قال نائب رئيس حركة "فتح" ومفوض التعبئة والتنظيم محمود العالول: إن 75 عاما مرت على نكبة شعبنا التي ارتكبها العالم أجمع بحقنا، وهي مستمرة بتبعاتها على أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم.
وأضاف العالول خلال لقاء إعلامي عُقد اليوم الأحد، في مقر مفوضية التعبئة والتنظيم برام الله، بحضور عضو المجلس الثوري، عضو قيادة مفوضية التعبئة والتنظيم تيسير نصر الله: إن الأمر المختلف في إحياء ذكرى النكبة لهذا العام، أنه ولأول مرة بعد 75 عاما تعترف الأمم المتحدة بالنكبة".
وتابع: إن إحياء النكبة هي دعوة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وإنهاء حالة التشرد ونيل الحرية وتصويب الرواية الفلسطينية وتسليط الضوء عليها.
ولفت العالول إلى أن هناك محاولات لطمس الرواية الحقيقية تحت شعار "الكبار يموتون والصغار ينسَون"، مشيرا إلى أن هناك لجانا تعمل منذ فترة على تصويب الرواية الفلسطينية الحقيقية وإظهارها ابتداءً من حق العودة.
وبين أن الرئيس محمود عباس يبذل جهدا كبيرا من أجل إعادة إحياء الرواية الفلسطينية، إذ شكل لجانا من أجل إعادة إحياء الرواية بعد الإفراج عن العديد من الوثائق السرية التي كانت بحوزة دول مختلفة منها دول غربية.
وأوضح أن مذابح الاحتلال مستمرة منذ 75 عاما ولم تتوقف، وأن ما جرى خلال العدوان الأخير على قطاع غزة دليل على هذا، إضافة إلى الحصار المحكم على القطاع، وفي جنين، ونابلس، والقدس والمسجد الأقصى ورام الله والخليل، وهناك شهداء في كل يوم يُقتلون بدم بارد.
ولخص العالول السياق التاريخي لجريمة النكبة التي تحتاج إلى إعادة تصويب ابتداءً من مؤتمر كامبل بنرمان 1905 -1907، وتوصيته على إنشاء دولة احتلال في الشرق الأوسط شرق البحر المتوسط وشمال إفريقيا في إشارة واضحة إلى فلسطين، لتشكل حدا عازلا بشريا يمنع وحدة هذه المنطقة، مرورا بوعد بلفور بإقامة دولة الاحتلال ومساهمة الدول الغربية جميعها في إرسال اليهود وتسهيل وصولهم إلى فلسطين، للخلاص منهم بسبب نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي.
وتحدث العالول عن ضرورة تسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبها الاحتلال إذ شرد 957 ألف فلسطيني من أصل مليون وـ400 ألف، موزعين على 1300 قرية ومدينة، ومسح وجود 531 تجمعا سكاني بالكامل، واقتراف 51 مجزرة كبرى منها دير ياسين، والطنطورة، استُشهد خلالها 15 ألف فلسطيني.
ودعا العالول إلى ضرورة تسليط الضوء على المجازر والشهادات حولها حتى من المحتلين، ومجرمين كبار ساهموا في إبادة الشعب الفلسطيني وكتبوا عن الجرائم بحق شعبنا، وهذه الشهادات وُثقت، ومنها ما أُنتج كأفلام مثل فيلم "الطنطورة"، مشيرا إلى أن هناك سعيا إلى تشجيع منتجي الأفلام الذين يوثقون هذه الجرائم ليشاهدها العالم.
ولفت إلى أن إحياء فعاليات النكبة الـ75 انطلق منذ أسبوع، وأن الفعالية المركزية ستكون غدا الإثنين في رام الله الساعة 12 ظهرا، إذ ستكون هناك كلمة هامة بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" هي شاهد على الجريمة التي اقترفها الاحتلال بحق شعبنا، وهو ما يؤكد سبب تمسكنا بوجودها، داعيا إلى ضرورة بذل الجهود لإنهاء إضراب العاملين في وكالة الغوث، وتلبية مطالبهم لعودة الخدمات إلى المخيمات، خاصة الصحية والتعليمية.
وحذر من أن الواقع المفروض لا يمكن أن يستمر مع الحكومة اليمينية الفاشية، وواهم من ينتظر حلا من هذه الحكومة أو من الإدارة الأميركية التي تغيرت أولوياتها تماما.
وحول اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي عُقد أمس، قال: وجهنا نداءً إلى العالم وإلى أمتنا العربية لإعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية.
وأضاف: إن الاجتماع الذي عُقد قبل الإعلان عن التوصل إلى التهدئة، اتخذ قرارا لإعادة الاعتبار للجهود المبذولة من أجل تحقيق الوطنية الفلسطينية، والأسبوع القادم، ستُعقد جلسة لمناقشة تحقيق الوحدة، لنكون جميعا صفا واحدا، كما أكدنا في بيان "المركزية" أن الفلسطينيين جميعا هم وحدة واحدة في مواجهة تناقضهم الرئيس مع الاحتلال، ومن المحظور ولا يصح أو يجوز السماح للاحتلال بالاستفراد لا بفصيل ولا بمدينة ولا بفئة، وأنه انطلاقا من هذا الأساس، تواصلنا مع الإخوة في قيادة الجهاد الإسلامي في جميع مواقعهم لنشد من أزرهم.
وحيا الجهات التي ساهمت في الوصول إلى التهدئة، مؤكدا أن القيادة والرئيس بذلوا جهدا كبيرا للغاية مع الأطراف المؤثرة ضغطا وتواصلا من أجل الوصول إلى التهدئة.
ــــ