"ما خفي أعظم" يفضح انتهاكات أوروبية حول اللاجئين ويكشف أسرار "جيش الظل"

السبت 29 أكتوبر 2022 03:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
"ما خفي أعظم" يفضح انتهاكات أوروبية حول اللاجئين ويكشف أسرار "جيش الظل"



الدوحة/سما/

فضحت قناة الجزيرة وكشفت انتهاكات “مروعة” يتعرض لها اللاجئون على حدود أوروبا، يرتكبها أشخاص ملثمون، يتحركون لتنفيذ مهام توكل لهم.

وكشف برنامج “ما خفي أعظم” الذي تبثه قناة الجزيرة التي تتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقراً لها، انتهاكات “مروعة” بحق اللاجئين على حدود أوروبا، يرتكبها رجال ملثمون مرتزقة لا تعرف هويتهم ويعملون وفق خطة محكمة ولأهداف محددة.

وعرضت قناة “الرأي والرأي الآخر”، حلقة خاصة من برنامج “ما خفي أعظم”، تضمنت صوراً ولقطات عدة توثق انتهاكات مروعة لأفراد جيش الظل ضد لاجئين في مناطق حدودية داخل البحر وعلى البر، أبرزها عند الحدود مع اليونان.

وأظهر التحقيق الذي يقدمه المذيع الفلسطيني تامر المسحال، جثث ضحايا بينهم أطفال تم انتشالهم من بحر إيجة بعد إغراقهم عمداً من قبل ملثمين بإشراف الأمن اليوناني، على حد تأكيد عدد من المصادر.

وعرض البرنامج -الذي بثته قناة الجزيرة- مشاهد صادمة وشهادات ومقابلات حصرية، توثق الانتهاكات المروعة بحق اللاجئين على حدود اليونان مع تركيا. وأشار التحقيق إلى أن اسم “جيش الظل” يتردد في المناطق الحدودية بين اليونان وتركيا، ولكن وسط تعتيم واستهداف لكل من يقف وراء هذا الملف.

وحصل تامر مسحال على شهادات خاصة من مسؤولين ونشطاء وشخصيات من دول عدة، إضافة لوثائق خاصة، تكشف تلك الانتهاكات.

ولا تعترف الحكومات الأوروبية بوجود جيش الملثمين حتى اللحظة، وتعتبر الحديث عنه مجرد شائعات غير موثقة. ويشير التحقيق إلى أن الملثمين يقومون بالتنكيل باللاجئين تحت أعين أجهزة الأمن الأوروبية.

وفي شهادته، أكد يانيس فاروفاكيس، وهو نائب معارض ووزير المالية اليوناني سابقاً، أن المؤسسات الأوروبية والاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية وحكومات أخرى، يرتكبون الجريمة تلو الأخرى ضد الإنسانية، حيث حوّلوا شرق المتوسط إلى مقبرة مائية بشكل متعمد، فهناك خطة لفعل ذلك بهدف ردع المهاجرين، وقال إنها سياسة لإرجاع هؤلاء من حيث أتوا.

من جهتها، قالت نتالي غروبر، وهي مديرة مؤسسة جسور الحقوقية لشؤون اللاجئين، في شهادة خاصة كشفها التحقيق، إن ما يجري هي جرائم منظمة تنفذها دول، من كرواتيا وحتى بلغاريا.

وأكدت المسؤولة أن اسم “جيش الظل” استخدم لأول مرة في تحقيق صحافي قامت به مجموعة من الصحافيين الاستقصائيين أمضوا شهوراً لإثبات ما يحصل. لكن الجناة يحرصون على عدم ترك أدلة.

“جيش الظل”

وفي مركز اللاجئين المرجعين عنوة في مدينة أدرنة التركية، تحدث رجل فلسطيني (50 سنة) وآخرون عن تعرضهم للضرب على أيدي ملثمين، وسرقة كل أغراضهم، وقالوا إنهم يتحدثون باللغة العربية.

وأدلى اللاجئ الفلسطيني حسن سعدون، بشهادته لبرنامج ما خفي أعظم حول التعذيب الذي تعرض له من طرف البوليس اليوناني، حيث قام بضربه وتعذيبه وسلبه كل حاجياته بما فيها جواز السفر التركي قبل إعادته إلى الحدود التركية اليونانية.

وتمكن البرنامج التحقيقي من رصد تجربة أحد المجندين العرب في صفوف جيش الظل خلال الأشهر الماضية، حيث كشف عن المهام التي كلفوا بها. واللافت أن هذا الشخص هو أحد اللاجئين، وقد قصد اليونان بحراً قبل اعتقاله على يد “جيش الظل”.

اليونان تنفي الاتهامات

وعن الصور التي تظهر رجال “جيش الظل” وهم يعملون على إغراق لاجئين، رفض وزير شؤون الهجرة اليوناني التعليق على الصور، رغم إقراره بأن القارب يوناني، لكنه اتهم في المقابل خفر السواحل التركي بأنه مصدر تلك الصور، ودعا تركيا إلى فعل المزيد من أجل حماية حدودها.

وفي رده على سؤال “ما خفي أعظم” بشأن عمليات إرجاع اللاجئين بالقوة، نفى وزير شؤون الهجرة اليوناني، نويتس ميتاراكيس ذلك، وقال إن هناك الكثير من الأخبار الكاذبة التي تستهدف اليونان. غير أن وزير المالية اليوناني السابق رد بالقول إن الحكومة اليونانية هي أسوأ من المجرمين الذين يرتكبون الجرائم بحق اللاجئين.

أما وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو فدافع عن موقف بلاده في ملف الهجرة، وقال إنها قامت بواجبها اتجاه أوروبا واليونان.

وحصل برنامج “ما خفي أعظم” على عشرات المقاطع المصورة التي وثقت انتهاكات مروعة ضد اللاجئين في البحر، حيث يظهر ملثمون في قارب تابع للأمن اليوناني يعملون على إغراق اللاجئين في قارب مطاطي.

وبعد أيام رصدت مقاطع أخرى انتشال عدد من جثث هؤلاء اللاجئين عند الحدود التركية.

في حين نفى وزير الداخلية التركي اتهامات الوزير اليوناني، وقال في المقابل إن اليونان تعمدت قتل لاجئين وتعريتهم ليتجمدوا، مشيرا إلى أن اتفاقيات تركيا مع أوروبا بشأن اللاجئين غير مفعلة لعدم التزام الجانب الأوروبي.

ومن جهة أخرى، لا تعرف أرقام المفقودين في البر والبحر بسبب حالة الصمت الذي تلتزمه السلطات اليونانية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل.

كما عرض البرنامج صورا مسربة للاجئين عرب تم تجنيدهم في جيش الملثمين في مركز حرس حدودي يوناني في تركيا، وهو ما أكده أحد هؤلاء يدعى أحمد لبرنامج “ما خفي أعظم”.