدراماتيكيّة التي حكم فيها محمد مرسي مصر كعضوٍ بارزٍ في جماعة الإخوان المسلمين، قبل أنْ يطرد من السلطة بأمر من الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، حيث حوكم وتوفي فجأة في السجن ودُفن في جنازةٍ متواضعةٍ دون مراسم رسمية أوْ علم مصر على نعشه”، على ما نقلته عن المصادر الإسرائيليّة ذاتها.
وأضافت المستشرقة الإسرائيليّة أنّ: “مصر، السعودية، البحرين، الأردن والمغرب، وأيضًا أبو ظبي يقودون منذ فترة طويلة حربًا ضدّ جماعة (الإخوان المسلمين)، وأنّ الرئيس المصريّ السيسي يستمر في وضع قوات شرطة خاصة بجوار المساجد المثيرة للمشاكل، وأنّه إذا تمّ الكشف عن أنشطة غير مشروعة، يتم إرسال المشاركين في الاجتماعات السرية إلى السجون في ظروف مهينة. البعض يموت والبعض الآخر ينجو بالفرار”، طبقًا لمزاعمها.
وخلُصت المستشرقة بيري إلى القول إنّه “في المملكة الأردنيّة الهاشميّة تم حظر أنشطة الإخوان. فقط خالد مشعل يحصل على تصريح دخول مرة في السنة لزيارة عائلية تحت غطاء من الكاميرات. وفي المغرب، صدر بيانُ تحذيريٌّ شديدٌ ضدّ (حماس)، بينما في السعودية، التي أصدرت أمس الأوّل بيانًا مقتضبًا عن تصفية هنيّة في طهران، لا يتّم ذكر اسم هنية في وسائل الإعلام”، على حدّ تعبيرها.
 ومن الجدير بالذكر أنّ تحقيقًا صحافيًا نشرته صحيفة (هآرتس) العبريّة مؤخرًا، كشف أنّ 92 طائرة شحن تابعة لشركة “سيلكواي” الأذربيجانية هبطت في قاعدة “عوفدا” التابعة لسلاح الجو قرب إيلات في جنوب إسرائيل، وهو المطار الوحيد الذي يُسمح بنقل مواد متفجرة منه وإليه.
 وبحسب التقرير، فإنّ آخر هذه الطائرات، وهي من طراز “إليوشين-76″، هبطت في “عوفدا”، ثم أقلعت بعد ساعتين وحلّقت فوق وسط إسرائيل واتجهت شمالاً نحو الأجواء التركية ومنها اتجهت شرقًا إلى قاعدتها الدائمة في باكو.
وأشارت الصحيفة إلى وجود حلفٍ إستراتيجيٍّ بين البلدين، منذ عقدين، وفي إطاره تبيع إسرائيل لأذربيجان أسلحة بمليارات الدولارات، وفي المقابل تزودها باكو بالنفط وممرًا للوصول إلى إيران التي لديها حدود طويلة مع أذربيجان.
وبحسب الصحيفة، سمحت أذربيجان لجهاز “الموساد”، بإقامة مقرٍ أماميٍّ له من أجل التجسّس على إيران، وأقامت مطارًا بهدف مساعدة إسرائيل في حال قرّرت مهاجمة المنشآت النووية في إيران.