قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، إن الأردن كان وسيبقى يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ويبذل كل ما يستطيع من جهد ويتخذ كل الخطوات التي يستطيع من أجل إسناده ووقف المُمارسات الإسرائيلية التي تحرمه حقه في الحرية والدولة والسيادة.
وأكد الصفدي في مداخلة في جلسة رقابية لمجلس النواب بعد كلمات لرئيسي لجنتي الشؤون الخارجية وفلسطين النائب خلدون حينا والنائب فايز بصبوص، أنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، “لا أحتاج أن أوضح الموقف الأردني، فنحن كلنا في موقف واحد عندما يتعلق الأمر بفلسطين والقدس والمُقدسات الإسلامية والمسيحية فيها: الأردن كان وسيبقى يقف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، يبذل كل ما يستطيع من جهد من أجل إسنادهم، ويتخذ كل الخطوات التي يستطيع من أجل وقف المُمارسات الإسرائيلية التي تحرم الشعب الفلسطيني الشقيق حقة في الحرية والدولة والسيادة وتحرمه من ممارسة شعائره الدينية بحرية وفق القوانين الدولية كافة”.
وقال تعقيباً على كلمة النائب بصبوص “إن الدبلوماسية الأردنية تُدرك حجم الخطر المُتمثل في ما تقوم به إسرائيل من إجراءات واعتداءات وانتهاكات ليس فقط فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، لكن أيضاً في ما يتعلق بكل الأراضي الفلسطينية من توسعة للاستيطان، من هدمٍ للبيوت، من تهجير للفلسطينيين من بيوتهم، من قتلٍ للأمل في تحقيق السلام العادل والشامل الذي لن يتحقق إلا إذا تحررت القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المُستقلة على التراب الوطني الفلسطيني بخطوط العام 1967”.
وأضاف الصفدي “الدبلوماسية الأردنية عملت، وتعمل ليس فقط ردة فعل على الإجراءات الإسرائيلية التي شهدناها والاعتداءات التي شهدناها على الأقصى، تعمل بشكلٍ مستمر لأننا نعتقد جازمين بأنه إذ لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم كاملة، لن تنعم المنطقة بالسلام أبداً”.
وقال الصفدي إن “الاحتلال أساس الشر، وإن إنهاء هذا الاحتلال هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وعندما نتحدث عن خفضٍ للتصعيد، ونتحدث عن هدنة، لا نتحدث عنها هدفاً نهائياً بل نتحدث عنها خطوةً باتجاه التقدم نحو الحل الذي يُعيد الحقوق المشروعة كاملةً للشعب الفلسطيني الشقيق”.
وأكد الصفدي أن المملكة الأردنية الهاشمية توظف كل إمكاناتها من أجل إسناد أشقائنا الفلسطينيين، وكلمة الأردن مسموعة، فعل الأردن مؤثر، أثر العمل الأردني لتعرية ما تقوم به سلطات الاحتلال والخطر الذي تُمثله انتهاكاتها واعتداءاتها على الفلسطينيين وعلى المنطقة برمتها معروف”.
وبين الصفدي أن الأردن بذل جهوداً مكثفة من قبل رمضان وخلال رمضان ومستمر في هذه الجهود لوضع حدٍ لما تقوم به إسرائيل.
وزاد الصفدي “لكن مرة أخرى نحن الآن نتعامل مع الصراع في مقاربةٍ سياسية. عندما كان الصراع عسكرياً قدم الأردن الشهداء، وارتقى شهداؤنا من كل بقعة في ثرى فلسطين، وعندما صارت المقاربة سياسية بقرارٍ فلسطيني عربي أيضاً قدم الأردن مصلحة الفلسطينيين وعمل على ضمان حقوقهم ولم يتوقف يوماً من أجل إسناد حقوقهم، لأن في تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة ذات السيادة مصلحة وطنية أردنية”.
وقال الصفدي “نحن لم نتوقف عن حشد الجهود، تواصلنا مع المجتمع الدولي برمته”، مشيراً إلى انعقاد جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن بدعوات من الأردن في سياق جهود مواجهة الانتهاكات في المسجد الأقصى.
وقال الصفدي “رسالتنا واضحة بأننا لن نقبل بأي شيء أقل من احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المُقدسات، وأن السلام لن يتحقق إلا إذا انتهى الاحتلال، وأن وقف كل الإجراءات الإسرائيلية التي تقوض حل الدولتين وتحول دون تحقيق السلام العادل والشامل يجب أن تتوقف أيضاً”.
وأكد الصفدي الجهود الأردنية إزاء القضية الفلسطينية، وقال “في اليابان تقدمت القضية الفلسطينية على كل القضايا التي بحثها جلالة الملك حفظة الله مع المسؤولين اليابانيين، تحدث جلالته عن فلسطين قبل أن يتحدث عن الأردن”.
وقال الصفدي تعقيباً على ما ورد في كلمتي رئيسي لجنة الشؤون الخارجية وفلسطين في مجلس النواب “نحن في مواجهة احتلال، ليس مطلوب من الوصاية الهاشمية وإدارة الأوقاف في القدس أن تُنهي الاحتلال. كل المؤسسات غير الإسرائيلية في فلسطين المحتلة تواجه تحديات كبيرة، والأوقاف تواجه مثل هذه التحديات، لكن الأوقاف تقوم بدورها كاملاً في إطار ما هو مستطاع في مواجهة احتلال. ما الذي يستطيع أن يفعله 50 حارساً من بين 156 حارساً يتوزعون في أوقات دوامهم على مدى 24 ساعة في مواجهة قوات الشرطة الإسرائيلية عندما اقتحمت المسجد الأقصى؟”
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين “لو لم تكن الأوقاف الأردنية موجودة في المقدسات الإسلامية والمسيحية، لو لم تكن الوصاية الهاشمية، لكانت إسرائيل فرضت سيادتها بالكامل على هذه المقدسات، ولكانت تقوضت الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات”.
وأضاف الصفدي “لنتذكر أن القدس تحت الاحتلال، المقدسات تحت الاحتلال، الأوقاف تقوم بدورها، وهذا الدور مهم وأساسي”.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن استطاع بجهوده، وبالتعاون مع أصدقائه وأشقائه أن يحشد رأياً دولياً قوياً أسهم في ردع وفي كبح جماح قوات الشرطة الإسرائيلية واعتداءاتها على المصلين.
وقال الصفدي في تعقيبه على قضية طرد السفير الإسرائيلي في الأردن وسحب السفير الأردني “لن نتردد لحظة في اتخاذ أي خطوة نعتقد أنها تخدم أشقائنا الفلسطينيين، لكن في موضوع طرد السفير، طردنا السفير قبل ذلك، والقضية ليست قضية طرد السفير أو عدمه، لكن هل طرد السفير سيحقق المبتغى؟ بمعنى أنه هل سيزيد من قدرتنا على أن نخدم أشقائنا الفلسطينيين ونتصدى لهذه التحديات؟ أم أننا نتحاج لهذه القنوات الدبلوماسية حتى نوصل صوتنا؟ وبدل من أن يصبح السجال في المجتمع الدولي كله أن الأردن سحب سفيره أو طرد سفير الإسرائيلي، أردنا أن يبقى تركيز المجتمع الدولي على ما تقوم به إسرائيل من إجراءات وما تقوم به من اعتداءات حتى نستطيع أن نوقف هذه الاعتداءات”.
وأكد الصفدي “مواقف الأردن ثابتة، عمل الأردن واضح، الجهود الأردنية ظاهرة لكل من يريد أن يرى، وهذه المواقف لن تتغير، وإرادتنا لن تلين، نحن مستمرون في بذل كل جهد ممكن لتحقيق هدفنا، وهدفنا هو أن يتحرر الشعب الفلسطيني الشقيق بالكامل في دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران 1967”.
ولكن، قال الصفدي، ليس الأردن وحده الذي يستطيع أن يقلب المعادلات الدولية الآن، “هنالك موازين قوى، هنالك تغيرات سياسية كثيرة حدثت في المنطقة والعالم. لا نستطيع أن نطلب من الأردن أكثر من طاقته، الأردن يقوم بكل ما يستطيع وبتوجيهات وبمتابعة مباشرة من جلالة سيدنا حفظه الله مستمرٌ بالقيام بكل ما يستطيعه حتى نسند أشقائنا”.
وقال الصفدي إن موقف المملكة إزاء القضية الفلسطينية ثابت، “فالمملكة الأردنية الهاشمية، بشعبها الأبي، بقيادتها الحكيمة، بنوابها، بأعيانها، بحكومتها لا نختلف قيد أنمله على أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وهي قضيتنا الأساس، وأننا مستمرون في تكريس كل جهد ممكن وبالقيام بكل ما نستطيع من أجل إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق”.