زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أنه سيساعد في إجلاء الأطفال الرضع من مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة، في محاولة للظهور بمظهر إنساني أمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، التي زادت حدة بياناتها في إدانة الاحتلال وانتهاكاته بحق المدنيين في غزة.
في وقت سابق، السبت، قال مسعفون إن رضيعين خدج توفيا في المستشفى بمدينة غزة عندما توقفت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وأفادت جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية غير الحكومية بوجود “خطر حقيقي على حياة 37 رضيعاً من الخدج الآخرين”.
وأكد الجراح في المستشفى محمد عبيد وفاة الطفلين الخدج، مضيفاً أن مريضاً بالغاً توفي أيضاً بسبب عدم توافر الكهرباء لجهاز التنفس الاصطناعي .
وقال، في تسجيل صوتي نشرته منظمة “أطباء بلا حدود”: “نريد من يضمن لنا إمكان إجلاء المرضى لأن لدينا نحو 600 مريض”.
وأكد شهود عيان في المستشفى أن إطلاق النار المتواصل والغارات الجوية والقصف المدفعي تحول دون تحرك الناس حتى داخل مجمع الشفاء الطبي.
ووجه الطبيب نضال أبو هدروس، رئيس مستشفى الجراحات واستشاري جراحة المخ والأعصاب في "مجمع الشفاء الطبي" بغزة رسالة عاجلة إلى المؤسسات الطبية الدولية ولحكومات العالم.
وقال الدكتور أبو هدروس إن "الوضع في مستشفى الشفاء الآن خطير للغاية.. نحن كطاقم طبي نريد الرحيل، لكننا لا نستطيع".
وقال "قد لا نتمكن من البقاء على قيد الحياة حتى الصباح...لا نريد أن نُقتل هنا، فقط لأننا ظللنا ملتزمين تجاه مرضانا ومهنتنا الطبية".
وتابع "أنا أدعو للمساعدة بشكل عاجل.. يرجى القيام بكل ما في وسعكم من خلال حكومتكم أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر لترتيب ممر آمن للطاقم الطبي".
وختم رسالته "يرجى التعامل مع هذا الأمر على أنه عاجل للغاية".
وكتب الطبيب النرويجي مادز غلبيرت على منصة إكس: “تم إخراج 39 رضيعاً من الحاضنات بسبب تدمير جهاز الأوكسجين وقطع الكهرباء. ويتم علاجهم الآن في قسم آخر لأسباب أمنية، لكنهم الآن بدون أكسجين وجهاز تنظيم الحرارة الذي يحتاجونه”.
وكان الطبيب النرويجي قد وجّه رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، قائلاً: هل تسمعني؟ هل يمكنك سماع الصراخ من مستشفى الشفاء؟”.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية فقدان الاتصال مع الأشخاص الذين تتعامل معهم في مستشفى الشفاء في غزة.
وقالت المنظمة في بيان أنها "فقدت الاتصال مع أشخاص تتعامل معهم في مستشفى الشفاء شمال غزة".
وأكدت أنه "مع استمرار ظهور تقارير مروعة عن تعرض المستشفى لهجمات متكررة، فإننا نفترض أن من نتعامل معهم هناك انضموا إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من المنطقة".
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلنت صحة غزة أنه تقرّر حفر مقبرة جماعية داخل حرم مجمع الشفاء الطبي لدفن 100 جريح فارقوا الحياة في المجمع المحاصر، الذي يتعرض محيطه لقصف إسرائيلي متواصل.
وقال مدير عام وزارة الصحة منير البرش: "القصف لا يهدأ بمحيط المستشفى منذ 3 ليال. يوجد قصف بشكل عنيف جدا كل دقيقة تقريبا بهدف التمهيد لدخول المجمع".
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسط حصار مشدد على سكان القطاع ونفاد المواد الغذائية والطبية، وقصف الطيران الإسرائيلي للمستشفيات والمدارس.
وقد أسفر القصف الجوي والعملية البرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حتى الآن، عن استشهاد 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال، وأصيب 27 ألفا آخرين، منذ 7 أكتوبر.