هرتسوغ يحمّل نتنياهو مسؤوليّة حلّ الأزمة في "إسرائيل".. والائتلاف يهاجمه

الأربعاء 26 يوليو 2023 07:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
هرتسوغ يحمّل نتنياهو مسؤوليّة حلّ الأزمة في "إسرائيل".. والائتلاف يهاجمه



القدس المحتلة/سما/

حمّل الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مسؤولية إيجاد حلّ من شأنه إنهاء الأزمة الحادّة في إسرائيل، على خلفية خطة "الإصلاح القضائي" الحكومية لإضعاف جهاز القضاء، مشددا أنه حذّر كثيرا خلال الشهور الأخيرة، من الوصول إلى الوضع الراهن.

وهاجم الائتلاف الرئيس الإسرائيليّ، بحدّة، للمرّة الأولى، وقال رئيسه، أوفير كاتس، إن "إعلان الرئيس مؤسف بشكل خاصّ".

وقال كاتس: "بدلا من إيصال رسالة المصالحة، والانضمام إلى دعوة الائتلاف للعودة إلى المحادثات، يوجّه (هرتسوغ) أصابع الاتهام إلى الائتلاف، ويتجاهل أن قادة المعارضة هم الذين تصرّفوا بشكل غير مسؤول، عندما ’فجّروا’ المحادثات تحت ضغط الاحتجاجات".


وذكر أن هرتسوغ "يلغي الجهود الكبيرة والتسويات بعيدة المدى، التي قدمها الائتلاف"، على حدّ ادعائه.

و رد نتنياهو برسالة موجزة قال فيها "عشية تشعا بآف (الصوم في ذكرى خراب الهيكل)، أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق، وأنا أعمل مع أصدقائي لتحقيق هذه الغاية".

وقال هرتسوغ: "كما أكدت في الماضي، فإن المسؤولية الأكبر، -وإن لم تكن حصرا- لإيجاد حلول تعود بالنفع على الدولة والمجتمع ككل؛ تقع دائمًا على عاتق أولئك الذين يملكون السلطة، ومقابض السلطة في أيديهم"، في إشارة واضحة إلى نتنياهو الذي كان وائتلافه الحاكم، قد رفضوا التوصّل إلى تسوية بشأن "إصلاح القضاء".

وكان وزراء في الحكومة، على رأسهم وزير القضاء، ياريف ليفين، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ورئيس لجنة الدستور في الكنيست، سيمحا روتمان، قد هددوا بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى تفاهمات تشمل تعديل نص القانون، وتعليق طويل الأمد للتشريعات الرامية لإضعاف جهاز القضاء.

وتأتي أقوال هرتسوغ، بعد يومين من مصادقة الكنيست، على تعديل قانوني لإلغاء ذريعة عدم المعقولية بتأييد 64 عضو كنيست دون أي صوت معارض، وانهيار محاولات التوصل إلى تسوية حول إصلاح جهاز القضاء الإسرائيلي.


وقال هرتسوغ: "نحن في خضمّ أوقات عصيبة للغاية. أرى الصور، وأسمع الأصوات في الشوارع وفي الكنيست وفي مواقع التواصل الاجتماعي. أرى... الألم الشديد، والإحباط، والقلق العميق والحقيقي، ممّا يحدث وما لم يحدث بعد".

وأضاف: "بصراحة، أستيقظ أيضًا في الصباح هذه الأيام بإحباط عميق، وشعور حادّ بالأزمة".

وتابع: "إننا في عشية التاسع من آب (العبري ذكرى خراب الهيكلين المزعومين) وصوت رفرفة أجنحة التاريخ تصرخ: هذا وقت ضبط الذات، وقت التحلي بالمسؤولية، وقت الحفاظ على الأمر الأسمى: لا حربا أهلية وحسب".

أضرار اجتماعية واقتصادية وأمنية

وقال: "باعتباري شخصًا يعتقد أن الاتفاق كان ممكنًا، وعمِل بكل قوته على مدار الساعة للمساعدة، وللتسوية، ولحلّ وسط، ولمدّ يد العون ووضع سلالم لمساعدة الجميع على ’النزول من الشجرة’؛ أشعر بخيبة أمل كبيرة".

وذكر هرتسوغ أنه "في الأشهر الأخيرة، كنتُ أحذر من هذه اللحظة. لقد توسّلت من أجل الاستماع والتواصل والمسؤولية. تحدثت عن معسكريْن في إسرائيل يقفان ضد بعضهما البعض، وعن احتمالية حدوث عنف، وعن الاستقطاب الذي سيفرق بيننا، وعن الأضرار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وعن أعدائنا من بعيد وقريب... اليوم ليس هناك شكّ في أن التحدي أكبر من أيّ وقت مضى".


وقال إن "اللحظات صعبة كما ذكرنا، لكن مع كل الألم والإحباط... فأنا أكثر تصميما من أي وقت مضى، ولست مستعدا للاستسلام، وفقدان الأمل. حتى لو كانت هناك فرصة ضئيلة، فسأواصل أنا وفريقي العمل بكل طريقة ممكنة لخفض الجدران وبناء الجسور".

وذكر أنه "لا توجد مهمة أكثر أهمية بالنسبة لي كرئيس وكمواطن، من مداواة ولمّ شمل الشعب، والحفاظ على دولة إسرائيل، وديمقراطيتنا"، على حدّ وصفه.

عن "الديمقراطية" في إسرائيل

وأشار هرتسوغ إلى زيارته للولايات المتحدة، التي ألقى فيها خطابا أمام الكونغرس، زاعما فيه، أنه "من الناحية العملية، فإن النقاش المكثّف الذي يدور هناك في الداخل (في إسرائيل)، في هذه اللحظات بالذات، هو في نهاية المطاف أوضح تعبير عن قوة الديمقراطية الإسرائيلية".

وقال: "قبل أسبوع فقط، أعلنت أمام الكونغرس الأميركي أنني أؤمن بقوة الديمقراطية الإسرائيلية، وتعهدت بحمايتها والحفاظ عليها بأي ثمن. أنا أقف وراء كل كلمة، وأصرّ على أن الديمقراطية متأصّلة بعمق في الحمض النووي الإسرائيلي"، وفق تعبيره.


وتابع: "كما أكدت من قبل، فإن المسؤولية الأكبر -وإن لم تكن حصرا- ، لإيجاد حلول تعود بالنفع على الدولة والمجتمع ككل، تقع دائمًا على عاتق أولئك الذين لديهم السلطة، ومقابض السلطة في أيديهم. هكذا تعمل الديمقراطية. أتوقع أن أرى قريبا جدا كلمات الطمأنة تتحول إلى أفعال، وأن تنعكس رسائل التواصل في خطة عمل فعليّة وملزِمة"، مشددا على أنه يتوجب على الجميع "فهم التحدي والعواقب المصيرية".

هرتسوغ يطالب رافضي الخدمة العسكرية بالعدول عن رأيهم

وذكر هرتسوغ أنه "في هذا الوقت الصعب، عندما تكون هناك الكثير من الأمور على المحكّ، أناشد الجميع؛ الممثلين المنتخَبين والمسؤولين المنتخَبين، وقادة الرأي العام، ووسائل الإعلام، والجمهور الإسرائيلي بأسره، لكل التنوع الجميل، وتعدُّد المعتقدات والآراء في ذلك، وأنا أدافع حتى في ذروة الألم: يجب أن نحافظ على حدود الجدل، وأن نتجنب العنف والخطوات التي لا رجعة فيها... يجب أن نتخيل حياتنا المشتركة هنا معًا، في أربعين وخمسين ومائة عام (مقبلة)، وكيف سيؤثر كل عمل على أطفالنا وأحفادنا، وعلى الجسور بيننا".

وقال هرتسوغ: "أنا أدعو أشقاءنا وشقيقاتنا، جنود الاحتياط والمتطوعين في جميع وحدات الجيش الإسرائيلي... أنتم حقا أفضل الأفضل. لكن في الوقت نفسه، أشعر بالقلق على أمن إسرائيل، الذي يتضرر من التهديدات ذاتها بعدم التطوع، بل وأكثر من ذلك؛ من خلال تنفيذها".


وناشد هرتسوغ الجنود بالقول: "من فضلكم، ضعوا في اعتباركم كل حركة مرارا وتكرارا. أثق بكم في الحفاظ على دولة إسرائيل مستقرة وآمنة".

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول أمني إسرائيلي على خلفية اتساع رفض عناصر الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، وبخاصة في سلاح الجو، إنه "لا يتوقع الآن أيضا حدوث تراجع في قدرات إسرائيلية العسكرية في عمليات ضد غزة أو جنين إذا اضطررنا إلى ذلك، وإنما في حالة حرب واسعة فقط"، حسبما نقل عنه موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" الإلكتروني.