قالت صحيفة "إل باييس" الإسبانية إنه لا يجب إغفال الحق في المقاومة الذي اعترفت به الأمم المتحدة، معتبرة أنه غير قابل للتفاوض في عيون الشباب الفلسطينيين، الذين دُفنوا وهم أحياء جراء الاحتلال الإسرائيلي والحصار والفصل العنصري. وأضافت أنه عندما تنتهي المذبحة ذات يوم، ستدرك إسرائيل أنها خسرت الحرب، حتى لو فاز بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وواصلت الصحيفة القول إنه "لم يعد أمام الفلسطينيين الكثير من الخيارات. لقد أصبح "تحميس" المجتمع نتيجة حتمية، على الرغم من الثمن الباهظ الذي دُفع، ففي النهاية، نجحت حركة حماس في استنهاض القضية الفلسطينية من حالة الجمود التي أغرقتها فيها السياسة الرسمية. لكن هناك سبلاً أخرى للمقاومة، مثل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات ضد إسرائيل، على الرغم من أن الغرب يجرم هذه الأفعال على أي حال".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب في فلسطين من دون أي رادع، فيما يعتم إعلامه على صور المجازر، والمجتمع الدولي، الذي يمكن فرض إطلاق نار دائم، لا يفعل أي شيء.
وجاء في مقال "إل باييس": "ماذا بعد الهدنة؟ سؤال ربما طرحه على إسرائيل الوسطاء المباشرون، قطر ومصر. لكن العالم كان في حاجة إلى فترة هدنة إنسانية بعد سبعة أسابيع من المذبحة"، مضيفة: "هناك هدنة حالياً، لكن ليس هناك غدٌ للفلسطينيين. إن حكومة إسرائيل ثملة بالإفلات من العقاب وبالكراهية، وهذا ما تزرعه بالفعل في المجتمع الإسرائيلي".
واستحضرت ما كتبه الصحافي في "هآرتس" الإسرائيلية جدعون ليفي، قبل أيام قليلة، حين قال إنه "ستكون هناك حرب، هذه أو أخرى"، معتبرة أن ذلك سيحدث "طالما استمر الإسرائيليون في لعب دور الضحية، متجاهلين ما يحدث في غزة وفلسطين، ومخدرين من قبل وسائل إعلام تفرض رقابة على صور المذابح إلى حد أن طالب وزير الاتصالات شلومو كارهي بمعاقبة الصحف التي تكشف حقيقة ما يدور في غزة. إن الإبادة الجماعية للفلسطينيين تجرى باسم الشعب الإسرائيلي، ولكن هذا الشعب لا يجب أن يعرف ما يحدث".
وتساءلت الصحيفة الإسبانية: "كيف يمكن بعد الهدنة أن يعود قصف المستشفيات، ومذابح الفارين، وتدمير ملاجئ أونروا، والموت بسبب منع الغذاء والدواء؟ هل تستطيع إسرائيل أن تتحمل تكلفة إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة؟ نتنياهو يعتقد ذلك".
وقالت الصحيفة أيضاً إن "الضغوط الدولية التي من شأنها أن تجعل وقف إطلاق النار الدائم أمراً ممكناً باتت غير موجودة. لقد توقف الاتحاد الأوروبي منذ مدة طويلة أن يكون محاوراً تحترمه إسرائيل، وكانت آخر هذه المواقف هي معارضة إسرائيل للمواقف التي أبدتها إسبانيا وبلجيكا بعد زيارة رئيسي حكومتيهما بدرو سانشيز وألكسندر دي كرو كممثلين لمجلس الاتحاد الأوروبي، حيث انتقدا بشكل صريح قتل المدنيين والأطفال".
وتابعت: "كما أن روسيا غارقة في حربها في أوكرانيا. أما الدول العربية فقد كانت دائمًا موضع احتقار من الاستعلاء اليهودي (...) حيث تعتبرها مجرد كومبارس في خططها لطرد الفلسطينيين وضم الضفة الغربية وقطاع غزة".
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على تحقيق شيء ما، لكن إدارة الرئيس جو بايدن "تفتقر إلى الطموح لحل النزاع".