دعت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء إلى حماية البنية التحتية الصحية الضعيفة في غزة وسط ما يواجهه القطاع المنكوب بالحرب من خطر متزايد لتفشي الأوبئة وتحديات في رصد الأمراض المعدية.
وسمح اتفاق هدنة هش بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأسبوع الماضي لمنظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة بزيادة شحناتها من الإمدادات الأساسية، لكن هذه الإمدادات لم تكن كافية لتلبية احتياجات سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن 15 فقط من أصل 36 مستشفى في غزة لا تزال تعمل ومكتظة بالكامل.
وقال “من بين 25 مستشفى في شمال غزة قبل اندلاع الصراع، هناك ثلاثة فقط تعمل بمستوى أساسي جدا، لكنها تفتقر إلى الوقود والمياه والغذاء”.
وأضاف “يجب حماية القدرات المتبقية للنظام الصحي ودعمها وتوسيعها”.
ودقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن انتشار الأمراض المعدية في غزة، حيث تسبب النزوح الداخلي للسكان في اكتظاظ الملاجئ وغيرها من مرافق المعيشة المؤقتة.
ولاحظت المنظمة زيادة مذهلة في حالات الإصابة بالإسهال، خاصة بين الرضع والأطفال، واكتشفت “مؤشرات خطيرة جدا حول متلازمة اليرقان الحادة” في القطاع.
وقال تيدروس “مع الاكتظاظ الشديد، تتزايد مخاطر انتشار أوبئة التهابات الجهاز التنفسي والإسهال المائي الحاد والتهاب الكبد والجرب والقمل وغيرها من الأمراض”.
وأضاف أن 1.3 مليون شخص يعيشون حاليا في ملاجئ في غزة، وأشار إلى أن القطاع سجل 111 ألف حالة التهاب تنفسي حاد و24 ألف حالة طفح جلدي و12 ألف حالة جرب منذ بدء الصراع.
وقال مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن اكتشاف الأمراض المعدية في غزة صار أكثر تعقيدا نظرا لأنه لم يعد من الممكن إرسال العينات إلى إسرائيل أو الضفة الغربية لفحصها.
وأضاف “لم يفقد قطاع غزة قدرة المستشفيات فحسب، بل والقدرة على التحقق حتى من أبسط الأمراض… هذا يخلق نقطة عمياء نواجه فيها خطرا كبيرا للإصابة بالأمراض الوبائية”.
ورحبت منظمة الصحة العالمية بتمديد الهدنة لكنها قالت إن احتمالات استئناف الصراع مرة أخرى مرتفعة جدا ويمكن أن تلحق المزيد من الضرر بالنظام الصحي.
وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “أي استئناف للعنف يمكن أن يلحق الضرر بالمرافق الصحية ويؤدي إلى خلل في المزيد من المرافق الصحية”.
وأضاف “لا يمكن أن يتحمل قطاع غزة على الإطلاق خسارة المزيد من أسرة المستشفيات… نحن بحاجة إلى جعل النظام الضعيف يعمل مرة أخرى”.
(رويترز)