جيش الاحتلال يقتل الصحافيين الفلسطينيين ثم يكذب

السبت 20 يناير 2024 05:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
جيش الاحتلال يقتل الصحافيين الفلسطينيين ثم يكذب



القدس المحتلة/سما/

أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، باغتيال مدير قناة القدس اليوم في قطاع غزة، وائل أبو فنونة، زاعماً أنه يشغل منصب "نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي"، رافعاً بذلك حصيلة ضحاياه من الصحافيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة.

وجاء في بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي: "الخميس، تمّ القضاء على وائل أبو فنونة، نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي، بغارة شنّها سلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام". وأضاف: "كان وائل أبو فنونة يتولى وظيفة نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي، وفي إطار وظيفته، عمل سابقاً مساعداً لخليل البهتيني، قائد منطقة شمال القطاع لدى الجهاد الإسلامي، ثم تمت ترقيته اعتباراً من عام 2017 لتولي وظيفة نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة للمنظمة".

وزعم جيش الاحتلال، في بيانه، أن أبو فنونة كان "مسؤولاً عن نشر مقاطع الفيديو الصادرة عن الجهاد الإسلامي، في ما يتعلق بإطلاق الرشقات الصاروخية تجاه الأراضي الإسرائيلية، وإنتاج ونشر مقاطع فيديو لمحتجزين إسرائيليين، كجزء من الحرب النفسية التي تشنها المنظمات في غزة ضد مواطني إسرائيل".

وكانت قناة القدس اليوم قد أعلنت الخميس على منصة تليغرام أنها "تزف نبأ ارتقاء الزميل الصحافي في القناة وائل رجب أبو فنونة (أبو عماد) المدير العام للقناة في استهداف صهيوني غاشم على مدينة غزة".

بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بعد استشهاد أبو فنونة، ارتفاع عدد الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في مجال الإعلام الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية إلى 119 منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.


وقبل استشهاد أبو فنونة، كان الجيش الإسرائيلي قد أقرّ، الأسبوع الماضي، باستهدافه المتعمد لحمزة وائل الحدوح ومصطفى ثريا اللذين قال إنهما كانا "يسيّران طائرات دون طيّار بطريقة شكّلت خطراً على قواتنا"، زاعماً أنهما "كانا ينتميان إلى تنظيمات إرهابية". واتهم جيش الاحتلال مصطفى ثريا بأنه عنصر في حركة حماس، وحمزة الدحدوح بأنه عنصر في حركة الجهاد الإسلامي.

ونفت شبكة الجزيرة وحركة حماس وأقرباء الصحافيين الفلسطينيين، حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا اللذين استشهدا بضربة إسرائيلية في 7 يناير/ كانون الثاني الحالي، في قطاع غزة اتهامات جيش الاحتلال الذي وصفهما بأنهما "عنصران إرهابيان".


إعلام وحريات
إسرائيل من أكثر الدول سجناً للصحافيين في 2023
وقال مدير مكتب "الجزيرة" في غزة ووالد الصحافي الشهيد حمزة الدحدوح، وائل الدحدوح: "هذه فبركات واضحة ومحاولات للدفاع عن النفس وتبرير ما يجري". وأضاف الدحدوح الذي سبق أن قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على غزة زوجته وولدين آخرين وحفيداً، بقصف استهدفهم في نهاية أكتوبر، أن "استهداف الصحافيين رتّب ضغوطاً كبيرة على إسرائيل وعلى الإدارة الأميركية، لذلك يريدون حرفها إلى مسار آخر، ويختلقون الذرائع".

وكان وائل الدحدوح نفسه قد أصيب بشظايا جراء قصف إسرائيلي استهدف خانيونس، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقد وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع، لتلقي العلاج.

وفي القصف نفسه، استشهد زميله مصور "الجزيرة" سامر أبو دقة. وأعلنت شبكة الجزيرة حينها أنها قررت إحالة ملف اغتيال مصورها في قطاع غزة سامر أبو دقة على المحكمة الجنائية الدولية. وصرح محمد ثريا، نجل عمّ الصحافي الشهيد مصطفى ثريا، لوكالة فرانس برس حينها، بأن "ما يقوله الاحتلال محض اتهامات كاذبة".

وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مزاعم مماثلة. فبدعم من منظمات صهيونية تطارد الصحافيين الفلسطينيين، وكذلك الناشطين وكل من يعبّر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية وإدانته لجرائم الاحتلال، لم يتردد المسؤولون الإسرائيليون في التحريض علناً على الصحافيين والدعوة إلى قتلهم، بزعم تعاونهم مع "حماس"، خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري للحركة.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، زعمت المنظمة الصهيونية "أونست ريبورتينغ"، رغم إقرارها بأن لا أدلة لديها وقولها إنها كانت فقط "تطرح أسئلة"، أن مجموعة من الصحافيين في قطاع غزة الذين يتعاونون مع مؤسسات إعلامية غربية كانوا على علم مسبق بعملية طوفان الأقصى.

هذه المزاعم تلقفها سريعاً المسؤولون الإسرائيليون الذين لم يترددوا في الدعوة إلى قتل الصحافيين الفلسطينيين. وقال حينها المتحدث باسم حكومة الاحتلال، في بيان، إن إسرائيل تطالب بتوضيحات من المؤسسات الإخبارية في ما يتعلق بما نشرته "أونست ريبورتينغ"، مضيفاً أن ما وصفه التقرير "يتجاوز كل الخطوط الحمراء المهنية والأخلاقية". وأضاف أن "هؤلاء الصحافيين كانوا شركاء في جرائم ضد الإنسانية، وكانت أفعالهم تتنافى مع أخلاقيات المهنة". ودان سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون ووزير الدفاع السابق بيني غانتس "أي صحافي كان على علم مسبق" بالعملية، وقالا إن "أي شخص وقف مكتوف الأيدي" في ذلك اليوم "لا يختلف عن الإرهابيين، وتجب معاملته على هذا الأساس".