تحاول شركة ميتا حالياً أن تجذب المزيد من العملاء الأصغر سناً إلى تطبيقاتها عن طريق إطلاق روبوتات محادثة تسمى Gen AI Personas. لكن وفقاً لبعض موظفي ميتا الذين قاموا باختبار تلك الروبوتات، يبدو أن ميتا لم تصيب الهدف تماماً وفشلت في التواصل مع جيل Z على مستواهم وباستخدام حس الفكاهة الخاص بهم.
ترجح صحيفة وول ستريت جورنال أن ميتا ستعلن عن هذه الروبوتات في مؤتمر Meta Connect. فقد أعلنت الشركة عن تطويرها للروبوتات في شهر فبراير الماضي. ومن إحدى هذه الروبوتات روبوت محادثة يدعى Bob the Robot، وهو يعتمد على شخصية الروبوت Bender من مسلسل Futurama.
فمن المفترض أن يكون Bob the Robot (مثل Bender) ساخراً ومتهكماً بعض الشيء، ولكن أشار أحد الموظفين إلى أن الروبوت قد يكون وقحاً و”غير مفيد”. بينما قال موظف آخر: “كونه روبوتاً ساخراً يقدم نوع الفكاهة الساخرة المنتشرة بين الشباب.”
لكن بصرف النظر عن صعوبة تعريف وتعميم روح دعابة جيل Z، قد تكون فكرة الاستلهام من شخصية Bender قديمة على الجمهور من ذلك الجيل. حيث يتراوح عمر الجيل Z بين 11 و26 عاماً اليوم، بينما تم بث مسلسل Futurama الأصلي بين عامي 1999 و2003، في الوقت الذي كان فيه أكبر أفراد الجيل صغاراً جداً، وحتى فكاهة Bender بعيدة بعض الشيء عن فكاهة شباب اليوم.
هذا يعني أن ميتا قد تصبح ضحية سخرية المستخدمين من جيل Z، وهذا ما حصل مع روبوت المحادثة في تطبيق سناب شات، My AI، الذي لاقى نجاحاً معتدلاً لكن بطريقة غير متوقعة. فمنذ طرح الروبوت في سناب شات في شهر فبراير الماضي، والشباب يستمتعون “بتعذيبه” من خلال إعطائه أوامر مرهقة أو إجباره على كسر قواعده ثم نشر إجاباته على تطبيق تيك توك. وحتى الآن، حصلت الفيديوهات تحت هاشتاج #snapchatAI على نصف مليار مشاهدة على تطبيق تيك توك.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن الجيل Z متقبل تماماً لروبوتات المحادثة. حيث انتشرت العشرات من مقاطع الفيديو التي تصف روبوتات المحادثة بأنها مخيفة أو متلصصة. يتساءل المستخدمون الشباب أيضاً عما إذا كانت الروبوتات تجمع بياناتهم الحساسة، مما يعكس القلق المتزايد لدى الجيل Z من التعدي على خصوصيتهم.
ويبدو أن ميتا لاحظت ذلك أيضاً عند اختبارها لإحدى شخصيات روبوتات المحادثة الأخرى، Alvin the Alien. إذ تساءل أحد الموظفين عما إذا كانت هذه الشخصية الفضولية ستثير مخاوف من جمعها للمعلومات بما أن Alvin the Alien هو فضائي يحب طرح الأسئلة عن كوكب الأرض على المستخدمين.
يأتي التركيز على المستخدمين الأصغر سناً في الوقت الذي تتطلع فيه شركة ميتا إلى التخلي عن سمعتها كشركة موجهة للكبار بالسن. ففي أكتوبر 2021، قال رئيس ميتا التنفيذي، مارك زوكربيرج، إنه يريد أن تصبح تطبيقات ميتا “نجم الشمال” للشباب على الإنترنت. فوفقاً لموقع Statista، تتراوح أعمار 3.4% فقط من مستخدمي فيسبوك بين 13 و17 عاماً، ومعظمهم أكبر من 25 عاماً. وفي الوقت نفسه، يندرج 8% فقط من مستخدمي إنستجرام ما دون 13-17 عاماً. بينما يتكون الجزء الأكبر من قاعدة مستخدمي التطبيق من جيل التسعينات وجيل Z.