نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته إيزابيل كيرشنر، عن تدهور الأوضاع في الضفة الغربية وهجمات المستوطنين على بلدة حوار وقرية زعترة قرب مدينة نابلس. واضافت أن مسلحاً فلسطينياً قتل مستوطنيْن في وقت اجتمع المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون والعرب لمناقشة طرق خفض التوترات، ثم قام المستوطنون بعملية تخريب وتدمير وحرق للممتلكات الفلسطينية في بلدة حوارة.
وقالت الصحيفة إن المستوطنين قاموا بعد ساعات من قتل شقيقيْن من المستوطنين، بعملية انتقامية في بلدة حوارة وعاثوا فيها فسادا. وجاءت العملية الفلسطينية يوم الأحد في وقت اجتمع المسؤولون العرب والإسرائيليون والفلسطينيون في لقاء بالأردن، شارك فيه مسؤولون أمريكيون بارزون لمناقشة طرق خفض التصعيد. ومع حلول الليل، وبعد انتهاء اللقاء، هاجم المستوطنون نفس المنطقة التي حدثت فيها العملية، وبدأوا بمهاجمة الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن سامح الأقطش (37 عاما) قُتل نتيجة للعدوان الذي نظمه المستوطنون. وأضافت أن عددا من الفلسطينيين أصيبوا، 20 منهم عانوا من استنشاق الدخان والغاز المسيل للدموع.
وغطت الأحداث الميدانية على لقاء قمة العقبة، التي وصفها الأردن بأنها أول لقاء يعقد منذ عدة سنوات. وأصدر الأردن والولايات المتحدة بيانات قالوا فيها إن الفلسطينيين والإسرائيليين عبروا عن التزامهم بالاتفاقيات الماضية وتعهدوا بمنع العنف.
وقالت الصحيفة إن اللقاء الذي حضره مسؤولون من الأردن وفلسطين ومصر وإسرائيل والولايات المتحدة، يعكس براغماتية الحكومة الإسرائيلية التي مضى عليها شهران، وتعتبر الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، إلى جانب رغبة أمريكية بالتوصل إلى اتفاق يمنع العنف من الخروج عن السيطرة. إلا أن الصحيفة ترى في عنف الأحد تذكيرا بالتحديات وعدم وجود إشارات على تقدم غير حقيقة اجتماع الأطراف. وقال الأردن إن الأطراف الخمسة وافقوا على اللقاء الشهر المقبل في مصر.
وكشف الجيش الإسرائيلي عن هوية المستوطنين القتيلين اللذين كانا يعيشان في مستوطنة هار براخا قرب مدينة نابلس، وكانا طالبين في مدرسة دينية. وصدم المسلح السيارة التي كان الشقيقان يستقلانها قرب مفرق يقود إلى نابلس، قبل أن يطلق عليهما النار من مسافة قريبة بحسب صور من مكان الحادث، وشهود عيان وتقارير إعلامية.
وتعلق الصحيفة أن الشهرين الأولين من 2023 هما من أكثر الشهور دموية، نتيجة لهجمات الجيش الإسرائيلي والعمليات الفلسطينية . وقالت إن تصاعد العنف هو ما دفع إلى قمة العقبة قبل حلول شهر رمضان المقبل. وكان رمضان في الماضي موسما لزيادة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومنذ بداية 2023، قُتل أكثر من 60 فلسطينيا في المناطق المحتلة، معظمهم نتيجة لمداهمات الجيش واشتباكات مسلحة. ومن الجانب الإسرائيلي قتل 13 شخصا في عمليات فلسطينية.
وفي بعض الهجمات، قتل الجيش الإسرائيلي أعدادا من الفلسطينيين أثناء غارات كما حدث في جنين الشهر الماضي، حيث قُتل 10 فلسطينيين. وأدت غارة يوم الأربعاء الماضي على مدينة نابلس، لمقتل 11 فلسطينيا بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
وعادة ما يتبع الهجمات الإسرائيلية ردود انتقامية من مسلحين يتصرفون بطريقة فردية. وعادة ما تؤدي الهجمات على المستوطنين لردود فعل انتقامية، حيث يهاجمون الممتلكات الفلسطينية ويحرقونها.
وزاد التوتر منذ وصول الحكومة المتطرفة إلى السلطة في إسرائيل في نهاية 2022، والذي كان أيضا عاما دمويا، شهد صعود جماعات فلسطينية مسلحة وهجمات ضد الإسرائيليين داخل إسرائيل والمستوطنيين في الأراضي المحتلة. وتدعم الحكومة الجديدة ضم مناطق في الضفة الغربية وهددت بإجراءات عقابية ضد المهاجمين الفلسطينيين. وناقشت لجنة في الكنيست يوم الأحد، مشروع قرار يمنح المحاكم الإسرائيلية، السلطة لفرض حكم الإعدام على من يدان بقتل مواطنين إسرائيليين.
وتقدم حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه المتطرف إيتمار بن غفير، المتهم بالتحريض على العنصرية والانتماء لجماعات إرهابية. وقال المجتمعون يوم الأحد إن إسرائيل عبّرت عن التزامها بعدم مناقشة مشاريع بناء جديدة في المستوطنات لمدة ستة أشهر، إلا أن مكتب نتنياهو أعلن أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت نظيرتها الأمريكية عن عدم المصادقة على كتل استيطانية جديدة في الأشهر المقبلة. ولا يشمل الإعلان 10 كتل استيطانية قالت الحكومة إنها تناقش المصادقة عليها.
ووعدت الحكومة الإسرائيلية بإعادة تفعيل والمصادقة على الكتل الاستيطانية التي أُقيمت بدون موافقة الحكومة وعدد منها يعود لعقود. وقالت إنها ستمضي في بناء 10 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات والتي أُعلن عنها في الأيام الماضية. وتعتبر معظم الدول، المستوطنات مخالفةً للقانون الدولي.