أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية، مساء اليوم الثلاثاء، استشهاد المواطن راني مأمون فايز أبو علي 45 عاماً ،من بلدة بيتونيا غرب رام الله، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في وقت سابق اليوم شمال مدينة البيرة.
وكانت شرطة الاحتلال لاحقت مركبة، وأطلقت النار على إطاراتها، فانحرفت عن الطريق واصطدمت بالحاجز المعدني، ثم ترجل عناصر الشرطة وفتحوا نيران أسلحتهم صوب سائق المركبة من الزجاج الخلفي، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، عن استشهاد شاب بعد إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال في قرية المغير شمال شرق رام الله (وسط)، ليضاف هذا الشهيد إلى أربعة سبقوه في ذات اليوم.
وقال شهود إن قوة إسرائيلية اقتحمت قرية المغير، ما تسبب في اندلاع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وعاشت الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، صدمة وحالة من الغضب إثر إعدام قوات الاحتلال ثلاثة شبان بشكل مباشر، مفيد إخليل في الخليل، وظافر وجواد الريماوي، وهما شقيقان، من بلدة بيت ريما شمال رام الله، فيما استشهد آخر إثر تنفيذه عملية دهس استهدفت مُستَوطِنة.
في مجمع رام الله الطبي تجمع النساء والرجال، وكان البكاء سيد الموقف. ورغم كثرة المودعين وحالة الزحام على مدخل منطقة مخصصة لجثامين الشهداء في المجمع الطبي، ومن قبله في المستشفى الاستشاري (الخاص)، بقيت الأم ملتصقة بالجثمانين، في وداع أخير لشابين لم تتوقع أن تنام وتصحو على خبر استشهادهما.
وقالت وهي في بكاء متواصل: “راحوا حبات عيوني”. فيما راح الأب المكلوم يصبّر نفسه بحمد الله. ووسط نحيب طويل ومستمر قال الأب: “أولادي التنين راحوا.. لا إله إلا الله حتى يرضى الله”، فيما حاول رجال وأصدقاء مواساته وتصبيره.
وانتشرت على المنصات الاجتماعية صور جماعية للعائلة المكلومة، الأولى جمعت الشابين والأم والأب وهما في قمة الفرح، فيما الصورة الثانية جمعت الشابين الشهيدين وأمهما وأختهما الوحيدة.
وعلق الإعلامي أحمد ماهر قائلا: “متخيلين إنه البنت لن تقدر على التقاط صورة مع أخويها مرة ثانية؟! مستوعبين فكرة إنه كان يسندها اثنين والآن فقدتهم؟! مدركين كيف الليل سيمر على قلب أمهم؟! فاهمين شو يعني ما ظل حد عند الأب يتصل عليه ويحكيله وينك؟! لماذا تأخرت؟! مستوعبين فكرة انه هالصورة مستحيل تتكرر مرة ثانية بالحياة؟!”.
وأحد الشهيدين ظافر (21 عاما) طالب في جامعة بير زيت، في السنة الثالثة في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، فيما شقيقة جواد (22 عاماً) فهو خريج نفس الجامعة، ويعمل في إحدى بنوك المدينة.
وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية فقد استشهد الشاب جواد بعد إصابته برصاصة في الحوض، فيما أصيب شقيقه برصاصة في الصدر، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليهما.
وانطلقت جنازة الشهيدين الحاشدة من مجمع رام الله الطبي إلى وسط مدينة رام الله، وهناك طاف المشيعون بهما، ومن ثم انتقلت في مسيرة سيارات حتى وصلت إلى مكان دراسة الشهيدين، حيث نظمت الفصائل والحركات الطلابية تشييعاً مركزياً حاشداً شارك فيه آلاف الطلبة.
وطاف الطلبة بالجثمانين وسط أغاني وأهازيج المقاومة وخطابات تمجد الشهداء وتطالب بالانتقام، وتؤكد على أن الطلبة سيسيرون على درب الشهداء الأبطال.
ورغم المطر الشديد والأجواء الباردة شارك عشرات الآلاف في التشييع من رام الله إلى مقبرة البلدة في بيت ريما.
بدورها أعلنت جامعة بيرزيت الحداد لمدة ثلاثة أيام، ونكست الأعلام، وعلق الدوام الدراسي.
وحول تفاصيل إعدام الشهيدين قال الإعلامي عصام ريماوي إنهما كانا يبيتان في بيت قريب لهما في بلدة كفرعين (الملاصقة لبلدة بيت ريما)، وعند الفجر اقتحم الجنود البلدة واندلعت اشتباكات عنيفة مع الجنود.
وتابع ريماوي: “الجنود أطلقوا النار بقصد القتل، وهناك فيديو يوثق صراخ أحد الأخوة وهو يطالب بسيارة لنقل أخيه الذي أصيب برصاصة قاتلة، وما هي إلا لحظات حيث تم إطلاق النار على الأخ الثاني”.
وبحسب مصادر محلية فإن قوات الاحتلال، وقبل محاولة انسحابها من البلدة، نفذت جريمة قتل وإعدام بإطلاق النار على الأخوين، إلى جانب مجموعة كبيرة من الجرحى.
وجاء ارتقاء الشابين بعد ساعات من استشهاد الشاب مفيد إخليّل، الذي ارتقى بعد إصابته بجروح حرجة إثر إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحيّ على رأسه في بلدة بيت أمر شمال الخليل.
وقالت وزارة الصحة إن 8 إصابات وصلت إلى المستشفيات بعد مواجهات بلدة بيت أمر، مشيرةً إلى أن هناك إصابة متوسطة بالرصاص الحي في الكتف، وإصابة متوسطة بالرصاص الحي في الصدر وحالته مستقرة، و4 إصابات بالرصاص الحي في اليد، وإصابة طفيفة بالرصاص الحي في القدم، وإصابة طفيفة بالرصاص الحي في الساق.
وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن العملية العسكرية في بيت أمر تعقّدت بعد تعطل مركبتين للجيش داخل البلدة نتيجة خلل فني، وقد تعرض الجنود لإلقاء حجارة وعبوات محلية الصنع، ودخلت قوة مساندة إلى داخل البلدة، وخلال العملية قتل فلسطيني برصاص الجيش.
وبحسب مصادر محلية فإن الجنود أطلقوا النار بكثافة وعلى جميع المتواجدين في المكان.
وتابعت المصادر: “طلب الجنود تعزيزات، وبعد لحظات وصلت 30 آلية عسكرية، وهناك أطلق الجنود النار على المنازل والمواطنين والمركز الطبي الذي كان يعالج المصابين.
يذكر أن الجرائم الثلاث، إلى جانب إعدام مقاوم فلسطيني نفذ عملية دهس، إلى جانب عشرات الإصابات، حدثت في اليوم الذي يفترض أن يحتفل فيه الفلسطينيون باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وإلى جانب الجنازة كان هناك ناشط شبابي يرد على أسئلة الصحفيين حول حقيقة ما جرى في بلدة كفرعين التي أعدم الشابان فيها، فقال بعد شرح وتفصيل كثيرين: “الجيش الخائف يطلق النار بقصد القتل المباشر، هذه كل القصة”.
بدورها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بداية عام 2022 إلى 206، غالبيتهم في الضفة الغربية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الوزارة، في بيان صحافي، أن من بين إجمالي الشهداء 154 فلسطينيا قضوا برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية، و52 آخرين في قطاع غزة.
استمرار التصعيد
واستمرارا لحالة التصعيد من جانب الاحتلال، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة الزبابدة جنوب جنين.
وأفادت مصادر محلية وأمنية بأن مواجهات اندلعت عقب اقتحام بلدة الزبابدة ومداهمة عدة محلات تجارية، واستجواب عدد من المواطنين.
في السياق، كثفت قوات الاحتلال من نصب الحواجز وتواجدها العسكري في محيط قرى وبلدات قباطية، مركة، صير، مسلية، ميثلون، وصانور.
كما هدمت منزلين وأسواراً في قرية الديوك التحتا، غرب مدينة أريحا، بحجة عدم الترخيص.
وأفادت مصادر محلية أن المنزلين يعودان للمواطنين: مرعب كعابنة، ويأوي منزله 8 من أفراد عائلته، ومرشد كعابنة، الذي انتقل حديثا إلى منزله بعد زفافه قبل عدة أشهر.
عملية دهس
وفي سياق متصل استُشهد شاب فلسطيني رابع بدعوى أنه نفذ عملية دهس استهدفت مستوطنة وسط الضفة الغربية.
ومنعت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى المكان لإخلاء سائق المركبة، وأغلقت المنطقة ومنعت الحركة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن فلسطينياً دهس إسرائيلية قرب مستوطنة “كوخاف يعقوب” وسط الضفة، وفرّ من المكان.
وأضافت أن قوات الجيش الإسرائيلي لاحقت الفلسطيني وأطلقت النار عليه. وفي بيان لاحق أعلنت مقتله، دون الكشف عن هويته.
وأصيبت مجندة إسرائيلية بجروح وصفت بين المتوسطة والخطيرة جرّاء الدهس شرق رام الله، كما أظهرت صورة من المكان.
وأظهرت مقاطع فيديو ملاحقة شرطة الاحتلال لمركبة فلسطينية على طريق “بيت إيل” المؤدي لرام الله، وإطلاق النار عليها، وارتطامها بحاجز حديدي.