متحدثون: القوة الناعمة يجب أن تصبح ثقافة وطنية في مواجهة الاحتلال

الأحد 19 فبراير 2023 03:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
متحدثون: القوة الناعمة يجب أن تصبح ثقافة وطنية في مواجهة الاحتلال



رام الله/سما/

أكد متحدثون خلال لقاء، نظمه معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، والحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي الأبارتهايد، أن أشكال المقاومة الناعمة والشعبية في مواجهة المشروع الاستعماري الاحتلالي، يجب أن تصبح ثقافة وطنية، وجزءا أصيلا من الوعي الوطني الفلسطيني.

وأكدوا خلال اللقاء، الذي عُقد اليوم الأحد، بمدينة البيرة، تحت عنوان: "القوة الناعمة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. تجارب فلسطينية وملاحظات فارقة"، أن القوة الناعمة تمتلك القدرة على قلب وتغيير الديناميكية الدولية، وانتزاع شرعية إسرائيل، وتصويرها كدولة مارقة على القانون الدولي.

وقال مدير عام المعهد حابس الشروف، إن القيادة الفلسطينية نجحت في تبني سياسة القوة الناعمة كأداة من أدوات حل الصراع، لكشف سياسات إسرائيل العنصرية، كتبني مشروع المقاومة السلمية على صعيد الأمم المتحدة، حيث صوتت 138 دولة لصالح عضوية فلسطين كدولة في الأمم المتحدة، واتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بمقاطعة المستوطنات، وإنشاء الحملات الأكاديمية، ووسم إسرائيل بدولة الفصل العنصري "الأبارتهايد"، ونبذ الرواية الصهيونية.

ولفت الشروف إلى أن الحقيقة التاريخية أثبتت أن المقاومة الناعمة والشعبية حققت مكاسب سياسية ووطنية على كل الأصعدة المحلية والدولية والأممية، مشيرًا إلى أن منطقتنا تمر بمرحلة خطيرة، ويجب استغلال الغضب الدولي المؤقت من سياسة دولة الاحتلال العنصري، لفضح سلوكه وممارساته.

وقال الشروف إن مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يرى أن القوة الناعمة الفلسطينية تمتلك القدرة على قلب وتغيير الديناميكية الدولية، وتشكل خطورة على دولة الاحتلال، كحركة المقاطعة "BDS"، والحملات الأكاديمية والدبلوماسية، والذهاب إلى الأمم المتحدة، والانضمام إلى المعاهدات الدولية، والتي تستطيع القوة الناعمة أن تنزع شرعية إسرائيل وتصورها كدولة مارقة على القانون الدولي، وإنكار حق إسرائيل في الوجود باعتبارها دولة محتلة.

بدوره، قال الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبارتهايد رمزي عودة، إن الحملة تأسست منذ ثلاثة أعوام، وتتكون من كوادر أكاديمية وناشطين في الضفة وغزة، ودول إقليمية، وأوروبية، وأميركا اللاتينية، وتسعى إلى إنتاج المعرفة المقاومة التي تعد عنصرًا أصيلا من عناصر ومؤشرات إنتاج القوة الناعمة، ونستطيع من خلالها إقناع الجامعات، ومراكز البحث المهمة في الدول الغربية، والتي تساهم في صنع القرار، أو من خلال إنتاج الكتب المتعلقة بمقاومة الاحتلال والأبارتهايد، وهذا يمكن أن ينقل تجربتنا بشكل مؤثر جدًا إلى المحافل الأكاديمية، ويساهم في تغيير الرأي العام الدولي.

وأكد عودة أن دولة الاحتلال أنتجت العديد من القوانين العنصرية، مثل قانون القومية اليهودية، إضافة إلى  المؤشرات التي وضعتها منظمة العفو الدولية، التي تطرقت إلى آليات الفصل العنصري التي رصدتها في تقريرها، وكذلك منظمة "بتسيلم" التي أدانت بشكل واضح دولة الاحتلال، واعتبرتها دولة أبارتهايد، مشددة على ضرورة استغلال ذلك من أكاديميين وباحثين لمقاضاة إسرائيل على جرائمها.

وقال: إن الحملة تقوم على الإقناع والتغيير في الوعي العام الدولي، والدبلوماسية الشعبية، من خلال تجييش الأكاديميين والباحثين في مختلف المناطق، لنصرة حقوق الشعب الفلسطيني، وخلق جبهة وحركة عالمية إنسانية تساند الشعب الفلسطيني، وإنتاج المعرفة المقاوِمة، ومقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن القوة الناعمة هي الأقل تكلفة، والأكثر قدرة على الفاعلية والتأثير; لأنها تخاطب الناس والقيم العالمية، وبالتالي تأييد الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية.

من جانبها، قالت المسؤولة الإعلامية لمكتب وزير الخارجية والمغتربين جمانة جبر، إن الخبراء يتفقون بأن القوة الناعمة توفر جميع أنواع الفوائد للدول، والأفراد، والمؤسسات، والشركات على حد سواء، وتسمح للعلامات التجارية للأمة، والترويج للسياحة والاستثمار، وتسمح للدولة بالارتقاء والتطور والتنمية، بالإضافة إلى زيادة إمكانياتها في تسويق مواردها.

وأوضحت أن القوة الناعمة هي مقياس مباشر لحضور ممثلين البلاد وتأثيرهم في البلاد الأخرى، بدءا من أدوات السياسة الخارجية المستخدمة، وصولا إلى أبعاد أخرى، مثل وسائل الإعلام المنوطة بمؤسسات الدولة، إضافة إلى الموارد التعليمية والثقافية للأمة.

وقالت جبر إن القوة الناعمة تمكن الحكومات والشركات من استخدام فهمهم لثقافة شعوبهم، وإمكانياتهم ضمن نطاق الموارد الوطنية المتاحة، ليتم تسخيرها في تطوير وإنجاح السياسات والإستراتيجيات الخارجية، ونعتبر أن الدبلوماسية العامة والرسمية بالنسبة للفلسطينيين هي مفتاح القوة الناعمة.

وأضافت: نحن في الوزارة ننظم زيارات ميدانية رسمية لوفود دبلوماسية، وللطلبة والمتطوعين الدوليين لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وللمجتمعات المهمشة، والمناطق المهددة بالهدم والتهجير في كل من القدس والخليل وغيرها من المناطق، إضافة إلى دور السفارات والجاليات التي تلعب دورًا كبيرًا في الدبلوماسية العامة والرسمية، حيث تنظم سفاراتنا فعاليات ثقافية من معارض ومحاضرات تعريف بالقضية الفلسطينية، ونعمل من أجل التنسيق والتعاون ما بين البرلمانات والأحزاب السياسية الدولية، وتفعيل دور الدبلوماسية الفلسطينية دوليًا.

ـــــــــــــــــــ